المقالات

من وحي ندوة الحج 49

في ندوة الحج الكبرى في دورتها 49 أعلن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان آل سعود المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين و رئيس إدارة دارة الملك عبدالعزيز عن انطلاقة الملتقى الرسمي ” تاريخ الحرمين الشريفين ” خلال ندوة الحج في دورتها التاسعة و الأربعين لهذا العام 1446 / 2025 م , و التي من خلالها كانت هناك توصيات تهدف في المقام لدراسة و معرفة و التعريف بتاريخ الحرمين الشريفين .
و من خلال هذه المناسبة و المبادرة و من منظور التعليم أرى بأن ما يقدم في التعليم العام من خلال المقررات الدراسية و التي تخص الدراسات التاريخية و الوطنية المعروفة تعليميا ” بالدراسات الإجتماعية و الوطنية ” لم تعط هذا التاريخ حقه من الدراسة ؛ بل غرست في ذهنية الطلاب و التلاميذ إن خدمة الحرمين الشريفين إنما هي مقتصرة على التوسعات و التي بدأت من عصر الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله تعالى حتى عصرنا هذا عصر خادم الحرمين الشريفين , و لم تكن وسائل الإعلام السعودي ببعيدة عن هذا المفهوم عن تاريخ و خدمة الحرمين فكلا وزارتي التعليم و الإعلام ترسخان مفهوم خدمة الحرمين الشريفين على المظهر العمراني من التوسعات فقط بينما هناك جوانب اخرى قد نجهلها لم تسلط عليها المناهج الدراسية و لا الوسائل الإعلامية , و لا البرامج التاريخية التي تعد في الإذاعة و التلفزيون _ و لا أخفيكم أني أجهل كثير منها – فهناك خدمات للحرمين الشريفين على مدار الساعة من صيانة و نظافة , و تطوير و تحديث لكل ما يخدمهما , و يخدم المصلين و الحجاج و المعتمرين و الزوار , و وجود مكتبتين كبريين و بهما وسائط متعددة لخدمة القراء و الباحثين في ما يتعلق بالعلوم الإسلامية , وكذلك دروس الحرمين و التي يقدمها علماء أجلاء يحضرها من يريد الإستزادة العلمية و الفقهية , و كذلك الفتوى عبر الإتصال لمن أراد أن يعرف مسألة فقهية , و كذلك وجود كليات شرعية و عربية .
و من النواحي الأمنية ما يحفظ للحرمين الشريفين أمنهما و أمن يقصدهما , ثم نقف وقفة أخرى إن المملكة العربية السعودية تسن الأنظمة التي تنظم الحج لأجل أن يسير الحج بيسر و سهولة , ثم لم توظف المملكة العربية السعودية الحج للشعارات أو المذهبيات إذ يأتي الى المملكة العربية السعودية المسلمين بكل مذاهبهم و نحلهم دون تمييز في الرعاية و تقديم الخدمات فالكل مسلم أتى تلبية لله تعالى و قاصدا بيته .
نحن نحتاج مقارنة بين العصور التي سبقت و العصر السعودي , و بحاجة لمعرفة الأحداث التاريخية التي اساءت للحرمين الشريفين , و كيف إن بعض الجماعات المتطرفة توظف المرويات التاريخية لتبرير أفعالها و الوصول لغاياتها .
خلاصة القول :
1- تاريخ الحرمان الشريفان في حاجة لإبرازهما من خلال وسائل الإعلام و المناهج الدراسية بشكل أوسع و أشمل منذ قبل .
2- تصدي المملكة العربية السعودية في العصر الحديث لأنواع العبث بالحرمين الشريفين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى