حين نتحدث عن “مكة الخضراء”، فنحن لا نتحدث فقط عن اللون، بل عن ثقافة بيئية متكاملة تبدأ من الوعي بالمصطلح. فلكل كلمة في قاموس البيئة معنى يعكس دورًا ومسؤولية.
فالـ حديقة ليست مجرد مساحة مزروعة، بل رئةٌ صغيرة تنبض في قلب المدينة. أما الـ مزرعة فهي مصدر غذاء واستدامة، تربط الإنسان بالأرض وتعيد له علاقته بالتراب.
والـ بستان هو لوحة تجمع بين الجمال والإنتاج، بينما الـ واحة رمزٌ للحياة وسط الصحراء، شاهدة على قدرة الطبيعة على العطاء مهما كان الجفاف.
أما مصطلح الغطاء النباتي، فهو المظلّة الكبرى التي تضم كل ما ينبت على الأرض من أشجار وأعشاب ونباتات، تُنقّي الهواء، وتُلطّف المناخ، وتحمي التربة من الانجراف.
ومن هنا تنبع أهمية التشجير والتحريج والزراعة المستدامة، فهي ليست أعمالًا تجميلية فحسب، بل استثمار طويل الأمد في صحة الأرض والإنسان.
إن فهم هذه المصطلحات ليس ترفًا لغويًا، بل بداية وعي بيئي جديد، يجعلنا أكثر تقديرًا لكل نبتة تُزرع، ولكل ظلٍ يُمدّ، ولكل يدٍ تزرع الأمل في أرض مكة الطيبة.
انتظرونا في المقال القادم من سلسلة مكة الخضراء…
0


