في يوم المعلم تتجلى نماذج فريدة من التفاني والإبداع، ومن بين هذه النماذج يبرز اسم المعلم منصور بن عبدالله المنصور، الذي رسم صورة المعلم السعودي بأفضل مايكون حتى صار لوحة عالمية يُشار إليها بالبنان، حين فاز بجائزة أفضل معلم في العالم لعام 2025، متفوقًا على أكثر من 5000 مرشح من 90 دولة، وليصبح رمزًا للنجاح والإلهام في قطاع التعليم بالمملكة العربية السعودية.
انطلق في رحلته نحو التميز من الأحساء من مدرسة الأمير سعود بن جلوي الابتدائية حيث كان معلّمًا فيها. فكرّس جهوده لتطوير العملية التعليمية وإحداث تأثير إيجابي يتجاوز حدود الصف الدراسي.. لم يكن المنصور مجرد معلم ينقل المعلومات، بل كان قائدًا تربويًا يسعى لإلهام طلابه، حيث أسس بيئة تعليمية محفزة وشاملة أطلق عليها اسم “قاعة إنجاز” وهي مساحة تفاعلية تهدف إلى تعزيز الإبداع وتشجيع الطلاب على تحقيق أحلامهم.
تُعد هذه الجائزة، التي تُنظمها مؤسسة “فاركي” بالتعاون مع منظمة اليونسكو، واحدة من أرفع الجوائز التعليمية عالميًا. وفوز المنصور بها يُبرز دوره الإنساني والتربوي، حيث لم يقتصر على التعليم الأكاديمي فقط، بل تجاوز ذلك لدعم الطلاب من ذوي الإعاقة، إضافة لرعاية الموهوبين، واحتضان الأيتام وذوي الدخل المحدود. ولعلّ من أهم المبادرات التعليمية الملهمة تصميمه برامج تعليمية مبتكرة تُعلّم الطلاب بالطريقة التي يحبونها، مع الحفاظ على الأهداف التربوية السامية؛ ليتمكن طلابه من الفوز بجوائز عالمية في مجالات الموهبة وريادة الأعمال، أمّا من حيث التأثير المجتمعي، فتعدّى تأثيره ليشمل المجتمع بأكمله من خلال مبادرات تطوعية وشراكات مجتمعية، إذ. كان شعاره دائمًا: “حلمي ليس أن أُدرّس، بل أن أُعلّم الناس”.
إنّ المعلم منصور المنصور نموذج يُحتذى به من حيث الإصرار على الإبداع ،حيث رأى أن التعليم ليس مجرد نقل للمعلومات، بل هو عملية بناء للإنسان وصقل لمهاراته. كما دأب على الاهتمام بالطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل خاص، فعمل على دمجهم في بيئة تعليمية شاملة، مما يعكس روح العطاء والرحمة التي يتمتع بها، بل لقد استطاع المنصور تحويل التحديات إلى فرص؛ حيث كان يواجه التحديات التربوية بإصرار، ويحولها إلى قصص نجاح تُلهم الجميع.
. إن الرسالة التي يجب على المعلم أن يحملها أبعد من أن تكون مجرد وظيفة تؤدّى بشكل روتيني. لاسيما اذا استشعرنا الحديث الشريف حيث قال ﷺ: (إنّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ)
ويمكن القول إن فوز منصور المنصور بهذه الجائزة الدولية الهامة هو فوز لكلّ المعلمين السعوديين الذين يضعون مصلحة الطلبة نصب أعينهم، ويعملون بصمت وإخلاص لبناء جيل قادر على تحقيق التميز. وإنّ دعم المعلم لطلابه وتفانيه في عمله يعكسان القيم النبيلة التي يحملها المعلم السعودي، والتي تتماشى مع رؤية المملكة 2030 في تطوير التعليم وتمكين الإنسان.
وفي الختام يمكن القول إن المعلم منصور المنصور ليس مجرد معلم، بل كان رمزًا للإبداع الإلهام و الإنسانية وهو ما عكس مكانة التعليم السعودي.. وهذا نموذج ملهم من نماذج كثيرة يُحتذى بها لكلّ من يسعى لترك أثر إيجابي في حياة طلابه وصناعة أجيال تحمل راية التميز والتطور.
• جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل





