المقالات

على مائدة الإفطار

يمر بنا رمضان المبارك هذه السنة خلافاً لسنوات مضت حيث يعاني العالم العربي من صراعات مختلفة في كل دولة تقريبا لم يسلم منها الا القليل .. ففي غرب العالم العربي تعاني تونس من آثار ثورتها , وفي ليبيا لاتزال أوار الحرب مشتعلة , وفي مصر هناك الثورة والمظاهرات والمطالبات بالثأر في أوجها , والسودان أصبح سودانين , والصومال يعاني إضافة الى الحرب المجاعة التي قضت على الأطفال والمحتاجين , وفي سوريا ولبنان والعراق , واليمن وغيرها .. قاتل ومقتول في بقعة عربية والجميع يدعي حب الوطن وأن مايفعله ماهو إلا دفاع عن الوطن والمواطنين ومايقوم به الآخر من قبيل تحريض الأعداء وينطبق هنا قول الشاعر :

كلانا يدعي وصلا بليلى ..

هذا عدا ماتمر به بقية بلدان العالم الإسلامي المختلفة .
يمر رمضان وأعين أغلب المشاهدين متسمرة على الفضائيات تتنقل من قناة إلى قناة .. منهم من يتابع الأخبار والكوارث الحاصلة في البلدان الشقيقة بينما الغالبية لن يهمهم كثيرا متابعة الأخبار بل متابعة ماتبثه هذه الفضائيات من البرامج الفضائحية والمسلسلات الهابطة والتي لاتخرج في الغالب عن التهريج والضحك على المشاهدين والتكرار في المشاهد والشخصيات وتستمر هذه الحالة إلى وقت السحور ..

أما حياة الناس في رمضان فهي سهر إلى الفجر ثم نوم إلى الظهر وقد يطول نومهم إلى بعد صلاة العصر ومع هذا يشتكون من المعاناة في الصيام ( يستثنى من ذلك موظفي الشركات وبعض الدوائر الحكومية ) ..!

تدمع عيني حين أتذكر رمضان في السابق كان المذياع رفيقنا نسمع عبره بعض البرامج الممتعة مثل ( نور وهداية ) و( أم حديجان ) وغيرها والتي لاتأخذ من المستمع إلا بعض الوقت فيعود الناس الى حياتهم الطبيعية فهناك صلاة العشاء والتراويح ثم زيارات قصيرة للأقارب والجيران ثم النوم بعد نهار متعب حتى يتمكنوا من القيام بعد ذلك للسحور ثم صلاة الفجر ويذهب الناس إلى أعمالهم ومزارعهم يحسون بقيمة الصيام ومعاناة من لايملك شيئاً .. ثم تطور الحال بعد ذلك وظهرت التلفزيونات ذات القناة الواحدة وكم كان لبرنامج الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله ( [COLOR=crimson]على مائدة الإفطار[/COLOR] ) من متعة المشاهدة فهو برنامج به وجبة ثقافية علمية دينية تستحق أن تكون على مائدة الإفطار يخرج منها المشاهد بالمتعة والفائدة ..!

سأل الله أن يعين الجميع على الصيام والقيام وفعل الطاعات وأن يتقبل صالح الأعمال ويغفر لنا ولكم ولجميع المسلمين , وكل عام وأنتم بخير .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. فعلاً كانت برامج مفيدة ومغذية للعقول ولا زالت عالقة في أذهان متابعيها بعكس بعض البرامج التي باعت القيم وأخترقت العادات والتقاليد وتمردت على الدين للأسف الشديد

    سعادة العميد علي وفقه الله

    كل عام وإنت بخير وشهر مبارك

    كتب الله أجرك ورفع قدرك آمين

  2. السلام عليكم ….تسلم يديك يابو ظيف الله والله انك صادق بكل كلمه .كيف لا ؟وانت والله من الرجال القليلين الذين تتمثل الرجوله بهم وعرفو بالصدق والامانه اجدد لك شكري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com