لا شك أن زيارة الرئيس الأمريكي للمملكة كانت زيارة موفقة، وقد فاقت إيجابياتها كل شيء. ولكن، وقبل كل هذا، قال السفير الأمريكي السابق لدى المملكة، مايكل راتني: “إن الرئيس ترامب اختار الرياض في بداية زيارته لبعض دول الخليج، كبادرة قوية تنمّ عن الاحترام”. وأضاف: “إن كثيرين في السعودية يحملون نظرة إيجابية للرئيس ترامب”. ومن ثم نقول: إن إيجابيات تلك الزيارة عظيمة جدًا وذات فوائد جمّة لكلا البلدين.
فمن تلك الإيجابيات، إشادة الرئيس ترامب بالجهود الكبيرة التي يبذلها سمو ولي العهد في قيادة المملكة، قائلاً: “يا له من عمل قمتَ به! أعتقد أنك، مثل معظمنا، تتقلب في الليل وأنت تفكر في كيفية تحسين المعيشة في بلدك”. وأضاف: “أولئك الذين لا ينامون هم من سيأخذونك إلى الأرض الموعودة”، لدرجة أنه سأل سموه: “هل تنام ليلًا؟”.
وفي يوم الثلاثاء الماضي، انطلقت أعمال منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي بمدينة الرياض، بمشاركة المسؤولين في البلدين الصديقين، وذلك في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات. وقد شهد ولي العهد والرئيس ترامب توقيع عدد من الاتفاقيات بين البلدين في مجالات التجارة والطاقة، إلى جانب استكشاف فرص جديدة تعزز الشراكة الاقتصادية بين المملكة وأمريكا.
وأكد الرئيس ترامب في كلمته خلال المنتدى، أنه لن يتردد أبدًا في الدفاع عن المملكة، مشيدًا بما رآه خلال زيارته، ومشيرًا إلى أن الرياض أصبحت عاصمة للتقنيات المتقدمة في العالم.
وفي المقابل، قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء: “إن العمل المشترك مع الولايات المتحدة الأمريكية لا يقتصر على التعاون الاقتصادي، وإنما يمتد لإحلال السلام في المنطقة والعالم”.
كما قال الرئيس الأمريكي إن الولايات المتحدة تريد المشاركة مع المملكة في المناورات العسكرية والدفاع المشترك، وإتاحة الفرصة للمملكة للاستفادة من التكنولوجيا الأمريكية المتعلقة بالطاقة النووية السلمية، معللًا ذلك بأن المملكة تدرك أهمية البحث عن مصادر أخرى للطاقة النووية والمتجددة.
وقال أيضًا لولي العهد خلال القمة السعودية الأمريكية: “سنستمر في خدمة بلدكم العظيم”.
وأخيرًا، فقد أكد الرئيس الأمريكي أنه سيرفع العقوبات عن سوريا استجابةً لطلب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان.
وفي المقابل، أبدى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان فرحته بإعلان الرئيس الأمريكي رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا.
وقد عقّب الرئيس موجهًا حديثه إلى السوريين بقوله: “لنرَ منكم شيئًا خاصًا من أجل مستقبلكم… اجعلونا نرى شيئًا خاصًا من أجل مستقبلكم”. وأضاف: “كل ما أقوم به الآن هو من أجل الأمير محمد بن سلمان”. وعلى إثر ذلك، انطلقت الاحتفالات في شوارع دمشق بعد إعلان ترامب من الرياض رفع العقوبات عن سوريا.
وقد رفع الرئيس الأمريكي مكانة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بما يستحقه، بقوله: “إن كل ما أقوم به الآن هو من أجل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء”. وأضاف: “إن صاحب السمو الملكي الأمير محمد رجل عظيم لا مثيل له”.
وختامًا، فشكرًا لكم فخامة الرئيس ترامب على هذا الإطراء والتقدير والاحترام الذي حظي به سموه من فخامتكم. حفظ الله سمو أميرنا، الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ونتمنى أن تدوم العلاقات بين البلدين جيدة لأمدٍ طويل
