
(مكة) – إبراهيم آل رشة
الإرهاب العالمي يطال المملكة، حيث التفجير الدموي الذي أدى إلى ارتقاء شهيدين وإصابة العشرات، هذا التفجير سببه كما يرى البعض، مواقف أهالي نجران المشرفة مع الدولة في عاصفة الحزم ومحاولة شق الصف كون أهالي نجران يقدمون الغالي والنفيس لخدمة الجنود المرابطين على الحدود في ظل هذه الظروف التي تمر بها السعودية.
في هذا التقرير سنعرف آراء السعوديين خلال استطلاع رأي أجرته صحيفة “مكة الإلكترونية” التي لم تتوانَ في نقل الحدث أولًا بأول.
من جانبه؛ قال عضو مجلس إدارة نادي حائل الأدبي, مفرح الرشيدي: “وطننا وطن واحد شامخ برجاله من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه؛ والسعودي هو درع للوطن في كل مكان ولن يفلح الحاقدون ولا الأعداء في التأثير على وحدتنا”؛ وأضاف: “الحوادث التي تدفع بها دماء الأبرياء لن تزيدنا إلا صلابة واتحادًا؛ وما حادثة نجران الأليمة إلا دليل على أن نجران وأهلها هم إحدى الركائز التي أثبتت صلابتها وقوتها أمام أطماع الطامعين في وطننا”, وأكد الرشيدي أنه “ومنذ توحيد وطننا وأهل نجران يضربون أروع الأمثلة في الذود عن الوطن ويقدمون الغالي والنفيس في سبيله ولم يبخلوا يومًا بأرواحهم, فضلًا عما دونها”, مشيرًا إلى أن “رجال قواتنا البواسل في عاصفة الحزم قد شاهدوا وعاشوا ليس مشاركة أبناء نجران في صفوف قواتنا فقط بل شاهدوا مواقف رجال أحرار غيورين على وطنهم, كما أن ما لمسه رجال قواتنا في نجران من التأييد والدعم من أهالي نجران رجالًا وكهولًا وصغارًا ومواقف أخرى ليس بعيدًا عنها كرم الضيافة وعبارات الترحيب إلى جانب الدعم والتفاني وتقديم الروح قبل المال”, وتوجّه بالتحية لكل من انتمى لنجران ولادة أو نشأة أو سكنى, ووجّه رسالة للأعداد بأن “لهم مواقفنا قبل أقوالنا؛ سنظل أبناء المملكة العربية السعودية في كل منطقة ومدينة وأولها نجران”.
النجرانيون حراس عظماء
وعن رأيه بالحادثة؛ ذكر الشاعر جابر الدبيش أنه مهما حاول الموتورون شق الصف, سيبقى هذا الوطن العظيم آمنًا قويًّا بحفظ الله ثم بتماسك أبنائه الأوفياء”, وقال: “ما هذا الحادث إلا تعبير عن يأس الإرهاربيين في النيل من هذا البلد الأمين”, وتمّم: “حفظ الله وطننا الغالي بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد…”
(في ظني بالإضافة لما تفضلت به حول موقف أهالي نجران البطولية المشرفة، التي تغيظ صدور الغادرين والمتربصين بهذا الوطن، فإنني أرى أن المسألة أيضًا تحمل جانبًا عقديًّا)، يقول مدير تحرير مجلة مرافئ الثقافية, صالح الديواني, مضيفًا: “فالمعروف عن هؤلاء “الدواعش” الضالين تكفيرهم ومعاداتهم لكل من يخالفهم؛ وهي نقطة سوداء كبيرة كرايتهم السوداء”.
وذكّر بمواقف النجرانيين مع الوطن “فهي عظيمة وليست مستغربة، فقد كانوا على الدوام حراسًا أمناء على تراب الوطن”؛ وقدّم تحيته قبل عزائه لهم ولكل شبر في نجران.
والشعراء له رأي مماثل, فالشاعر عبد الله بيلا من مكة المكرمة, أشار إلى أنه هذا التفجير _الذي وصفه بالإرهابي الجبان_ كغيره من الأعمال الإرهابية التي استهدفت السعودية؛ مؤكدًا أنه لم ولن يوهن من عزم الوطن حكومةً وشعبًا، ولن يستطيع مهما حاول اختراق اللُحمة الوطنية المتينة، خاصة في هذه الظروف السياسية والأمنية المتقلبة في المنطقة بشكل عام، وقال: “يبدو من سياق الأحداث أنّ هؤلاء القتلة بعد أن فشلوا في التأثير المجتمعي، بخطاباتهم التكفيرية والتحريضية، رأوا أن ينتقموا من المجتمع بكل مكوناته بتفجيرات عشوائية، يستقصدون من خلالها الإشارة إلى كونهم رقمًا حاضرًا في المشهد، بكل دمويتهم المقيتة، ويظهر إفلاسهم الحقيقي حين يقصدون المساجد متجاوزين رمزيتها الدينية والاجتماعية ليجعلوا منها ساحة لاستعراض قدراتهم المتهافتة، أمام الشرع والعقل والوطن بكل أطيافه”.
مشددًا على أن هذه التضحيات التي يقدمها الوطن كله، وتحديدًا أهل نجران وجازان وغيرهم من سكان الحد الجنوبي، “ستحفظها لهم ذاكرة الوطن، كأحد أبرز صور النضال والشجاعة في هذه المرحلة الحساسة من عمر الوطن الذي يستحق كل بذلٍ وعطاء”.
وأصرّ الشاعر والإعلامي مفرح آل مَجْرَد الشقيقي؛ المذيع بقناة العرب؛ على أن نجران وكل زاوية في هذا الوطن لن تخضع لهذا الفكر، ولن يلوي ذراعها الإرهاب، وستظل أقوى وأكبر وأقدس من كل محاولات الفتنة”, مضيفًا: “تعلمنا من الأحداث السابقة أن كل هزة تعيدنا أقوى، وكل محاولة لشقّ الصف تزيده تماسكًا”، ووجّه رسالة لأعداء الوطن: “عليهم أن يفهموا أن ضوء هذا البلد لا يقبل الانطفاء، وأن إرادته لا تنحني للظلاميين، وأن حبه وصدقه وقداسته كفيلة ببقائه شامخًا كبيرًا متماسكًا إلى يوم يبعثون”. على حدّ وصفه. وذكر أبياتًا من الشعر:
“من بسْملاتِ الرملِ تورقُ وجهتي ** فتضيءُ من غفرانها آفاقَا
وطني غناء الفجر… يكبرُ نورهُ ** إذْ نرتدي من صبحهِ أطواقَا
وفَمِي بلابلهُ التي من وحْيِهِ ** صدحتْ… فظلَّ يقينها خفَّاقَا”
وتوافق رأي الكاتب بصحيفة الحياة, علي القاسمي, مع سابقيه, إذ يقول: “يحاول الإرهاب أن يضرب نسيجنا الوطني المتماسك، لكنه يتعرى يومًا بعد”، مؤكدًا أن نجران ستظل عصية على كل المحاولات الضالة؛ فهي نموذج وطني يحضر وفيًّا نقيًّا أصيلًا، وما مس نجران مساء اليوم يمس كل وطني مخلص قلق على كيانه وحزين لحزنه، فرحٌ لفرحه, على حد تعبيره.
معتبرًا أن نجران أقوى من كل شيء، “فقد كانت تشرح مع تنوع الأزمات والمحاولات البائسة للتفكيك والتفتيت أأنها منطقة المواقف البطولية والحكايات المشرفة والوقفات ذات الثقل والتوهج”، واصفًا إياها بسيدة المناطق الصامدة في وطننا المستهدف رغم أنها تنضم لمدن الجراح الإرهابية.
وكان للمعلم المتقاعد, أحمد محمد عسيري, كلمات في هذا الصدد:
“الصمود لهم عادة حماة وطن ** أبا عن جد شهيدهم عنوان يتجدد
لن يفتن وطن فيه رجال كرام ** كأمثال أهل نجران النوائف
صدورهم مفتوحة قبل مساكنهم ** لهم الأيادي البيضاء رمز وعزة
صبرًا آل نجران فسيكتب التاريخ بمداد من نور مواقفكم المشرفة”.
وأورد مثالًا حيًّا لوفاء أهل نجران: “ذكر لي أحد أصدقائي المرابطين, بأن إحدى الأسر النجرانية كانت ترسل أولادها لهم لجمع ملابسهم لغسلها وكيها وتطييبها كل جمعة”.متممًا: “هؤلاء رسل نجران الفتية, هنيئًا للوطن بنجران ولها برجالها”.
الوطن متماسك وقيادته متماسكة
أما المستشار الأسري, أ. أحمد محمد السعدي؛ عضو مجلس إدارة النادي الأدبي بنجران, يقول: “سوف يضل هذا الوطن متماسكًا تحت قيادة رشيدة, جنوبه وشماله شرقه وغربه”.
مؤكدًا أنه لن تعكر صفو هذا الوطن المحاولات العبثية من خوارج العصر, “بل تزيدنا تمسكًا وتلاحمًا ومحبة لبعضنا واتحادًا ضد الذين يسعون إلى إشاعة الفوضى, الذين حذّر منهم النبي صلى عليه وسلم”. مضيفًا: “اقتلوهم هؤلاء الذين خرجوا على ابن عم رسول الله صلى عليه وسلم, علي ابن أبي طالب رضي الله عنه, إنهم الخوارج, الفكر الذي يسعى إلى زعزعة الأمن في هذه البلاد. موجّهًا رسالة لهم: “بصوت واحد نقول للخوارج: نحن نجران ونحن القطيف ونحن مكة والرياض والأحساء وعسير, وكل مكان يتم فيه التفجير يزيدنا حبًا وعشقًا وتلاحمًا” ودعا: “نسأل الله أن يتقبل الشهداء الذين قضوا نحبهم في هذا الحادث الذي آلمنا كلنا من جنوب المملكة إلى شمالها ومن شرقها إلى غربها”, مشيرًا إلى أنه “ما زادنا إلا تماسكًا وتلاحمًا ومحبة”. وشدد على أن نجران “سوف تبقى عزيزة على قلوبنا وأهلها الشرفاء الذين نفتخر بهم وبمواقفهم المشرفة على مر الزمان”.
وتحدث الإعلامي والشاعر عبدالعزيز حمود الشريف؛ مبتدئًا: “رحم الله شهيد الوطن الشيخ البطل علي بن أحمد آل مرضمة, والد صديقنا الأديب سعيد بن علي آل مرضمة”, مقدمًا نبذة عنه: “هذا الشيخ الذي قدم روحه الطاهرة فداء للوطن البهي الجميل، وهذا من دروس العطاء والفداء, وأن الوطن فوق كل ثمين لأنه الأثمن, وليس بغريب على هذا الشيخ الجليل فهو من رجال عرفوا بالنبل والكرم والإقدام”, داعيًا بالرحمة على الشيخ الشهيد علي بن أحمد آل مرضمة وأن يسكنه الله الجنة في عليين مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا, معزيًا أسرة آل مرضمة وقبائل يام في هذا المصاب الجلل. إنا لله وإنا اليه راجعون.
ووصف مدير إدارة الأمن والسلامة المدرسية بنجران؛ فيصل بن يحيى آل رشة, هذا العمل بالإجرامي الجبان, وذكر أن الهدف منه إيذاء المواطنين ومحاولة يائسة لزرع الفتن, يقوده فكر متخلف أحمق جاهل نتن.
وقال: “أعزي نفسي كما أعزي أسر الشهداء وهذا البلد العظيم, وأقول للإرهابيين: رجال يام لن تجدوا عندهم إلا الولاء والوفاء لوطنهم.. وكلنا صف واحد سنة وشيعة في وجه كل من يريد زعزعة أمننا”.
شهيد للوطن
وأراد الأديب علي بن الحسن الحفظي أن يذكّر بأن المقتول دفاعًا عن دينه شهيد بإذن الله, والمقتول دفاعًا عن بيت من بيوت الله شهيد بإذن الله, والمقتول دفاعًا عن المصلين شهيد بإذن الله”, معتبرًا الذي حدث في نجران هذا المساء من اعتداء على مسجد المشهد في دحضة وراح ضحيته شهداء ومصابون حادثًا مؤلمًا بحق, “كيف لا, وهو اعتداء على المسجد وقت صلاة وأثناء عبادة”.
وأقسم الحفظي: “تلك لعمري مصيبة كبرى وأذية أصابتنا في مقتل, وكيف يتجرأ كائن من كان على سفك دماء المسلمين في وقت أداء صلاة المغرب والناس آمنون, لا يتجرأ إلا فاسق فاجر غير آبه بعقوبة أو مبال بحرمات المسلمين واحترام شعائر الدين الإسلامي”.
“هذا الحادث المؤلم هز مشاعرنا وجعلنا نؤمن بوحدة الوطن ومشاركة أبنائه همهم ومصيرهم وجعلنا نؤمن بأن عدو الوطن عدو مشترك ليس له منا موال ولا نصير, نحن ضده شكلًا وموضوعًا”, حسب وصفه. وختم: “الوطن في كل حدوده يفتدى بالأرواح والمهج, الوطن قدسية مشروعة يستلزم منا التضحية والغيرة والفداء”.
“نجران” الدرع العظيم
أما الإعلامي خالد قماش؛ يقول: “في غير مرة يثبت أبناء نجران الكرام بأنهم الدرع الجنوبي العظيم الذي تتبارى قاماتهم مع جبالها الشامخة”, مضيفًا: “ولعل النسيج القبلي القوي والمتزن الذي يميز هذه المنطقة فضلًا عن ولاء أبنائها الصادق للوطن جعل منها منطقة عصية على الاختراق الأمني بالرغم من اختلاف مذهبها الديني”.
ومع بداية الحرب في اليمن كانت قذائف مليشيات الحوثي وأعوانه تتساقط بشكل شبه يومي على مدارس نجران ومجمعاتها السكنية.. ولكنها لم تزدهم إلا صمودًا وجسارة، وها هي الآن تتعرض لضرب مساجدها لتحصد أرواح الأبرياء من قبل تلك الشرذمة التي تستهدف أمن المنطقة وتحاول زعزعة ثباتها وخلخلة سكينتها ولكن دون جدوى، فالضربات التي لا تميت تزيد قوة.. وهذا هو حال أبناء نجران الكرام الذين يعرون صدورهم للموت على خط النار دون اعتبار لأي خطر، ذلك لأنهم مؤمنون برسالتهم الوطنية وعلى يقين بأنهم على قدر كبير من المسؤولية والقوة.
(نجران والأرهاب)
من جهتها قالت الشاعرة عافية البشير، الأرهاب يتوغل في صدور المساجد ويهتك حرمتها .. تشتد المأساة علي اهلي منطقة نجران بنزول الفجيعه ((تفجير مسجد المشهد)) على كاهلهم وغراب الألم ينبث قبور الأبرياء)) .. فقد اسقوهم كأس السم يتوغل في أكبادهم وهمين أنهم الي جنان الفردوس .. وأنهم يطهرون الأرض، شباب تفنى اعمارهم في الدمار والتخريب .. فمن حكمة الله في تفجير مسجد الشهيد كهل يفدي بروحه لحماته المصلين ..متصدي لعدول الله غير مبالي .في سبيل الله … لاتبكي ياولد .فالأب شهيد والصبر له رايته .. ((ويسطع النور والظلماء ترتحل)).
(ا للهم رد كيدهم في نحورهم وجعل كلمتهم السفلى وكلمة دين الحق العلي )








