تظلّ القضية الفلسطينية حجر الزاوية في وجدان الأمة العربية والإسلامية، ومحورًا أساسيًا في سياسات المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه .
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – تواصل المملكة أداء دورها التاريخي والثابت في نصرة الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه المشروعة.
والمتتبع للأحداث يلاحظ أن سمو ولي العهد منذ بدايات توليه ولاية العهد أكد في أكثر من مناسبة أن المملكة تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وأن حلّ القضية العادل هو شرط رئيس لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وقد ترجم هذه المواقف إلى تحرّكات سياسية ودبلوماسية ملموسة، جعلت من الرياض محورًا رئيسًا في كل مبادرة تهدف إلى إحياء عملية السلام أو تخفيف المعاناة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية.
و على الصعيد السياسي حرص ولي العهد على أن تبقى القضية الفلسطينية أولوية في المحافل الدولية،فالمملكة دفعت العالم باتجاه الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، وسعت إلى حشد التأييد العالمي لمبدأ حل الدولتين، باعتباره الطريق الوحيد لتحقيق سلام دائم، كما شاركت بفاعلية في القمم العربية والإسلامية التي ناقشت الاعتداءات الإسرائيلية على غزة، وأكدت في بياناتها الختامية على رفض التهجير القسري وإدانة الاستيطان وضرورة حماية المدنيين.
أما في الجانب الإنساني، فقد جسدت المملكة مواقفها بالأفعال، عبر حملات إغاثة ضخمة وجسور جوية وبحرية لإيصال المساعدات الطبية والغذائية العاجلة إلى قطاع غزة، وأشرف مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية على برامج دعم متواصلة تخفف من آثار الحصار والمعاناة.
وقد ساهمت المملكة خلال الأحداث الأخيرة بشكل كبير في إيقاف الحرب على غزة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني من القمع والتهجير والتدمير ونقص المؤن وتبادل الأسرى.
هذه الجهود لم تكن مجرد استجابة آنية للأحداث، بل امتداد لنهج سعودي راسخ يرى في التضامن مع الشعب الفلسطيني واجبًا دينيًا وإنسانيًا وأخلاقيًا.
كما عمل ولي العهد على تعزيز التنسيق مع القيادة الفلسطينية والدول العربية، لتوحيد الموقف السياسي العربي تجاه التطورات المتسارعة في المنطقة، وقد شكّل هذا التنسيق أرضية متينة لأي مسار تفاوضي مستقبلي يُعيد للقضية الفلسطينية حضورها الدولي القوي بعد سنوات من الجمود والتهميش.
والمتابع لجهود المملكة يلمس بوضوح أن الدعم السعودي لفلسطين لم يكن موسميًا أو شعاراتيًا، بل سياسة متكاملة تنطلق من ثوابت راسخة، قوامها العدل والحق والإنصاف.
وهي رسالة تؤكد أن السعودية، رغم انشغالها بمشاريع التنمية والرؤية الطموحة، لا تنسى قضايا الأمة ولا تتخلى عن مسؤولياتها التاريخية.
ختامًا، في قمة شرم الشيخ للسلام قدّم القادة والرؤساء شكرهم لصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على مساهمته الفاعلة في إحلال السلام، مؤكدين أن المملكة العربية السعودية – بقيادتها الحكيمة – تظل صمام الأمان للقضية الفلسطينية، وحاضنة الأمل العربي.
كاتب رأي ومستشار أمني





