المقالات

الأدب السعودي.. توثيق التحولات من التأسيس إلى هوية الحاضر

تعقيبا لما أشارت إليه الدكتورة منى الحضيف في منبر صحيفة مكة الإلكترونية بتاريخ 26 / 9 / 2025 بعنوان : “الأدب السعودي سجل حي للثقافة والتراث وسلاح بالكلمة لبناء المجد” 

الرابط :

https://www.makkahnews.sa/?p=5474337

من المسلمات حين نتحدث عن الأدب السعودي بصفة خاصة أو الأدب بشكل عام أنه يضعنا أمام حقيقة راسخة؛ وهي أن الكلمة كانت ولا تزال الوعاء الأصدق للهوية الوطنية، ومرآةً عاكسة لثقافة الأمم السابقة ؛ ومجد هذا الوطن و إرْثه وتاريخه العريق. جسّده الأدب السعودي – شعرًا ونثرًا – صورةً متكاملة لمسيرة الدولة، حيث حمل الشعر رسائل الدفاع والاعتزاز والانتماء، فيما وثّق السرد بأشكاله المتنوعة تفاصيل الحياة اليومية وتحولات المجتمع الثقافية والاجتماعية.

وهنا اقف أمام نماذج من الشعر السعودي تأكيدا لما أشارت إليه الدكتورة منى الحضيف، حيث يزخر الأدب السعودي بنماذج كُثر وثقت بطولات الملك عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه – وأبرزهم محمد بن عبدالله بن سعد بن عثيمين  و أحمد بنإبراهيم الغزاوي، و محمد بن عبدالله بن بليهد، و خالد بن محمد الفرج.. ولا شك ان شعرهم أضحى يشكل صفحات مشرقة حين ارتبط بتاريخ المؤسس ، وهو شاهد موثقللتحولات والتطورات التاريخية والحضارية والاجتماعية، نظرا لقربهم من حياة المؤسس ، واقترابهم من الأحداث الواقعية التي استلهموا منها افكارهم وأغراضهم الشعرية المتميزةوهذا كله ساهم في توثيق مرحلة فتح الرياض، وتأسيس المملكةالعربية السعودية في العام 1932م ، وهذا الحضور وثق مختلف المراحل المهمة فيتأسيس الدولة السعوديةالثالثة، وعرض لمنجزاتها، وامتدح الملك عبدالعزيزرحمهاللهبألوان من الشعر والقصائد المتميزة التي شكلت التاريخ الشعري لمرحلةالتأسيس

ولا شك أن هذا الدور الأدبي يثبت أن الأدب ليس مجرد إبداع لغوي، بل هو سجل حضاري يُؤرّخ، ويُعلّم، ويُعزز الانتماء، ويُكرّس قيم الكرم والأخلاق والوفاء للوطن وقيادته. إن ما تناولته الدكتورة الحضيف يعكس وعيًا عميقًا بقيمة الأدب في صياغة الذاكرة الوطنية وتعزيز الهوية، خصوصًا ونحن نحتفي باليوم الوطني السعودي الـ95 الذي يجسد وحدة وطن ومجد أمة

جمعان البشيري

محرر صحفي - جدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى