الأمن يعتبر من ضروريات حياة الأفراد والجماعات وهو من أعظم النعم، ويأتي بعد نعمة الإيمان بالله وهو أساس لتحقيق التنمية والإزدهار والإستقرار الإجتماعي والإقتصادي وبه يحافظ على الضروريات الخمس: الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال.
ويعرف الأمن بأنه: ضد الخوف، وهو شعور بالسلام والإطمئنان سواء على المستوى الفردي أو المجتمعي. قال الله تعالى :((الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب))، وقال صلى الله عليه وسلم :(من أصبح منكم آمنًا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)،
ولكي نحافظ على مكتسباتنا الأمنية فهناك واجبات وأدوار على كل فرد من أفراد المجتمع تتمثل في: احترام الأنظمة والقوانين بحيث يكون كل فرد قدوة في التطبيق والإلتزام، أيضاً التعاون مع الأجهزة الأمنية وتقديم المعلومات اللازمة لحفظ الأمن والمبادرة بالإبلاغ عن أي أنشطة أو تحركات مشبوهه، وكذلك المحافظة على الممتلكات العامة ومقدرات الوطن، والمساهمة في نشر الوعي الأمني في محيطه الأسري، ومواجهة الشائعات والمعلومات المغلوطة، الوسطية والاعتدال في جميع شؤون الحياة، واحترام رجال الأمن والرفع من معنوياتهم والالتزام بتعليماتهم، وبذلك يكون هناك علاقة تشاركية في حفظ الأمن، وتوفر هذه العلاقة احساس راسخ لدى كل فرد بأن الأمن مسؤولية مشتركة بينه وبين الأجهزة الامنية. وهناك مقولة لرجل الأمن الأول سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمة الله-(المواطن هو رجل الأمن الأول). وهذه المقولة فعلاً تجسدت وتجلت عندما مررنا في فترة من الزمن بالإرهاب والتطرف الفكري فقد برز دور المواطن في التصدي لذلك وساهم في تقديم المعلومات عن الأوكار والتجمعات المشبوهة، ومحاربة الأفكار المتطرفة جنباً إلى جنب مع الأجهزة الأمنية. وهناك أمثلة أخرى كثيرة على مشاركة المواطن في حفظ الأمن. وبلادنا ولله الحمد تنعم بالإيمان وبالأمن والأمان وتبذل الدولة الجهود في المحافظة على أمن كل من يقيم على أراضيها وأصبح يُضرب بها المثل في الأمن والإستقرار بينما هناك دول تعتبر من الدول المتقدمة لايستطيع الإنسان التجول فيها ليلاً خوفًا على نفسه وممتلكاته وتنتشر فيها الجرائم بشكل ملفت، والكثير سافر وتجول في بعض تلك البلدان ورأى ذلك بعينه وشعر بنعمة الأمن التي نعيش فيها. وللنظر لبعض الدول من حولنا عندما فُقد الأمن وسادت الفوضى ولم يعد الإنسان يأمن على نفسه وأهله وماله، وتوقفت التنمية وانتشر الفقر والبطالة والأمراض، ولولا تكاتف الجهود وإحساس كل مواطن بأن الأمن مسؤولية الجميع لما وصلنا لهذا المستوى الأمني الذي ولله الحمد ساعد على النمو وعلى مانحن فيه من ازدهار وتقدم في جميع مجالات الحياة.
فكل الحب والتقدير والإحترام لجنودنا المرابطين على الثغور سواء الذين على الحدود أو في الداخل يذودون عن ديننا ومقدراتنا ومكتسباتنا، وندعو بدعاء أبينا إبراهيم عليه أفضل الصلاة والسلام والذي ورد في القرآن الكريم :((وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدنًا ءامنًا وارزق أهله من الثمرات…))الآية. فعلى كل أب وأم مسؤولية غرس حب الوطن في نفوس أبناءهم وأن كل شبر منه جزء لايتجزأ عن الآخر حتى يكبر معهم هذا الانتماء والولاء ويشعرون بقيمة الوطن، (وطن لانحميه لانستحق العيش فيه). هذا ونسأل الله أن يحفظ لنا ديننا وطننا وأمننا وولاة أمرنا..






