
في الوقت الذي كانت فيه أنظار الكرة السعودية تتركز على الفرق التقليدية والمنافسات الكلاسيكية، ظهر نادي نيوم كمفاجأة مدوية، ليس فقط على صعيد الأداء الرياضي، بل كمؤشر على ولادة مشروع مختلف تمامًا في بنائه، تمويله، ورؤيته المستقبلية.
من طموح محلي إلى مشروع دولي
نيوم ليس مجرد نادٍ صاعد إلى دوري روشن، بل كيان رياضي يعكس قوة واحدة من أكبر الرؤى التنموية في العالم. انطلق من شمال غرب المملكة، وتحديدًا من قلب مشروع نيوم الطموح، تحت مظلة صندوق الاستثمارات العامة، ليكون الواجهة الكروية الرسمية لأحد أبرز مشاريع التحول الوطني. النادي ورث اسم “الصقور”، لكنه ولِد بهوية جديدة واستراتيجية واضحة عنوانها: الاحتراف، الصعود، والتأثير العالمي.
إعادة بناء شاملة.. بأدوات النخبة
منذ لحظة انطلاقه، لم يسلك نادي نيوم طريق التدرج التقليدي، بل انطلق مباشرة إلى عمق المنافسة، وبدأ بإعادة تشكيل كل شيء من الصفر:
على رأس المشروع، كرياكوس دوريكاس، المدير الرياضي القادم من نوتنغهام فورست.
القيادة الإدارية برؤية معاذ العوهلي.
فنيًا، تولّى المسؤولية البرازيلي بريكليس شاموسكا، أحد أكثر المدربين خبرة في الكرة السعودية.
ثم جاءت المفاجآت في سوق الانتقالات، ليؤكد النادي أنه قادم ليُنافس لا ليُكمل العدد.
سوق انتقالات… بحجم طموحات نيوم في دوري روشن
نيوم لم يكتفِ بالإعلان عن مشروع طموح، بل أثبته على أرض الواقع بإبرام واحدة من أقوى حملات التعاقد في الكرة السعودية خلال صيف 2024-2025:
أحمد حجازي، قائد دفاع مصر ونجم الاتحاد السابق.
رومارينيو، أحد أبرز الأجانب في تاريخ الدوري السعودي.
مباي دياني، هداف دوري يلو بـ26 هدفًا.
ألفا سميدو، اللاعب السابق لبنفيكا والطائي.
دعم محلي مميز يضم أسماء مثل: مصطفى ملائكة، فهد الحربي، إسلام هوساوي، رياض شراحيلي، أسامة الخلف، وعباس الحسن.
وفيما لم تكد الجماهير تستوعب هذه الصفقات، أعلنت إدارة النادي التعاقد مع النجم الفرنسي ومدرب باريس سان جيرمان الأسبق كريستوف غالتييه، لقيادة الفريق في أول مواسمه بدوري روشن، إلى جانب ضم مهاجم أرسنال الأسبق ألكسندر لاكازيت، في صفقة نوعية تؤكد أن نيوم تفكر بحجم القارة، لا الدولة.
والقادم أكبر…الصحفي الإيطالي الموثوق نيكولا شيرا كشف عن اقتراب النادي من حسم صفقة لاعب الوسط السويسري غرانيت تشاكا، إضافة إلى أنباء عن ضم ثنائي نادي الوحدة عبدالعزيز نور وعلاء آل حجي.
نيوم لا يبني فريقًا فقط، بل يُشيد مؤسسة رياضية شاملة تستعد لتمثيل المشروع التنموي الأضخم في العالم، وربما تكون جزءًا من رؤية السعودية لكأس العالم 2034، حيث تخطط لبناء ملعبها الجديد في قلب “ذا لاين”، بارتفاع يتجاوز 500 متر.
الطموح المعلن: دوري الأبطال وكأس العالم للأندية
بحسب تصريحات الإدارة، فإن نادي نيوم يستهدف خلال خمس سنوات فقط:التأهل إلى دوري أبطال آسيا، تمثيل السعودية في كأس العالم للأندية 2029، على أن يكون واجهة حضارية ورياضية للمنطقة في ملف استضافة مونديال 2034.
نادي نيوم ليس مشروعًا رياضيًا فحسب، بل هو انعكاس لرؤية وطن وطموح مدينة تبنى من الصفر لتقود المستقبل. ما يفعله النادي اليوم في الميركاتو، وفي بنيته الإدارية والفنية، ليس استعراضًا ماليًا، بل رسالة بأن التغيير الجذري في الكرة السعودية لم يعد مجرد نية… بل واقع يتحرك بخطى ثابتة، ونيوم في مقدمته.






