أي عمل مؤسسي في الوجود لا يمكن أن يُنجَز بمجهود فردي. القائد يفكر ويخطط ويبدع ويصدر القرارات، وعلى المجموعة المعنية بالتنفيذ أن تقوم بمهمتها بدءًا من استيعاب الخطط والتعمق في أهدافها والإيمان بها، باعتبارها خططًا في مصلحة المؤسسة، ابتداءً من الكيانات الصغيرة التي تشكّل في مجموعها جسد الوطن المتناغم.
إن ما يصدر من القيادة العليا من خطط هو تتويج لكل ما يهم الوطن، وبالتالي تكبر المهمة وتعلو الهمة. فلا شيء يعلو على أمن الوطن الذي يتشكل من منظومة يعاضد بعضها بعضًا: الأمن الداخلي، والاقتصاد، والدفاع، والكيانات الاجتماعية، كلها تصب في تشكيل أركان الأمن والأمان.
القائد دائمًا تفكيره منصب على مجموعة العمل. وقد قالها صاحب السمو الملكي ولي العهد: «معي شعب جبار عظيم». فسموه يعلم أن شعبه يحبه، وهذه من أولويات عناصر انخراط المجتمع في تنفيذ القرارات العليا، والإحساس بأن القائد شخصية ملهمة تملك الرؤية الجادة الطموحة، وإرادة النجاح، وأدوات التنفيذ الرائدة، ومنها إصدار القرارات ومتابعة تنفيذها، ومن ثم المحاسبة إن لم تُنفذ كما هو مخطط لها.
عرّاب الرؤية، وكل الفعاليات الوطنية والإقليمية بل والدولية، يأبى سموه إلا أن يكون وطنه هو النبراس بقيادة خادم الحرمين الشريفين. لا انحياز إلا للوطن، والمبادرات التي تدعو إلى السلام ونصرة الحق، سواء في فلسطين أو في سوريا أو في أي مكان في العالم.
العالم يعيش في قلاقل، حتى في أمريكا على عظمتها، حيث يستعين ترامب بالحرس الوطني سواء في لوس أنجلوس أو في واشنطن العاصمة للسيطرة على بعض الأحداث والشغب. بينما – والحمد لله – ينعم وطننا بالسلم والأمن والرخاء.
وتمضي مسيرة الرؤية إلى الأمام، مع الأخذ في الاعتبار تأخير أو حتى إلغاء ما يُرى أن هناك ما هو أفضل، وهذا ما تفضل به سموه في خطاب الملك السنوي في مجلس الشورى. هذا ما تفعله القيادة الحكيمة الرشيدة ليكون الوطن دائمًا فوق هام السحب.
ونحن نعاهد مليكنا وولي عهده في هذا اليوم العظيم والذكرى الجليلة أننا يدًا بيد مع قيادتنا، نعمل معًا لتحقيق كل ما من شأنه رفعة الوطن وتقدمه.
ودمت عاليًا يا وطني.



