يومًا بعد يوم.. تترسّخ مكانة بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية وتتأكد ريادتها بين دول العالم أجمع، وذلك بوصفها قوة محورية لها حضور مؤثر في معادلة الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي، ولأنها أظهرت قدرات عالية على ترسيخ مبدأ التوازن السياسي في تعاملها مع القوى الإقليمية والدولية الكبرى، ومن خلال تنسيق المواقف تجاه مختلف القضايا، وتعزيز التعاون المشترك في عدد من المجالات، وتأكيد الأدوار السعودية في تقريب وجهات النظر الإقليمية والدولية. وبالتالي لتُسهم هذه السياسات الحكيمة والمتوازنة؛ في تعزيز حضور السعودية القوي والمؤثِّر على الساحة العالمية، ولتبرز إسهاماتها الكبيرة والمُقدّرة في صنع القرار الدولي، ضمن مجموعة العشرين (G20)، وفي غيرها من المحافل، وتأكيد مكانة المملكة السياسية وثقلها على المستويين الإقليمي والدولي، ودورها المحوري والمؤثر في تعزيز أمن واستقرار المنطقة بصفة خاصة والعالم أجمع بصفة عامة.
ومع بزوغ فجر كل يوم.. تتأكّد مكانة قادتنا الريادية بين قادة وزعماء العالم أجمع، بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أيده الله –، وسنده وعضده وساعده الأيمن؛ سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – رعاه الله –.
زيارة العمل الرسمية التاريخية لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله- للولايات المتحدة الأمريكية للقاء فخامة رئيسها دونالد ترمب وأعضاء إدارته، حاملاً معه هموم وآمال وتطلعات المنطقة العربية، ولبحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتي تمّ هذه الأيام بناءً على توجيه مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، واستجابة للدعوة المقدمة لسيدي سمو ولي العهد – حفظهما الله –، تأتي لتؤكد أن هذه العلاقة بين البلدين الصديقين، تعتبر من أهم العلاقات في العالم؛ وذلك لكونها تستند إلى تاريخ طويل من الثقة والعمل المشترك، كما أنها تأتي امتدادًا لعلاقات سعودية – أمريكية بُنيت على الاحترام، وتبادل المصالح، والندية والصدق في التعامل.
علاقات متينة وراسخة ومتجذرة، بدأت منذ عام 1945م وتمتد لأكثر من 8 عقود من التطور المستمر والتعاون والتفاهم المشترك، ولتكون وتظل ركيزة أساسية في دعم الاستقرار الإقليمي والازدهار العالمي لسنوات طويلة قادمة، مع توسع الشراكات الاقتصادية، وتزايد التعاون في القطاعات الحيوية، واستمرار التقارب السياسي، والتأكيد على أهمية تعزيز الشراكة في مواجهة التحديات الإقليمية. وفي الوقت ذاته؛ ترسخ مكانة المملكة العربية السعودية، وتؤكد عمق هذه العلاقات الممتدة بين البلدين الصديقين؛ ولتجسد أن التواصل السياسي بين الرياض وواشنطن؛ يُمثّل ركيزة أساس في علاقاتهما الثنائية، ولتُمثل امتدادًا طبيعياً لمسار التعاون المتصاعد، ونموذجاً يُحتذى به للشراكة بين البلدين، التي تُمثل حجر زاوية في استقرار المنطقة والعالم ككل، كما تسهم في دعم الاقتصاد العالمي، وتعزيز الأمن الدولي، وتوفير بيئة ملائمة للتنمية، وتُعتبر نقلة لمرحلة جديدة من مراحل العمل المشترك بين بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأمريكية، وتؤكد عمق الشراكة، وتفتح آفاقًا جديدة بين البلدين الصديقين.
وما أدّل على عمق العلاقات بين البلدين وعلى أهمية هذه الزيارة التاريخية؛ وعلى الدور المتنامي للسعودية على مستوى العالم، وأن بلادنا الغالية حجر الأساس لاستقرار المنطقة بكاملها، ما نشرته شبكة “سي إن إن”، عن قيام الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بحشد ثِقَل البيت الأبيض لاستقبال سموه الكريم – حفظه الله –، وتوجيه دعوات خاصة لكبار الرؤساء التنفيذيين وحكام الولايات وأعضاء الكونغرس، وذلك بعد أن قام بنفسه بالاتصال ببعضهم في إشارة إلى مكانة الزيارة وثقل الشريك السعودي في واشنطن.
هذا بالإضافة إلى ما يحمله سموّ ولي العهد – رعاه الله –، من ملفات مهمة، ليضعها على طاولة النقاش بين البلدين، والتي ستعود بالخير – بحول الله وقوته – على المملكة، وعلى كافة دول المنطقة، وستسهم في تحقيق السلام الشام، كما أن ما يضمه جدول الزيارة من فعاليات، منها استقبال رسمي ومراسم وصول، واجتماع ثنائي يجمع ولي العهد بالرئيس ترامب، وجلسة توقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية والدفاعية الكُبرى وفي جميع المجالات بين البلدين، وغيرها من أجندة ومسارات مهمة، بجانب ما سيُعقد على هامش هذه الزيارة من مؤتمرات، وندوات، تهدف جميعها لتعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والعسكرية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، وتُسهم في شراكات إستراتيجية أعمق وطويلة الأمد، قائمة على المصلحة والثقة والمنفعة المتبادلة، وابتكار تعاوني يترجم الأولويات إلى نتائج عملية على أرض الواقع.
هذه الزيارة التاريخية والمهمة التي جذبت أنظار جميع الدول مجدداً صوب الدبلوماسية السعودية، لينتظر العالم ويراقب نتائجها ومُخرجاتها على الأصعدة كافة، تعتبر محطة مفصلية في مسار العلاقات السعودية الأمريكية، وامتداداً لسلسلة تواصل بناء ومثمر بين البلدين، حيث جاءت زيارة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله – إلى الولايات المتحدة في مارس 2017م، ،والتي التقى خلالها فخامة رئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب، لتُشكل نقطة تحول مهمة في هذه العلاقة. والتي اعقبها عقد القمة السعودية – الأمريكية بالرياض في مايو م2017؛ لتكون واحدة من أبرز محطات العلاقات السعودية – الأمريكية، إذ أطلقت خلال القمة “الرؤية الإستراتيجية المشتركة” للبلدين.
وفي سياق التطور المتسارع لهذه العلاقات الممتدة والمتجذرة، شهد شهر مارس 2018م، لقاءً جديدًا بين سيدي سمو ولي العهد – رعاه الله –، والرئيس دونالد ترمب في البيت الأبيض، حيث ناقشا عدد من الملفات المهمة. لتشهد جدة في يوليو 2022م، محطة بارزة في تاريخ هذه العلاقات، حيث التقى خادم الحرمين الشريفين وسيدي سمو ولي العهد – رعاهما الله – فخامة الرئيس الأمريكي الأسبق جوزيف بايدن، لبحث ملفات الأمن الإقليمي، والتعاون في عدد من المجالات، كما عقد سيدي سمو ولي العهد – حفظه الله –، جلسة مباحثات موسعة مع الرئيس بايدن، تناولت تعزيز الشراكة الدفاعية والتقنية، وتطوير آليات التنسيق السياسي، وغيرها من لقاءات مشتركة. هذا بالإضافة إلى أن المملكة، كانت هي المحطة الأولى للرئيس الأمريكي “ترامب” في كل ولايتيه الأولى والثانية؛ حيث زار فخامته العاصمة الرياض بتاريخ 20 مايو 2017م، وأيضاً بتاريخ 13 مايو 2025م، لتُعد هاتين الزيارتين، حدثًا استثنائيًّا ونقطة تحول مهمة في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين.
والله ولي التوفيق،،،
* المُلحق الثقافي في سفارة خادم الحرمين الشريفين في أنقرة






