المقالاتعام

متى نتخلص من عقدة الأجنبي؟

على غير العادة، وجدت نفسي اليوم منغمسًا في الجانب الرياضي، للحديث عن تعيين الكابتن حسن خليفة مدربًا لنادي الاتحاد.
وكلنا نعلم أن هذا المدرب هو ابن النادي وأحد حراس مرماه السابقين لسنوات طويلة، وبالتالي فهو أعلم وأقدر بشؤون الاتحاد وما يحتاجه من عمل وانضباط وروح جماعية.
هذا إلى جانب قدرته على مراعاة الجوانب النفسية التي يحتاجها اللاعبون، وهو أمر بالغ الأهمية في عالم الرياضة.

وبصفةٍ عامة — بعيدًا عن الحديث عن حسن خليفة تحديدًا — يطرح الواقع سؤالًا محوريًا:
لماذا نعتبر الأجنبي، سواء كان لاعبًا أو مدربًا، متفوقًا على نظيره السعودي لمجرد الهوية والجنسية؟!
ولماذا لا نمنح أبناءنا السعوديين الثقة الكاملة، ونعطيهم عُشر ما يُصرف للأجنبي من مرتبات ومزايا مادية؟

إن السعودي — يا سادتي — لا ينقصه سوى الثقة والدعم النفسي والمالي، وعندها سنراه يُبدع، ويحلق في فضاءات التفوق والمنافسة الدولية.

وليس هذا في المجال الرياضي فحسب، بل في جميع المجالات والتخصصات.
فلدينا الكثير من النماذج المشرفة التي نفاخر بها في كل المحافل، سواء من الشباب أو الفتيات الذين أثبتوا كفاءتهم وشاركوا في منافسات عالمية، وتفوقوا على نظرائهم بجدارة.
ولا حاجة لذكر الأسماء، فالقائمة طويلة، والنجاح — بحمد الله — أصبح هو القاعدة لا الاستثناء.

إن تاريخنا شاهد، وماضينا وحاضرنا يثبتان أننا شعب أبيّ الطموح، لا يقف عند حد، تطلعاته دائمًا نحو الأعلى، يقف على أرضٍ صلبة، وهاماته مرفوعة نحو قمم الإبداع والتميز.

حدثني أحد المهندسين السعوديين العاملين في إحدى الجهات، فقال:

“نحن — المهندسين السعوديين الميدانيين — نعمل تحت أشعة الشمس، نحدد الأعطال ونصلحها، ونعد التقارير الفنية اللازمة، ثم تُرفع تقاريرنا إلى المدير الأجنبي الجالس في مكتبه تحت المكيف، والذي يتقاضى راتبًا يعادل رواتب عشرة مهندسين سعوديين، ولا يقوم بأي جهد سوى توقيع التقرير ورفعه للإدارة العليا لاعتماده.”

انتهى حديث المهندس… لكنه يمثل واقعًا مؤلمًا في كثير من القطاعات.

فإلى متى ستظل عقدة الأجنبي تسيطر على مؤسساتنا وشركاتنا؟
ومتى سنرى قطاعاتنا المختلفة تحتفل بنهاية آخر عقدٍ لأجنبيٍ في هياكلها التنظيمية؟
هل سنعيش ذلك اليوم الذي نرى فيه أبناء الوطن في مواقع القيادة وصناعة القرار؟
أم سنبقى دائمًا في خانة المنفّذين، بينما تُنسب الإنجازات لمن يوقّع عليها فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى