المقالات

بوابة الملك سلمان: مشروع بحجم تطلعات ملك وحلم ولي عهد

أولت المملكة العربية السعودية منذ عهد القائد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله -، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله- جلّ اهتمامها وعنايتها بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة لاستيعاب الأعداد المتزايدة لضيوف الرحمن ، وذلك ابتغاءَ لمرضاة الله وأداءً للأمانة العظيمة ووفاءً بالرسالة السامية الملقاة على عاتقها من واقع موقعها الروحي باعتبارها أرض الحرمين الشريفين ومهد الإسلام ومهبط الوحي ومثوى رسول الله عليه الصلاة والسلام وقبلة المسلمين في جميع أنحاء المعمورة.
وقد استمرت الرعاية والعناية بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة ‏في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ومن ذلك‏ أمرهُ باستكمال التوسعة السعودية الثالثة للحرم المكي والمسجد النبوي ‏ورعايته ومتابعته مشروعات ‏تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة والارتقاء بالخدمات المقدمة لأهالي الحرمين وقاصديهما.
وقد وصلت خدمة الحرمين الشريفين في هذا العهد الميمون إلى مستويات غير مسبوقة ، ومن ذلك الأمر بإنشاء الهيئة الملكية لتطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وإنشاء شركة المشاعر المقدسة، ‏وتدشين قطار الحرمين، والأمر بإنشاء مطار الطّائف الجديد خدمة لمكة المكرمة وبوابة أخرى للحجاج، ‏والتّوجيه باستكمال جميع مشروعات تطوير المدينتين المقدستين.
كما أنّ رئاسة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز للهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وتفقُّدَه ‏الكعبة المشرّفة ومشروعات المسجد الحرام ومكة المكرمة والمدينة المنورة، يأتي من حرصه واهتمامه – حفظه الله – وعنايته بتطوير الحرمين الشريفين، ‏والانتقال بمدينتي مكة ‏المكرمة والمدينة المنورة ومستوى المرافق والخِدْمات فيهما، وفق أهداف رؤية المملكة 2030.
وقد بذلت المملكة في عهد الملك سلمان الغالي والنفيس في سبيل عمارة وتطوير الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وتقديم أرقى الخدمات العصرية لحجاج بيت الله الحرام ‏والزائرين والمعتمرين، وذلك استشعارًا للمسؤولية والشرف العظيم الذي خصّ الله به المملكة لرعاية الحرمين الشريفين.
ولعل اختيار الملك سلمان بن عبد العزيز للقب خادم الحرمين الشريفين عند تسلمه لمقاليد الحكم في المملكة عام 2015 لهو خير دليل على اهتمامه الكبير برعاية الحرمين الشريفين تطويرًا وتوسعة وخدميًا وإنسانيًا، والذي ظل يحتل أولوية في أجندته الوطنية منذ أن كان أميرًا لمنطقة الرياض، وهو ما لمسه صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة شركة رؤى الحرم المكي من خلال إطلاق مشروع “بوابة الملك سلمان” وبما يحقق تطلعات خادم الحرمين الشريفين في خدمة الحرمين الشريفين وتسهيل آداء الحجاج لمناسكهم بسهولة ويسر ضمن رؤية 2030.
ومن مظاهر اهتمام الملك سلمان بخدمة الحرمين الشريفين وخدمة الحجيج والمعتمرين تدشينه لخمسة مشاريع رئيسية ضمن المشروع الشامل للتوسعة السعودية الثالثة، هي: مشروع مبنى التوسعة الرئيسي، ومشروع الساحات، ومشروع أنفاق المشاة، ومشروع محطة الخدمات المركزية للمسجد الحرام، ومشروع الطريق الدائري الأول المحيط بمنطقة المسجد الحرام.
وقام ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بجولات عديدة على مستويات الإنجاز بالتوسعة السعودية الثالثة، والمشاريع المرتبطة بالخدمات المقدمة لزوار بيت الله الحرام، والمنجزات المتعلقة بزيادة الطاقة الاستيعابية بالمسجد الحرام لاستقبال الزوار والمعتمرين من ضيوف الرحمن، في إطار تحقيق أحد أهداف رؤية السعودية (2030) باستقبال أكثر من 30 مليون معتمر في العام.
وتعتبر بوابة الملك سلمان إضافة جديدة ومهمة في سلسلة ما تبذله المملكة من جهود ضخمة على صعيد خدمة الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام والزوار والمعتمرين حيث يتيح المشروع ، بوصفه وجهة متعددة الاستخدامات في مكة المكرمة تحقيق نقلة نوعية في تطوير البنية التحتية لمدينة مكة المكرمة والمنطقة المركزية بشكل خاص، لتصبح نموذجًا عالميًا لقاصدي بيت الله الحرام وإثراء رحلتهم الدينية والثقافية بما يتماشى مع مستهدفات برنامج خدمة ضيوف الرحمن .
وتمتد “بوابة الملك سلمان” على إجمالي مسطحات تصل إلى 12 مليون متر مربع بجوار المسجد الحرام، ويعد وجهة متعددة الاستخدامات تهدف في المقام الأول إلى الارتقاء بمنظومة الخدمات المقدمة ، وتوفير مرافق سكنية وثقافية وخدمية محيطة بالمسجد الحرام ، كما يضيف المشروع طاقة استيعابية تتسع لما يقارب 900 ألف مصل في المصليات الداخلية والساحات الخارجية. كما يرنتبط المشروع بوسائل النقل العامة لتسهيل الوصول إلى المسجد الحرام، ويمثل مزيجًا استثنائيًا متناغمً بين الإرث المعماري الغني لمكة المكرمة مع أرقى أساليب الحياة العصرية، بما يضمن أعلى مستويات الراحة. كما يهدف المشروع إلى الحفاظ على الإرث التاريخي والثقافي لمدينة مكة المكرمة من خلال تطوير وإعادة تأهيل مساحة 19 ألف متر مربع من المناطق الثقافية والتراثية لإثراء تجربة زائريها ، وكذلك الإسهام في تحقيق أهدف رؤية 2030 على صعيد التنويع الاقتصادي من خلال استحداث أكثر من 300 ألف فرصة عمل بحلول 2036 م بمشيئة الله.
ما تحقق وما يتحقق الآن من إنجازات على صعيد خدمة الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام والزوار والمعتمرين هو نتيجة تضافر جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان الذي يعتبر الساعد الأيمن لوالده – حفظهما الله- تطلعًا نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المملكة من خلال تحقيق أهداف رؤية 2030 التي تنشد الارتقاء بالمملكة إلى مصاف الدول الأكثر تقدمًا على مستوى العالم وتحقيق الرفاهية والعيش الكريم للمواطن السعودي الوفي لقيادته العاشق لوطنه.

د. سونيا أحمد مالكي

طبيبة - مديرة إدارة الصحة المدرسية بتعليم جدة سابقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى