أخبار العالم

النص الكامل لكلمة الرئيس المصري محمد حسني مبارك

الرياض 07 ربيع الأول 1432هـ

النص الكامل لكلمة الرئيس المصري محمد حسني التي وجهها للشعب المصري اليوم.. نقلا عن إذاعة صوت العرب :

بسم الله الرحمن الرحيم… الاخوة المواطنون الابناء شباب مصر وشاباتها اتوجه بحديثي اليوم لشباب مصر بميدان التحرير وعلى اتساع ارضها اتوجه إليكم جميعا بحديث من القلب حديث الاب لأبنائه وبناته اقول لكم أنني أعتز بكم رمزاً لجيل مصري جديد يدعو إلى التغيير الى الأفضل ويتمسك به ويحلم بالمستقبل ويصنعه أقول لكم قبل كل شيئ أن جميع شهدائكم وجرحاكم لن تضيع هدرا وأوكد أنني لن اتهاون في معاقبة المتسببين عنها بكل الشدة والحسم وسأحاسب الذين اجرموا في حق شبابنا بأقصى ما تقرره أحكام القانون من عقوبات رادعة وأقول لعائلات هؤلاء الضحايا الابرياء أنني تألمت كل الألم من أجلهم مثلما تألمتم وأوجع قلبي ما حدث لهم كما أوجع قلوبكم اقول لكم أن استجابتي لصوتكم ورسالتكم ومطالبكم هو التزام لا رجعة فيه وأنني عازم كل العزم على الوفاء بما تعهدت به بكل الجدية والصدق وحريص كل الحرص على تنفيذه دون ارتداد او عودة إلى الوراء إن هذا الالتزام ينطلق من إقتناع أكيد بصدق ونقاء نوايكم وتحرككم وبأن مطالبكم هي مطالب عادلة ومشروعة فالأخطاء واردة في أي نظام سياسي وفي أي دولة لكن المهم هو الاعتراف بها وتصحيحها في أسرع وقت ومحاسبة مرتكبيها ، وأقول لكم أنني كرئيس للجمهورية لا أجد حرجا أو غضاضةً أبداً في الإستماع لشباب بلادي والتجاوب معه لك الحرج كل الحرج والعيب كل العيب ومالم ولن أقبله ابدا أن استمع إلى املاءات أجنبية تأتي من الخارج أياً كانت مصدرها وأياً كانت ذرائعها أو مبرراتها ، الأبناء شباب مصر الأخوة المواطنون لقد أعلنت بعبارات لا تحتمل الجدل أو التأويل عدم ترشيحي للإنتخابات الرئاسية المقبل مكتفياً بما قدمته من عطاء للوطن لأكثر من ستين عاما في سنوات الحرب والسلام أعلنت تمسكي بذلك وأعلنت تمسكا مماثلاً وبذات القدر بالمضي في النهوض بمسؤلياتي في حماية الدستور ومصالح الشعب حتى يتم تسليم السلطة والمسؤلية لمن يختاره الناخبون شهر سبتمبر المقبل في انتخابات حرة ونزيهه توفر لها الضمانات الحرية والنزاهة ذلك هو القسم الذي اقسمته أمام الله والوطن وسوف أحافظ عليه حتى نبلغ بمصر وشعبها بر الأمان لقد طرحت رؤية محددة للخروج من الأزمة الراهنة ولتحقيق ما دعا إليه الشباب والمواطنون بما يحترم الشرعية الدستورية ولا يقوضها على نحو يحقق استقرار مجتمعنا ومطالب أبنائه ويطرح في ذات الوقت إطاراً متفقاً عليه للإنتقال السلمي للسلطة من خلال حوار مسؤول بين كافة قوى المجتمع وبأقصى قدر من الصدق والشفافية طرحت هذه الرؤية ملتزماً بمسؤلياتي في الخروج بالوطن من هذه الأوقات العصيبة,

واتابع المضي في تحقيقها أولاً بأول بل ساعة بساعة متطلعاً لدعم ومساندة كل حريص على مصر وشعبها كي ننجح في تحويلها لواقع ملموس وفق تفاوق وطني عريض ومتسع القاعدة تسهر على ضمان تنفيذه قواتنا المسلحة الباسلة ، لقد بدأنا بالفعل حوارا وطنياً بناء يظم شباب مصر الذين قادوا الدعوة الى التغيير وكافة القوى السياسية ولقد اسفر هذا الحوار عن توافق مبدئي في الآراء والمواقف يضع أقدامنا على بداية الطريق الصحيح للخروج من الأزمة ويتعين مواصلته للإنتقال به من الخطوط العريضة لما تم الاتفاق عليه إلى خريطة طريق واضحة وبجدول زمني محدد تمضي يوماً بعد يوم على طريق الانتقال السلمي للسلطة من الآن وحتى سبتمبر المقبل إن هذا الحوار الوطني قد تلاقى حول تشكيل لجنة دستورية تتولى دراسة التعديلات المطلوبة في الدستور وما تقتضيه من تعديلات تشريعية ، كما تلاقى حول تشكيل لجنة للمتابعة تتولى متابعة التنفيذ الامين لما تعهدت به امام الشعب ، ولقد حرصت على أن يأتي تشكيل كلتا اللجنتين من الشخصيات المصرية المشهود لها بالاستقلال والتجرد ومن فقهاء القانون الدستوري ورجال القضاء ، وفضلاً عن ذلك فإنني إزاء ما فقدناه من شهداء من ابناء مصر في أحداث مأساوة حزينة أوجعت قلوبنا وهزت ضمير الوطن أصدرت تعليماتي بشرعة الانتهاء من التحقيقات حول أحداث الاسبوع الماضي وإحالة نتائجها على الفور إلى النائب العام ليتخذ بشأنها ما يلزم من إجراءات قانونية رادعة ، ولقد تلقيت بالامس التقرير الاول بالتعديلات الدستورية ذات الاولوية المقترحة من اللجنة التي شكلتها من رجال القضاء وفقهاء القانون لدراسة التعديلات الدستورية والتشريعية المطلوبة وإنني تجاوباً مع ما تضمنه تقرير اللجنة من مقترحات ومقتضى الصلاحيات المخولة لرئيس الجمهورية وفق للمادة 189 من الدستور فقد تقدمت اليوم بطلب تعديل ست مواد دستورية هي المواد 76 77 88 93 189 فضلاً عن إلغاء المادة 179 من الدستور مع تأكيد الاستعداد للتقدم في وقت لاحق بطلب تعديل المواد التي تنتهي إليها هذه اللجنة الدستورية وفق ما تراه من الدواعي والمبررات تستهدف هذه التعديلات ذات الاولوية تيسير شروط الترشيح لرئاسة الجمهورية واعتماد عدد محدد لمدد الرئاسة تحقيقاً لتداول السلطة وتعزيز ضوابط الاشراف على الانتخابات ضماناً لحريتها ونزاهتها كما تأكد اختصاص القضاء وحده بالفصل في صحة وعضوية أعضاء البرلمان وتعدل شروط وإجراءات طلب تعديل الدستور ، أما الإقتراح إلغاء المادة 179 من الدستور فإنه يستهدف تحقيق التوازن المطلوب بين حماية الوطن من مخاطر الإرهاب وضمان احترام الحقوق والحريات المدنية للمواطنين بما يفتح الباب أمام إيقاف العمل بقانون الطوارئ فور استعادة الهدوء والاستقرار وتوافر الظروف المواتية لرفع حالة الطوارئ.

الأخوة المواطنون إن الأولوية الآن هي إستعادة الثقة بين المصريين بعضهم البعض والثقة في اقتصدانا وسمعتنا الدولية والثقة في أن التغيير والتحول الذي بدأناه لا ارتداد عنه أورجعة فيه إن مصر تجتاز أوقات صعبة لا يصح أن نسمح باستمرارها فيزداد ما ألحقته بنا وباقتصادنا من أضرار وخسائر يوماً بعد يوم وينتهي بمصر الامر لأوضاع يصبح معها الشباب الذين دعوا إلى التغيير والإصلاح أول المتضررين منها ، إن اللحظة الراهنة ليست متعلقة بشخص ليست متعلقة بحني مبارك وإنما بات الأمر متعلقاً بمصر في حاضرها ومستقبل أبنائها ، إن المصريين جميعاً في خندق واحد الآن وعلينا أن واصل الحوار الوطني الذي بدأناه بروح الفريق وليس الفرقاء وبعيداً عن الخلاف والتناحر ، كي نيتجاوز مصر أزمتها الراهنة ولنعيد لاقتصادنا الثقة فيه ولمواطينا الإطمأنان والأمان وللشارع المصري حياته اليومية الطبيعية ، لقد كنت شاباً مثل شباب مصر اللآن عندما تعلمت شرف العسكرية المصرية والولاء للوطن والتضحية من أجله أفنيت عمرا دفاعاً عن أرضه وسيادته شهدت حروبه بهزامئها وانتصاراتها عشت أيام الانكسار والاحتلال وأيام العبور والنصر والتحرير ، أسعد أيام حياتي يوم رفعت علم مصر فوق سيناء واجهة الموت مرات عديدة طياراً وفي اديس ابابا وغير ذلك كثير ، لم أخضع يوماً لضغوط أجنبية أو إملاءات حافظت على السلام عملت من أجل مصر واستقرارها اجتهدت من أجل نهضتها ومن أجل أبنائها لم اسعى يوماً لسلطة أوشعبية زائفة ، أثق أن الأغلبية الكاسحة من أبناء الشعب يعرفون من هو حسني مبارك ويحز في نفسي ما ألاقيه اليوم من بعض بني وطني ، وعلى أية حال فإنني إذ أعي تماماً خطورة المفترق الصعب الحالي وأقتناعاً من جانبي بأن مصر تجتاز لحظة فارقة في تاريخها تفرض علينا جميعاً تغليب المصلحة العليا للوطن وأن نضع مصر أولاً فوق أي اعتبار وكل اعتبار آخر فق رأيت تفويض نائب رئيس الجمهورية في اختصاصات رئيس الجمهورية على النحو الذي يحدده الدستور ، إنني أعلم علم اليقين أن مصر وهي تتجاوز أزمتها لن تنكسر إرادة شعبها ستقف على أقدامها من جديد بصدق وإخلاص أبنائها كل أبنائها وسترد كيد الكائدين وشماتت الشامتين سنثبت نحن المصريين قدرتنا على تحقيق مطالب الشعب بالحوار المتحضر والواعي سنثبت أننا لسنا اتباعاً لأحد ولا نأخذ تعليمات من أحد وأن أحدا لايصنع لنا قراراتنا سوى نبض الشارع ومطالب أبناء الوطن سنثبت ذلك بروح وعزم المصريين وبوحدة وتماسك هذا الشعب وبتمسكنا بعزة مصر وكرامتها وهويتها الفريدة والخالدة فهي أساس وجودنا وجوهره لأكثر من سبعة الآف عام ستعيش هذه الروح فينا ما دامت مصر ودام شعبها ستعيش في كل واحد من فلاحينا وعمالنا ومثقفينا ستبقى في قلوب شيوخنا وشبابنا وأطفالنا مسلميهم وأقباطهم وفي عقول وضمائر من لم يولد بعد من أبنائنا ، أقول من جديد أنني عشت من أجل هذا الوطن حافظاً لمسؤليته وأمانته وستظل مصر هي الباقية فوق الأشخاص وفوق الجميع ستبقى حتى اسلم أمانتها ورايتها هي الهدف والغاية والمسؤلية والواجب بداية الأمر ومشواره ومنتهاه وأرض المحيا والممات ستظل ولداً عزيزاً لا يفارقني أو أفارقه حتى يواريني ترابه وثراه وستظل شعباً كريماً يبقى ابد الدهر مرفوع الرأس والراية موفور العزة والكرامة، حفظ الله مصر بلداً امناً ورعى شعبه وسدد على الطريق خطاه… والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى