المقالات

مشروع “بوابة الملك سلمان”.. قفزة نوعية وحلول مبتكرة.. لخدمة ضيوف الرحمن

على مرِّ الحقب والأزمان.. تحظى “مملكتنا الغالية” بشرف خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما وضيوفهما، وذلك منذ تأسيس هذا الوطن الغالي والكيان الشامخ على يد الملك المؤسس الباني عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه –، ومن بعده أبنائه البررة الملوك: (سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله)، رحمهم الله جميعاً، وحتى هذا العهد الزاهر المشرق، عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، يعاونه سنده وعضده وساعده الأيمن سيّدي صاحب السموّ الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – رعاه الله –، اللذان لم ولن يدّخرا وسعًا ولا جهدًا في سبيل تحقيق التطوير المنشود والتنمية المُستدامة، فأوليا – حفظهما الله – مكة المكرمة اهتمامًا متعاظمًا ورعاية خاصةً، كونها قبلة المسلمين ومقصدهم من مختلف أقطار المعمورة.
ولعل من أبرز أوجه هذا الاهتمام الكبير – على سبيل المثال لا الحصر–؛ تفضّل مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أيده الله – في شهر رمضان من عام 2019م، بإطلاق “برنامج خدمة ضيوف الرحمن”؛ الذي يُعدُّ أحد أهم برامج تحقيق رؤية المملكة 2030؛ تلك “الرؤية” الطموحة والتي بدورها تحمل في طياتها، خطط تنمية جديدة، تهدف إلى تحقيق: (اقتصاد مزدهر، ومجتمع متقدم، ووطن الطموح)، لتشهد مملكتنا الغالية، سجلاً حافلاً بالإنجازات على مختلف الأصعدة، ولتسجل مع بزوغ فجر كل يوم جديد، نجاحات تنموية ضخمة وغير مسبوقة، ولتمضي قُدماً في طريق البناء والازدهار والنمو والتطورِ. وبالتالي ليتيح “برنامج خدمة ضيوف الرحمن”؛ للقادمين إلى الحرمين الشريفين من الخارج والداخل، مرافق ذات جودة عالية، وبنية تحتية متقدمة، وخدمات رقمية، تساعد الجميع على أن ينعموا بتجربة إيمانية مميزة لا تنسى، وليُسهم في تحقيق نقلة نوعية جديدة في خدمة الملايين من ضيوف الرحمن من جميع بقاع العالم، عبر تحليل دقيق لجميع نقاط رحلة الضيف، منذ أن تبزغ فكرة زيارته للبقاع المقدسة، وحتى عودته إلى بلاده بأطيب ذكرى.
ولتتوّج هذه الجهود الكبيرة والمُقدّرة المبذولة لخدمة العاصمة المقدسة، بإعلان سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة شركة رؤى الحرم المكي – حفظه الله –، مؤخرًا إطلاق مشروع “بوابة الملك سلمان” بوصفه وجهة متعددة الاستخدامات في مكة المكرمة، ليأتي هذا المشروع الذي يحمل اسمًا غاليًا على قلب كل مواطن ومقيم، امتداداً لرؤية طموحة يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – لتطوير مكة المكرمة ومحيطها، بما يواكب مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تعزيز جودة الحياة، وتسهيل أداء الشعائر لضيوف الرحمن، ودعم النمو الاقتصادي المستدام الذي يسهم في الازدهار والتنمية في العاصمة المقدسة، كما يأتي انطلاقًا من الرعاية والاهتمام الذي توليه القيادة الرشيدة – أعزها الله –، بهذه البقعة الطاهرة، وليُسهم في رسم ملامح مستقبل يليق بهذه البقعة الطاهرة، انطلاقًا من أن مكونات هذا المشروع الطموح، تأخذ في الاعتبار أهمية مكة المكرمة كونها قبلة للمسلمين، وما تزخر به من إرث تاريخي وحضاري، يثري في الوقت ذاته تجربة قاصديها، ويُسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، على صعيد التنويع الاقتصادي؛ من خلال استحداث أكثر من 300 ألف فرصة عمل بحلول عام 2036م بمشيئة الله تعالى.
مشروع “بوابة الملك سلمان”؛ يمثّل مزيجًا استثنائيًا متناغمًا بين الإرث المعماري الغني لمكة المكرمة مع أرقى أساليب الحياة العصرية، بما يضمن أعلى مستويات الراحة. كما يهدف “المشروع” إلى الحفاظ على الإرث التاريخي والثقافي لمدينة مكة المكرمة من خلال تطوير وإعادة تأهيل مساحة تقارب 19 ألف متر مربع من المناطق الثقافية والتراثية، لإثراء تجربة زائريها، ويهدف إلى تحقيق نقلة نوعية في تطوير البنية التحتية للعاصمة المقدسة والمنطقة المركزية بشكل خاص لتصبح نموذجًا عالميًا للتطوير العمراني، ليكون مساهمًا رئيسًا في دعم الجهود المبذولة على تطوير المنطقة وتسهيل الزيارة، مع تقديم خدمات ذات جودة عالية لقاصدي بيت الله الحرام، وإثراء رحلتهم الدينية والثقافية بما يتماشى مع مستهدفات برنامج خدمة ضيوف الرحمن. ويتميز المشروع بموقع إستراتيجي بجوار المسجد الحرام، ويمتد على إجمالي مسطحات بناء بمساحة تصل إلى 12 مليون متر مربع، ويرتبط بوسائل النقل العامة لتسهيل الوصول إلى المسجد الحرام، ويعد “المشروع” وجهة متعددة الاستخدامات تهدف في المقام الأول إلى الارتقاء بمنظومة الخدمات المقدّمة، وتوفير مرافق سكنية وثقافية وخدمية محيطة بالمسجد الحرام، كما يضيف المشروع طاقة استيعابية تتسع لنحو 900 ألف مصلِ في المصليات الداخلية والساحات الخارجية.
مع الالتزام التام بمراعاة المعايير والممارسات العالمية في عمليات التطوير العقاري وتوفير تجربة استثنائية؛ تعمل “شركة رؤى الحرم المكي”، إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة، على تطوير مشروع “بوابة الملك سلمان”؛ ولدعم تنفيذ إستراتيجيته من خلال رفع مستوى التطوير العمراني بالمنطقة المحيطة بالمسجد الحرام ليصبح من أفضل نماذج التطوير العالمية. ولتركز “الشركة” على الإدارة المستدامة للموارد عبر توظيف الحلول المبتكرة، بما يسهم في تحقيق أثر إيجابي ملموس على السكان وضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزائرين، مع الحفاظ على النسيج الثقافي لمكة المكرمة، وبما يعكس اهتمام قيادتنا الرشيدة – أيدها الله – بالتنمية في المنطقة على وجه العموم، وفي العاصمة المقدسة بشكل خاص.

في الختام؛ أسأل الله سبحانه وتعالي، أن يحفظ بلادنا الغالية، في ظل قيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو سيدي ولي عهده الأمين – حفظهما الله ورعاهما – وأن يديم عليها نِعم الاستقرار والأمن والأمان والازدهار والرفاهية والرخاء.
والله ولي التوفيق والسداد،،،

* المُلحق الثقافي في سفارة خادم الحرمين الشريفين في أنقرة

د.م فيصل بن عبدالرحمن أسره

أستاذ الهندسة البيئية والمياه المشارك، بكلية الهندسة والعمارة الإسلامية بجامعة أم القرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى