المقالات

مكة الخضراء… مسؤولية تتشاركها الأيدي

لا تنبت الخُضرة في الأرض وحدها، بل في القلوب أولًا، ثم في العمل المشترك الذي يصنع الفرق. فمشروع “مكة الخضراء” ليس مهمة جهة واحدة، بل منظومة متكاملة تُشارك فيها المؤسسات والأفراد والمجتمع بأسره.
المسؤولية البيئية تبدأ من القرار وتنتهي عند السلوك. فالجهات الحكومية ترسم السياسات والخطط، والقطاع الخاص يترجمها في مشاريعه واستثماراته، بينما يحمل المواطن والمقيم شعلة التنفيذ اليومية من خلال الوعي والممارسة.
حين تتحد هذه الجهود، تتحول مكة إلى نموذج حيّ للاستدامة؛ مدينة يُدار عمرانها بروحٍ خضراء، ويُخطط مستقبلها بوعيٍ بيئي يليق بقدسيتها ومكانتها العالمية.
ولأن البيئة لا تعرف الحدود، فإن التعاون بين الجهات التعليمية، والجمعيات البيئية والزراعية الخيرية منها والتعاونية متمثله بالقطاع الثالث لخدمة هذا الوطن الغالي يشكل نسيجًا من العمل الجماعي يضمن استمرارية المشروع ويحافظ على أثره.وهذا ما قمنا به من أجل مكة الخضراء بفريق لنغرسها والذي انبثق منه اول جمعية زراعية تعاونية ( جمعية رواد الزراعية التعاونية ) بهذه الجهود .
فكل يدٍ تزرع، وكل مبادرةٍ تُنظم، وكل فكرةٍ تُطرح، هي لبنة في بناء مكةٍ أكثر خضرة وجمالًا.
المسؤولية المشتركة ليست شعارًا يُرفع، بل التزامٌ يُترجم إلى فعلٍ يومي: في الحدائق، والمدارس، والمنازل، وحتى في رحلة الحاج والمعتمر.
بهذا التكامل بين الأيدي والقلوب، تنمو مكة كما أرادها الله… واحةً للإيمان والخير والحياة.
انتظرونا في المقال القادم من سلسلة مكة الخضراء…..

الكاتبة أبرار عبدالله الحريري

أبرار عبدالله الحريري

رئيسة جمعية رواد الزراعية التعاونية بمكة المكرمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى