المقالات

انتحار الفضيلة!

مع إشراقة كل إجازة وموسم فرح تزدحم الأسواق بالناس كبارًا وصغارًا بحثًا عن فستان أو ثوب يليق بالمناسبة. لكنّ الرحلة التي تبدأ بالأمل كثيرًا ما تنتهي بخيبة، حين يعود الأب أو الزوج بخُفَّي حُنين، لا لضعف ذات اليد، بل لغياب ما يوافق الذوق السليم، والستر القويم، والحشمة التي تربّت عليها أجيال.

تتساءل كثير من الأسر اليوم: أين اللباس الذي يجمع بين الجمال والحشمة؟ وهل باتت خطوط إنتاج مصانع العالم تصنع ما يخالف قيمنا عمداً؟ أم أن تجارنا اكتفوا بدور الناقل، لا يبالون بما يدخل إلى مجتمعاتهم، ما دام يدر الربح ويُرضي الجيوب؟
إن الخطر ليس في قطعة قماش . بل في ذوق يُبدَّل وسلوك يُزاح، وهوية تُخلع برضانا أو بسكوتنا. حين يغيب الحياء من الأزياء، ويصبح التبرج عنوانًا للموضة، فاعلم أن الفضيلة بدأت تنتحر.

نحتاج وقفة صادقة من كل مسؤول وكل أب وكل أم، وكل مَن ولاه الله أمرًا من شؤون المسلمين. نحتاج إلى رقابة ذوقية، لا تُفرض بالسوط، بل تُغرس بالتربية والقدوة، ويُحمى بها المجتمع من انزلاقه في جحرٍ لطالما حذرنا منه النبي ﷺ.

لسنا أعداء الجمال، بل نحن دعاة جمالٍ لا يُعرِّي، وموضةٍ لا تُغضب الخالق، ولباسٍ يليق ببنات الإسلام لا يُهدي الأنظار ولا يُشعل الفتن.

من المسؤول؟ الجميع..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى