المجتمع

حاج تركي تحققت أمنيته فدفن بمكة

مكة المكرمة / صحيفة مكة الاليكترونية

كم من قصة سجلت وأخرى رؤية عن موسم حج هذا العام 1431 هـ محملة بذكريات مفرحة لدى البعض ولحظات مؤلمة لدى البعض الآخر وبين الاثنان مواقف يصعب تناسيها ورويات من المؤكد أن الأجيال ستتناقلها عبر الزمن .

البداية لكل قصة حاج تكون عادة من موطنه حيث تبدأ فصول قصة الحج منذ اللحظة الأولى لتسجيل اسمه ضمن الراغبين بأداء فريضة الحج .

غير أن قصة [COLOR=crimson]الحاج فهمي تور[/COLOR] التي كانت بدايتها من مكة المكرمة وتحديدا لحظة وصوله إلى مقر سكنه مختلفة كليا عن غيرها إذ وقف قائلا : لقد من الله علي قبل أكثر من أربعين عام بالعمل معلما للأجيال داخل مدرسة ابتدائية بمدينة أنقرة وأكرمني جلت قدرته بالزواج من امراءة ذات دين وخلق عشنا سويا سنوات سعيدة طوال ولحظات لاتنسى وكونا أسرة سعيدة .

ومع مضي الأيام بدأت أضع استعداداتي لأداء فريضة الحج برفقة زوجتي لكن الأجل كان سباقا فتوفيت زوجتي قبل نحو عامين ولم تتمكن من أداء فريضة الحج وحينما ظهر اسمي ضمن حجاج هذا العام تملكني الفرح والسعادة ودعوت الله أن تكون نهايتي تحت تراب مكة المكرمة الطاهر بعد أن زرت المدينة المنورة وأديت مناسك الحج .

ويواصل رئيس مجموعة الخدمات الميدانية رقم " 1 " لحجاج تركيا المطوف / أحمد صالح حلبي حديثه راويا قصة الحاج فهمي تور ويقول : قد يظن البعض أن هذه الكلمات هي من نسج خيال لكنها واقعا حقيقيا عشته مع هذا الحاج الذي كثيرا ماكنت أجالسه وأتحدث معه .
وحينما حان موعد السفر قال : لقد أنهيت للتو مكالمة هاتفية مع أبنائي وأخبرتهم بأن حقائبي قد صفدت والهدايا قد أحضرت ولم يبق سوى حضور الباص لنقلنا إلى جدة ومنها إلى أنقرة .
وكانت كلماتي مليئة بالألم لان الله سبحانه وتعالى قد حقق أمنيتي بأداء فريضة الحج لكنه لم يحقق أمنيتي بالوفاة بمكة المكرمة .
ويضيف الحلبي قائلا : كان الموعد المحدد لحضور الحافلات قبل منتصف الليل وفجاءة حضر رئيس القافلة ليقول : أتعرف الحاج فهمي
قلت : نعم
فرد بسرعة لقد توفي قبل لحظات وتأملنا كثيرا على وفاته .

حينها رددت قائلا : لاتحزنوا فقد حقق الله سبحانه وتعالى أمنيته التي كان يبحث عنها وكل ما أرجوه أن تحضروا الآن رقم هاتف أسرته لا نقل التعازي لهم وأدعوه بأن يحمدوا الله سبحانه وتعالى أن حقق أمنية والدهم .

وكان لي ما طلبته وان كان الخبر الذي نقلته لأفراد أسرته كان مؤلم عليهم لكنهم أدركوا بأن الله سبحانه وتعالى قد حقق أمنية والدهم الذي قال لهم قبل مغادرته لبلده أتمنى أن أموت وأدفن في مكة المكرمة .

إنها قصة لم ينسجها خيال قاص ولا يرؤيها راوي مثلت حياة حاج بدأ رحلته العملية معلما حتى إحالته للتقاعد وتقدمه لأداء فريضة الحج وإنهائه للنسك حتى جاءت وفاته ويدفن تحت تراب مكة المكرمة .

فاللهم ارحمه وارحم موتانا وموتا المسلمين وأعد ضيوف الرحمن إلى أوطانهم سالمين غانمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى