-هل تتحول السعودية إلى الحارس الإستراتيجي الأول للخليج؟
-هل يمكن لدولة واحدة أن تعيد صياغة موازين الأمن في منطقة تموج بالتوترات والصراعات؟
-هل تستطيع السعودية أن تتحول من قوة إقليمية مؤثرة إلى الحارس الإستراتيجي الأول للخليج، من واقع أنها ركيزة أساسية في منظومة الأمن العالمي؟
أسئلة تصيغ معادلة جديدة: كيف غيّرت السعودية قواعد الردع؟
هل الاتفاق السعودي الباكستاني الأخير خطوة عابرة أم بداية لمعادلة ردع جديدة؟
المملكة تؤكد عبر هذه الشراكة أنها لا تراهن فقط على الحلفاء التقليديين، بل تفتح أبوابها لشراكات متنوعة، تمتد إلى قوة نووية إسلامية كبرى مثل باكستان. فهل العالم بعامة والشرق الأوسط بخاصة أمام تحوّل إستراتيجي يضع السعودية في موقع الكيان المستقل الذي يبني أمنه بيديه ويعزز مكانة الخليج في معادلات الردع الدولي؟
قيادة رؤيتها أكثر شمولية أبعد من اللحظة :
كيف وفق الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في الجمع بين الحكمة والصرامة، ثم جاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ليضيف الجرأة والديناميكية؟
من الداخل المنيع إلى الدفاع الخارجي القوي، رسمت القيادة السعودية مسارًا جديدًا يربط بين النهضة التنموية الداخلية وتعزيز قدرات المملكة الدفاعية. والسؤال: هل سيظل أمن الخليج منفصلًا عن مشروع السعودية التنموي العملاق أم للحكمة الخليجية كلمتها الفصل؟
الخليج.. هل يبقى الخط الأحمر؟
في ظل الإرهاب والأطماع الإقليمية وصراعات الجغرافيا السياسية، تطرح التجربة السعودية سؤالًا ملحًّا: هل تستطيع المملكة وحدها أن تكون (قلب الدفاع الخليجي)؟
الإجابة تبدو واضحة من خلال القدرات العسكرية الحديثة، والتحالفات المدروسة، والقرار السيادي المستقل الذي جعل السعودية حجر الزاوية في حماية دول الخليج العربية وصيانة وحدة منظومتها .
تفكير يتجاوز اللحظة.. فإلى أين؟
سؤال ملح يطرح نفسه :
هل يكفي الاعتماد على الحلفاء التقليديين؟ فجاءت إجابة السعودية فعلا لا قولا؛ فهي تنوع تحالفاتها مع قوى إسلامية وآسيوية كبرى، وتعيد صياغة علاقاتها مع الغرب من موقع الندّ الكفيء الواثق، لا التابع المترقب المتلهف.
فإلى أي مدى سينجح هذا التوازن بين شرقٍ صاعد، وغربٍ تقليدي؟
الرسالة السعودية.. ما الذي يقوله سلمان ومحمد بن سلمان للعالم؟
هل لا تزال المملكة تحصر همها وتفكيرها في حماية حدودها فقط؟
الجواب: لم يعد ذلك كافياُ .
الرسالة اليوم أشد وضوحًا: السعودية تصون الخليج بأسره، وتبني قوة متوازنة تستند إلى التصنيع العسكري الوطني، والانفتاح على شراكات جديدة، وتطوير إستراتيجيات ردع متعددة الأبعاد .
في النهاية :
هل نحن حقًا أمام بداية فصل جديد في كتاب (الأمن الخليجي)، عنوانه العريض: (السعودية الحارس الإستراتيجي الأول)؟
إن ما تصوغه المملكة اليوم في عهد الملك سلمان، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، ليس خطاً دفاعياً مؤقتاً، بل هي رؤية شاملة تستبق تحديات الغد، وترسم ملامح عقود مقبلة من الاستقرار. إنها معادلة ذكية تحفظ السيادة، وتثبت أركان الردع، وتؤكد أن السعودية لا تنتظر المستقبل بل تصنعه، لتقف دائمًا في موقع القيادة والريادة بثقة واقتدار .
• أستاذ العلاقات العامة والإعلام الرقمي
كلية الاتصال والإعلام جامعة الملك عبد العزيز






