تعاقبت على اليوم الوطني السعودي شعارات متعددة، جميعها تدعو للفخر والاعتزاز، وتحفّز أبناء الوطن على الجد والاجتهاد، وتعزز الهوية الوطنية، وترسخ الانتماء لهذا الوطن العظيم.
ابتداءً من “وطني هويتي” عام 2015، مرورًا بـ “دام عزك يا وطن”، و “همة حتى القمة”، و “رؤية وطن”، و “هي لنا دار”، و “نحلم ونحقق”، وصولًا إلى شعار هذا العام 2025 في الذكرى الخامسة والتسعين: “عزنا بطبعنا”.
إنها عبارات رنانة، وكلمات معبّرة، ولوحات مضيئة في قلب الوطن، ورموز مشحونة بالمعاني، تُترجم هوية الدولة وتعكس روحها ورسالتها.
فالشعارات الوطنية ليست مجرد عبارات تُزيَّن بها المناسبات أو تُرسم على اللوحات، بل هي صوت الوطن حين يخاطب أبناءه، وصياغة مكثفة لروح شعب يفتخر بماضيه، ويصنع حاضره، ويتطلع إلى مستقبله.
وحين يُرفع الشعار، تتلاقى حوله القلوب قبل الأيادي، إذ يذكّر المواطن بقيم الانتماء، ويحوّل اللحظة العادية إلى موسم من الفخر، لأن الكلمات المختصرة تحمل وراءها تاريخًا من التضحيات، ورؤية من الطموحات، ورسالة عن العزم الذي لا يلين.
الشعار الوطني يعمل عمل البوصلة؛ فهو يوجّه الوعي الجمعي، ويعيد ترتيب الأولويات في وجدان الناس. وهو يلهب الحماس في نفوس الشباب، ويوقظ ذكريات الكفاح والبناء لدى الكبار. وفي جوهره، هو عقد وجداني بين الوطن وأبنائه، يعد بالثبات على المبادئ، ويطلب منهم الإخلاص والوفاء.
والأوطان العظيمة لا تختار شعاراتها اعتباطًا، بل تصوغها كما تُصاغ القصائد، وتمنحها من المعاني ما يجعلها خالدة في الأذهان. ومع مرور السنين، يصبح الشعار مرآة تُرى فيها صورة الوطن، وأغنية يرددها الشعب في لحظات الفرح والفخر.
ختامًا
شعار اليوم الوطني ليس مجرد كلمات، بل راية من المعنى ترفرف في الذاكرة، وتبقى ما بقي الوطن. عزنا بطبعنا.. وكل عام والوطن بخير.
• كاتب رأي ومستشار أمني





