جمعان البشيري
لم تكن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية مجرّد تدشين لمرحلة جديدة في العلاقات الثنائية بين الرياض وواشنطن، بل مثّلت نقطة تحوّل محورية أعادت تعريف الدور السعودي على الساحة الدولية. فقد ظهرت المملكة، من خلال ما صاحب تلك الزيارة من اتفاقيات ومبادرات، ليس بوصفها طرفًا يتفاعل مع الأحداث فحسب، بل كقوة فاعلة تضع السياسات وتبادر إلى صناعة الحلول.
في تلك اللحظة التاريخية، رسّخت الرياض مكانتها كمركز حيوي لاتخاذ القرار الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا الطاقة والأمن ومكافحة التطرف، فضلًا عن دورها المتنامي في دفع عجلة التنمية المستدامة. لقد تجاوزت المملكة موقع الحليف الاستراتيجي التقليدي، لتغدو محورًا تلتقي عنده المصالح العالمية، ومنصة تسعى إلى تحقيق التوازن وترسيخ الاستقرار.
إن التحوّلات السياسية والاستراتيجية التي أعقبت تلك الزيارة، تشهد بجلاء على أن الرياض لم تعد مجرد عاصمة لدولة ذات ثقل اقتصادي وديني، بل غدت عاصمة القرار العربي والدولي، في عالم تتسارع فيه التحديات، وتشتد الحاجة إلى قيادات موثوقة تمتلك الرؤية والبصيرة.
وبفضل قيادة حكيمة ورؤية طموحة، تمضي المملكة العربية السعودية بثبات نحو تعزيز حضورها العالمي، مثبتة أنها ليست فقط قلب العالم الإسلامي، بل مركز يُرسم فيه المستقبل، وتُصاغ عبره السياسات، وتُبنى من خلاله التحالفات الكبرى