المقالات

فراسة تتجاوز الـ DNA… حينما تتحول الموهبة إلى وهم

يُعَد تحليل الـ (DNA) أحد الفحوصات الدقيقة التي تُجرى للتحقق من هوية الأب، ورغم أن دقته لا تصل إلى 100% بشكل مطلق، إلا أنها تبلغ مستويات عالية جدًا تصل إلى نحو 99.9%، وذلك بحسب جودة العينات، والتقنية المستخدمة، ونوع التحليل نفسه – وفق المصادر العلمية الموثوقة.

أنقل هذه المعلومة بعدما سمعت من أحدهم قصة عجيبة عن شخص مهووس بالظهور والحديث في المجالس، وفي مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض القنوات التلفزيونية الشعبية. هذا الشخص يتفنن في التنقل بين الشعر والنثر والرواية والتاريخ والأنساب، ولا يكتفي بذلك، بل يزعم امتلاكه معرفة عميقة بما يسميه علم الفراسة.

مع أن الفراسة ليست علمًا معتمدًا يُدرّس في الجامعات، بل تُصنَّف في الغرب على أنها علم زائف، يعتمد فقط على الموهبة الشخصية كغيره من الملكات.

ومن طُرَف ادعاءاته، أنه يزعم القدرة على معرفة الرجل القادم إلى مجلسه من مجرد النظر إليه، دون أي معرفة مسبقة، بل ويحدد نسبه وأسرته وقبيلته بدقة قاطعة! ولا يتوقف عند هذا الحد، إذ يذهب إلى ما هو أبعد، فيدعي القدرة على معرفة أبناء الرجل المرافق له، وهل هم من صلبه فعلًا أم لا!

إن هذا التوغل في فراسة وهمية، يصل إلى حد الادعاء بتجاوز دقة التحليل العلمي للحمض النووي، القائم على دراسات وبحوث موثقة داخل المعامل والمختبرات!

والأدهى أن هذا الشخص ليس من عامة الناس كي يُعذر، بل مثقف يحمل شهادة الدكتوراه، ويتمتع بمكانة اجتماعية مرموقة بين أسرته وقبيلته. ومع ذلك، فقد شطح شطوحًا لا يمكن قبوله أو تصديقه، بادعاءات عبثية تزعم أن فراسته تتفوق على تحليل الـ (DNA).

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. هذا الشخص اعتقد انه وحسب مكانته الاجتماعيه
    فالشطحات ستستمر وتستمر والمصغين له والمجاملون كثيرون

اترك رداً على محمد إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى