في أحضان طبيعة الباحة الخلابة، حيث تتشابك الجبال الخضراء مع السحب في أعلى قمة جبل مهران المطل على تهامة، ولد مشروع موتيلات الباحة قبل أكثر من أربعين عاماً ليكون أيقونة سياحية، ومتنفسًا للمصطافين، وفرصة ذهبية لنهضة اقتصادية وسياحية محلية وعالمية . إلا أنه تُرك ليموت واقفاً حتى أنه أصبح يقف كشاهدٍ صامت على أحلام تبخرت ، وأماني توقفت في منتصف الطريق. مشروعاً كان يُنتظر منه أن يكون أيقونة سياحية في المنطقة، أصبح اليوم مجرد هياكل خرسانية مهجورة ، ونقطة سوداء في قلب مدينة الباحة، مما يثير العديد من التساؤلات حول أسباب توقفه والمسؤولية عن هذا الهجر الذي أدى إلى وفاته واقفاً بين قمم الجبال ؟!
وإذا ما عدنا إلى بدايات قصة موتيلات الباحة فإنها بدأت في عام ١٩٨٣م عندما حصلت الشركة السعودية لخدمات السيارات والمعدات (ساسكو) على منحة حكومية لإقامة منتجع سياحي على موقع استراتيجي يتميز بإطلالته الخلابة وموقعه المميز فصُمم المشروع بعناية ليكون واجهة سياحية متكاملة، حيث تولت شركة بولمان ساسكو العالمية تشغيله حتى عام ١٩٨٩م . ومن ثم انتقلت إدارته لاحقاً إلى مجموعة الحكير تحت اسم “منتجع الحكير السياحي”، لكن التشغيل لم يرقَ إلى مستوى التوقعات، مما أدى إلى إغلاقه نهائيًا رغم أن المشروع يحمل في طياته وعودًا كبيرة حبث كان يفترض أن يضم عشرات الوحدات السكنية المجهزة، مع خدمات ترفيهية ومطاعم ومواقف، ليكون وجهة مثالية للمصطافين والزوار.
وعطفاً على ما سبق فإن الإبقاء على مشروع موتيلات الباحة في حالته الراهنة ليس خيارًا مقبولًا ، بل يجب على الجهات المعنية التدخل السريع وتحويل هذا المنجز السياحي إلى عوائد اقتصادية، وفرص عمل للشباب، وحركة سياحية تضيف للمنطقة ازدهاراً سياحياً ، وهنا اخص بالذكر أمارة منطقة الباحة ممثلة في سمو اميرها وقائد نهضتها السياحية صاحب السمو الملكي الأمير حسام بن سعود حفظه الله ورعاه الذي جعل من الباحة أنمودجاً فريداً للسياحة في وقت زمني وجيز آملين من سموه إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة. والتدخل العاجل لإنقاذ هذا الموقع. وإعادة تأهيله وتحويله إلى وجهة سياحية حديثة تتماشى مع تطلعات رؤية المملكة ٢٠٣٠ .
وختام القول فإننا إذا أردنا أن نعيد لهذه الموتيلات الحياة، فنحن بحاجة إلى إرادة حقيقية، وخطة تشغيل واضحة، وتحويل هذا الصمت الإسمنتي إلى حركة نابضة تخدم أهالي المنطقة والقادمين إليها بغية التنزه والاصطياف أما إذا ظل الحال كما هو عليه ، فسنظل نكتب عنها كمأساة عمرها سنوات، بدل أن يكون حديثنا عنها كرافد مهم للسياحة في الباحة ،و ازدهار يليق بجمال المنطقة. فقصة “موتيلات الباحة” ليست مجرد قصة إهمال، بل تذكير بأهمية الاستثمارالسياحي الجاذب فهل سيعود المنتجع إلى سابق عهده، أم أنه سيبقى شاهداً على فرص ضائعة ، وأطلال تروي حكايات الماضي؟
وخزة قلم
موتيلات الباحة المهجورة ، حكاية مشروع وُلد كبيرًا ومات واقفًا !





