حوارات خاصة

تقرير زيارة الشيخ سلمان العودة المالديف كل فئة تعتبر منهجها وسطًا وما عداها دون ذلك‎

[B]بخيت طالع / صحيفة مكة الألكترونية

قال: إن هذا من مشادَّة الدين والانحراف عن سبيل المؤمنين

سلمان العودة: هناك من يفسر النصوص في إطار ما جُبل عليه من الغلظة والشدة

– هناك من يتعبد بتكفير الناس

– من قال "لا إله إلا الله" لا يخرج من الإسلام إلا بيقين

– كل فئة تعتبر منهجها وسطًا وما عداها دون ذلك

– الفهم الصحيح للنصوص هو جمْعها وفهمها في ضوء بعضها البعض

كشف فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة ـ المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم" ـ عن أن هناك من يفسرون النصوص في إطار ما جُبلوا عليه من الغلظة والشدة، مشيرًا إلى أن هذا من الانحراف عن سبيل المؤمنين، والمشادة في الدين التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنها.

وقال الشيخ سلمان ـ في المحاضرة التي ألقاها الجمعة الماضية بمسجد "السلطان محمد تكرفان" بالمركز الإسلامي في مدينة "ماليه" عاصمة جزر المالديف، والتي جاءت تحت عنوان "الوسطية في الإسلام" ـ: إن الإسلام هو دين الوسطية، يقول تعالى: ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ))[البقرة:من الآية143]، فالنبي صلى الله عليه وسلم بُعث بهذه الرسالة الخاتمة التي من أبرز سماتها "الوسطية"، فالوسط هم العدول والأخيار.

[COLOR=red]الوسطية والطموح!![/COLOR]

وأضاف فضيلته أن مصطلح "الوسطية" متفق عليه؛ فهو معنًى فاضلٌ ومحمودٌ ومطلوبٌ، لكن الخلاف يكمُن في تحديد مفهوم الوسطية، موضحًا أن كل فئة تنظر إلى نفسها على أنها تقوم على المنهج الوسطي، وما دونها غيرُ ذلك، مؤكدًا أن أفضل ما يحدد ذلك النظر في مضامين النصوص القرآنية والنبوية.

وتابع أن الوسطية لا تتعارض مع الطموح، لذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجَّر أنهارُ الجنة»، فالمسلم الحق يطمح أن يكون متقدمًا متفوقًا في عقلة وتفكيره وعلمه ومعرفته ونظامه وانضباطه ونظافته وجماله وفي كل مناحي الحياة.

[COLOR=red]إن الدين يسر[/COLOR]

وأوضح الدكتور العودة أن من أفضل ما يكون في تحديد الوسطية، حديثَ النبي صلى الله عليه وسلم، الذي رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: «إن هذا الدين يسر ولن يشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبه»، مشيرًا إلى أنه من الوسطية فهم الدين، في أصوله وفروعه، على أنه مُيَسَّرٌ ومتوافقٌ مع فطرة الناس؛ فكل ما كان فيه عسر أو مشقة أو تضييق على الناس فإن الدين جاء بنفيه والنهي عنه، فالدين جاء لِيُيَسِّرَ للناس سبل الوصول إلى رضا الله عز وجل، يقول تعالى: ((وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى))[الأعلى:8].

وأردف فضيلته أن قوله صلى الله عليه وسلم: «ولن يشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبه»، يفيد تشبيه الدين بالحبل الذي يربط الناس بدينهم وقِيَمِهم وآخرتهم، وأن هذا الحبل في دائرة الوسط والاعتدال، وقد علم الله تعالى أن من الناس من قد يكون عنده شدة في أخذ هذا الدين، ولا يكفيه القدر المعتدل، فيكون لديه رغبةٌ في أن يَشُدَّ هذا الحبل بقوة، ولذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم يخبرنا أنه لن يشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبه، وأن الدين سيبقى كما هو دائرة الوسط واليسر، في حين يبقى هؤلاء الناس منفصلين عن حقيقة الدين بوجه من الوجوه.

[COLOR=red]مظاهر مُشَادَّةِ الناس للدين[/COLOR]

ثم تحدث الشيخ سلمان عن مظاهر مشادة الناس للدين، وذكر منها:

1 ـ الغلو في تفسير النصوص:

فقد تجد شخصًا يأخذ نصًّا من النصوص القرآنية أو النبوية وكأنه لم يأت عن الله ولا عن رسول الله نصٌّ غيرُه، فيعتني به ويتكئ عليه ويكرره مرة بعد أخرى، حتى يغلب عليه هذا النص، وربما يحمِّل النص معانيَ لا يحتملها، ولهذا فإنه من الضروري الفهم الصحيح للنصوص؛ عن طريق جمْعها وفهم بعضها على ضوء البعض الآخر، كما قال عز وجل: ((هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ..))[آل عمران:من الآية7]. فبعض الناس يأخذون بعض الآيات المتشابهة ويفسرونها التفسير الذي يروق لهم ويتجاوب مع ما جُبلوا عليه من الشدة والغلظة أحيانًا، ويعسفون بقية النصوص الأخرى التي لا تتوافق مع هذا المراد والهوى، وهذا من مشادَّة الدين والانحراف عن سبيل المؤمنين.

2 ـ الغلو في العبادة:

فمن الناس من يغلو ويشق على نفسه في العبادة، لافتًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك، ‏حينما ‏دخل المسجد فرأى حبلاً ممدودًا بين ‏ ‏ساريتين، ‏ ‏فقال: «ما هذا الحبل؟» فقالوا: "لزينب، ‏تصلي فإذا ‏‏فترت تعلقت به"، أي من شدة رغبتها في العبادة، فهي تريد الزلفى والقربى إلى الله عز وجل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «‏حلُّوه‏، ‏ليصلِّ أحدُكم نشاطَه، فإذا ‏ ‏فتر ‏فليقعد».

[COLOR=red]تكفير المسلمين؟!![/COLOR]

3 ـ الغلو في الاعتقاد:

وأردف الشيخ سلمان أن من مظاهر المشادَّة في الدين أيضًا، ما يتعلق بجانب الاعتقاد، وظن بعض الناس أن الدين أمر يخصهم هم، فتجدهم يحاولون نفي وإبعاد الآخرين عن الدين، مشيرًا إلى أن هذا أمر مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يحدث أنْ أخرج النبي صلى الله عليه وسلم أحدًا من الإسلام، حتى أن أولئك المنافقين الذين كانوا يُبطنون الكفر ويظهرون الإسلام، كان يعاملهم النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرًا معاملةَ المسلمين، وإذا اشتكى إليه بعض المسلمين من أحدهم لكونه منافقًا ويفعلُ كذا وكذا، قال له صلى الله عليه وسلم: «أليس يصلي؟» فيقول له: نعم، فيقول: «إني نُهيت عن المصلين».

ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما، إن كان كذلك وإلا حار عليه»، فمن حكم على أخيه بالكفر فهو أولى، إلا أن يكون يعلم ذلك علمًا قطعيًّا، وهذا لا يحق إلا لأهل العلم والمعرفة والإيمان، وليس أحد متعبدًا بأن يحكم بتكفير الناس، والأصل فيمن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، أن له ما لنا وعليه ما علينا، وله حق إلا نخرجه من الإسلام إلا بيقين، ومن هنا يجب أن نحارب أي نزعة نحو الغلو وتكفير المسلمين.

[COLOR=red]رسالةٌ عالميَّة[/COLOR]

وأكد الدكتور العودة أن رسالة الإسلام رسالة عالمية، ليست محدودة بمكة أو المدينة، فعندما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل، وأبا موسى الأشعري إلى اليمن، ضمن مجموعات بعث بها إلى بلاد مختلفة لدعوة الناس إلى دين الحق، كان في ذلك إشارة إلى أن رسالة الإسلام عالمية، وكان من وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ وأبي موسى، ثلاثة أمور:

1 ـ يَسِّرَا ولا تُعَسِّرَا: فلا تعسير في الدعوة

2 ـ وبشِّرَا ولا تُنَفِّرَا: ولا تنفير للناس عن الدعوة

3 ـ وتَطَاوَعَا ولا تختَلِفَا: أي ليطع كل واحد الآخر، ولا تكونوا مولعين بالاختلاف فيما بينكم.

جزر المالديف.. ودخول الإسلام

ثم انتقل الشيخ سلمان إلى الحديث عن دخول الإسلام إلى "جزر المالديف"، موضحًا أن ذلك كان على يد يوسف البربري الذي جاء لهذه البلاد، في القرن الخامس تقريبًا، وكان السبب الأول بعد فضل الله تعالى في دخول الإسلام هذه الجزر العظيمة النائية البعيدة، لافتًا إلى أنه يوجد في كل بلد من بلاد العالم مثلُ "يوسف"، ظاهرًا كان أو خفيًّا، ممن جعلهم الله سببًا في وصول الإسلام إلى بلاد عديدة، مثل تركيا وروسيا والمغرب العربي ومصر وأجزاء من أوروبا والشام والعراق واليمن، فقد كان هناك أشخاص قيَّدهم الله تعالى لحمل هذه الدعوة.

وأضاف فضيلته أن هؤلاء القادة، يمكن أن نطلق عليهم أنهم "أبطال وطنيون"؛ لأنهم قدموا لأوطانهم أفضل ثروة وبضاعة، لأنها بضاعة السماء؛ القرآن والسنة النبوية، وبينوا للناس طريق النجاة، وطريق الجنة، فهم قدموا لهذه البلاد رسالة الله، لأنهم قدَّموا لها العقيدة الصحيحة التي أراد الله لها أن تكون خاتمة الرسالات السماوية، وهذا أفضل من النفط والذهب والأحجار الكريمة والأشياء النفيسة.

[COLOR=red]خُلُق النَّبي[/COLOR]

وأردف الدكتور العودة أن هؤلاء الأبطال لابد أنهم اقتبسوا من وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ وأبي موسى؛ فقد كانوا يتميزون باليُسر والأخلاق الكريمة التي حبَّبتهم إلى الناس، فالنبي كان قدوةً في سلوكه، كما قال تعالى لنبيه: ((وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ))[القلم:4]، وكما قالت عائشة رضي الله عنها عندما وصفت الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه "كان خلقه القرآن"، وأنه "كان قرآنًا يمشي على الأرض"، فما أمره الله به أتاه، وما نهاه عنه اجتنبه، وكان أصحابه الذين أرسلهم كذلك في تصرفاتهم مع الناس، فعادةُ الناس أنهم يتوجَّسون خيفةً من أي شخص غريب، إلا أن هؤلاء لابد وأنهم كانوا على مستوًى من الأخلاق استطاعوا من خلاله أن يُزيلوا هذه الغربة التي بينهم وبين الناس، حتى يتسنى لهم دعوتُهم، وأثَّروا في شعوب بأكملها، وكانوا سببًا في هدايتهم.

وأشاد الدكتور العودة بالنهضة الإسلامية في بعض البلدان الإسلامية، أو التي فيها بعض المجموعات الإسلامية، مثل البوسنة والهرسك، والتي تعرضت لعمليات إبادة جماعية، وهو ما اعترف به الاتحاد الأوروبي مؤخرًا، وخصص مناسبة سنوية لاستذكار هذه العمليات؛ إقرارًا منه بالظلم الذي تعرَّض له المسلمون في ذلك البلد، حتى أن رئيس الجمهورية الأسبق على عزت بيجوفيتش، كتب في مذكراته أنهم التقطوا مكالمة بين اثنين من الجنود الذين كانوا يقتلون المسلمين، جاء فيها أنهم حصلوا على صيد ثمين من المسلمين، فيسأل أحدهما الآخر: كم؟ ثلاثين؟، فأجابه: لا.. ضع أمام الثلاثين صفرين أي 3000، وغيرهم من الذين يتم استخراجهم الآن من المقابر الجماعية.

[COLOR=red]أفكارٌ تكفيريَّة[/COLOR]

وأعرب فضيلته عن سعادته بوجود إقبال كبير على الإسلام هناك، خاصة بعد أن اسْتَتَبَّ الأمن بعد المجاز التي عانَوْا منها كثيرًا، لكنه حذر من أن بين الراغبين في التدين، مَن لديهم أفكارٌ تكفيريَّة، ويعتزلون الناس في صلاتهم، فهم بذلك يقدمون خدمةً لأعداء الإسلام من حيث لا يشعرون.

وقال الشيخ سلمان: إنه يشعر بأن صورة الإسلام في خطر، مشيرًا إلى أنه لاحظ خلال زيارته لبريطانيا، انتشارَ المؤسسات الإسلامية، غير أن الإعلام يركِّز على بعض القضايا التي يحاول من خلالها أن يبين للناس أن الإسلام هو "دين العنف"، وكأن مجموعة حصلوا على اللجوء السياسي في بريطانيا يفكرون في إقامة دولة خلافة إسلامية، مؤكدًا على ضرورة أن نعمل جميعًا على تقديم الصورة الصحيحة للإسلام التي بُعث بها النبي صلى الله عليه وسلم، والتي تنبُع من ذاته، دون أن نسمح لآرائنا الشخصية وأمزجتنا الخاصة بتقديمها.

[COLOR=red]أسوةٌ حسنة[/COLOR]

وأضاف فضيلته أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما اقترح عليه بعض الصحابة، مثل عمر رضي الله عنه، أن يقتل بعض المنافقين الذين ظهر نفاقهم، قال: «لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه»، وكما هو معلوم، فإن المقصود بالناس هنا غيرُ المسلمين، أو ضعفاء الإيمان، أو المنافقون الذين ينتهزون الفرصة للنيل من الإسلام، ومن هنا يجب أن نقوم بالدعوة إلى الله على بصيرة، لنقدِّم الإسلام في صورته الصحيحة.. صورةِ الأخلاق الفاضلة والعدالة والإنصاف والهدوء، مع البر والفاجر، والمسلم والكافر، على حد سواء.

وتابع: يقول الله تعالى: ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ))[الأحزاب:من الآية21]، فالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم يكون في عبوديته لربه، وتواضعه للخَلق، وفي حمله همَّ الدعوة، فقد كان صلى الله عليه وسلم يفرح بمن دخل في الإسلام ـ سواء كان يهوديًّا أو نصرانيًّا أو مجوسيًّا ـ أشدَّ الفرح وأعظمَه، كما أن التأسي به يكون في الاعتدال في العقيدة والعمل والعبادة وكل أساليب الحياة.

[COLOR=red]شكر وتقدير[/COLOR]

وفي النهاية أعرب الشيخ سلمان عن جميل شكره وعرفانه لشعب المالديف الطيب، صاحب الأخلاق الفاضلة والجميلة، وصاحب الوفاء لهذا الدين، كما توجَّه فضيلته بالشكر لحكومة المالديف التي تتناغم مع هذا الشعب وتوجُّهِه، ووزارة الشئون الإسلامية التي استضافت المحاضرة ونظَّمتها، مشيرًا إلى أنها كانت فرصة جميلة، معربًا عن سروره وامتنانه وأمله بتَكرار هذا اللقاء، واعتزازه بروح الإسلام التي ربطته بهذا الشعب الطيب.

[COLOR=red]ختام الزيارة[/COLOR]

وكان الشيخ سلمان قد اختتم زيارته الدعوية لجزر المالديف بجولة في العاصمة، شملت لقاءً مع أ. محمد شهيم، وزير الدولة، ولقاءً مع قيادات وزارة الشؤون الإسلامية، وزيارة المدرسة العربية؛ حيث يدرس٦٠٠ طالب وطالبة، وزيارة المتحف، ومكتبة المركز الإسلامي، وزيارة كلية الشريعة، ثم أجاب دعوةً للغداء عند أحد رجال الأعمال.

وكان الدكتور العودة قد عقد لقاءً ثانيًا مع الدعاة بعد صلاة العشاء يوم السبت الماضي، واستمرَّ حتى الساعة الحادية عشرة، وتناول فيه تفسير سورة "العصر"، وأوضح أن الله تعالى أقسم بالعصر الذي هو الوقت والعمر، وذلك لأهميته؛ وخصَّ العصر بالقَسَم للإشارة إلى أنه ينبغي "أن تراعَى متطلبات كل عصر واحتياجاتُه".

ثمَّ أفاض في الحديث عن الإيمان والعمل الصالح، وأكَّد على ضرورة أعمال القلوب التي هي أصل كل الأعمال وأُسُّها، مُذكِّرًا بأن أعظم الحسنات هي حسنات القلوب، وأعظم السيئات هي سيئات القلوب.

ثم عرَّج على مفهوم التواصي، وأن المراد به أن يكون بين المؤمنين جميعًا، فلا أحد فوق الوصية، ولا أحد مستغنٍ عن النصيحة والتوجيه، وليس في الإسلام جهة عليا تُصدر الأوامر وجهة أدنى تتلقاها، بل الجميع في تواصٍ وتناصح وتشاوُر، وقد كان سيد الخلق صلى الله عليه وسلم يشاور أصحابه.

[COLOR=red]زيارة لجزيرة "مافوشي"[/COLOR]

وكان الشيخ العودة قام بزيارة لجزيرة "مافوشي" استغرقت ما يقرب من خمس ساعات، ضمن البرنامج الدعويِّ لفضيلته صباح السبت، حيث زار دار الرعاية الاجتماعية بالجزيرة التي يقيم فيها ما يقارب الثمانين طالبًا، وتحدث معهم، مذكِّرًا إياهم باستشعار مراقبة الله تعالى في كل حين وآن، كما أكَّد على وجوب التحلي بالمنطق الجميل والكلام الحسن الرائق، كما قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا))[الأحزاب:70].

كما اطَّلع على معمل الأشغال اليدوية التي يقومون بعملها ثم بيعها على السوَّاح الوافدين إلى الجزيرة، بحيث يرجع ريع هذه المنتوجات لصالح الدار، ثم ألقى الشيخ نظرة على مسجد الدار الذي كان قد تضرَّر بفعل المد التسونامي الذي لا زال ظاهرًا على جدرانه من الخارج، وقد جُدِّد من داخله تجديدًا كاملًا.

[COLOR=red]استقبالٌ حافلٌ[/COLOR]

ولقي الشيخ سلمان العودة استقبالا حافلا وحفاوة بالغة خلال زيارته لجمهورية جزر المالديف؛ حيث التقى الخميس الماضي رئيسَ جمهورية المالديف الإسلامية السيد محمد نشيد، والذي أعرب عن سروره البالغ بقدوم الشيخ العودة، متمنيًا له طِيب الإقامة في المالديف، ودعا إلى ضرورة التعاون والتواصل المثمر البنَّاء الذي يخدم الإسلام والمسلمين، خاصة في مقاومة الفساد الأخلاقي بالمخدرات والفساد الفكري بالغلو والتكفير.

وتُعدُّ زيارة الشيخ سلمان بن فهد العودة للمالديف زيارة تاريخية؛ ذلك أنه منذ أكثر من ثلاثين سنة لم تطأ أرضَ المالديف قدم أحد من الدعاة من المملكة العربية السعودية! كما أنها جاءت بعد الانفتاح الذي شهدته المالديف في السنوات الأخيرة، بعد تعدد الأحزاب وتغير الرئاسة في نوفمبر 2008م التي كان على هرمها الرئيس السابق مأمون عبد القيوم، الذي حكم ما يقارب ثلاثين سنة.

يشار إلى أن الشيخ سلمان والأستاذ خالد القفاري وصلا إلى مطار ماليه، عاصمة المالديف، مساء الأربعاء الماضي، حيث كان في استقبالهما وزير الشؤون الإسلامية بجمهورية المالديف الدكتور عبد المجيد عبد الباري، ومشرف البعثة السعودية بجزر المالديف الأستاذ محمد بن سعود السفياني.

[/B]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com