المقالات

شفاعة الحسام ورسالة المعلّم

لم تكُن مهنة التعليم حصصًا دراسية تؤدى بين جدران الفصول وخلف أسوار المدارس بل رسالة سامية اختارها المعلّم تحقيقًا لغايات نبيلة وأهداف عظيمة فهو القدوة الحسنة في بناء الإنسان ونرسيخ دعائم المجتمعات ورسم ملامح المستقبل و صور العفو والتسامح والتعامل الإنساني فالملعم له أسوة حسنة برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأهمية رسالته التعليمية كاد أن يكون رسولا.

وهذا ما أكده وترجمه على أرض الواقع المعلّم بمدرسة جابر بن حبان الإبتدائية بتعليم منطقة الباحة المربي الفاضل الأستاذ يوسف بن صالح الشيخي الزهراني عندما اعفى عن قاتل إبنه بعد أن صدر بحقه حكم شرعي يقضي بالقصاص تطبيقًا للشريعة السمحة في وطننا الغالي وذلك لوجه الله تعالى وتقديرًا واستجابة لشفاعة صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة وعملًا بمهنته التعليمية الشريفة ورسالته السامية لاسيّما وأن قاتل إبنه كان طالبًا من طلابه على مدى ست سنوات في مرحلة الإبتدائية ولم يكُن بهذا المعلّم أن يضع حدّ السيف على رقبة أحد طلابه في يومٍ من الأيام مهما كانت الظروف ومرارة الفقد
لقد استطاع المعلّم يوسف الشيخي بإيمانه وثباته وصبره وإنسانبته أن يضرب أروع صور العفو والتسامح راجيًا ما عند الله وتلبية لشفاعة أمير الإنسانية الأمير حسام بن سعود بن عبدالعزيز الذي يقف دائما مع أبنائه في منطقة الباحة في افراحهم واتراحهم وعملًا بمهنته التعليمية ورسالته العظيمة ألعفو عن طالبه سعدون الزهراني الذي يعتبره إبنًا من ابنائه ليعود إلى أحضان والدية بعد سنوات قضاها خلف القضبان منتظرًا ساعة الصفر لتنفيذ حكم القصاص إلا أن إنسانية معلمه انقذته من حدّ السيف بيوم واحد من التنفيذ.
هذا هو مربي الأجيال يوسف الشيخي الذي جعل شفاعة الحسام و رسالة المعلّم تسبق حد السيف تجاه طالبه وقاتل إبنه .

ومن هذا المنطلق وعبر هذا المقال والمنبر الإعلامي اطلب من معالي وزير التعليم تكريم هذا المعلّم نظير هذه اللفتة الإنسانية التي ضرب بها اوروع الأمثلة في العفو والتسامح التي حث عليها ديننا الإسلامي الحنيف .

 

حسن الصغير

مدير التحرير - منطقة الباحة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى