المقالاتعام

تبرع حرم سموّ ولي العهد.. السخي للأطفال المصابين بداء السكري”.. لفتة إنسانية نبيلة وسامية.. تجسد كل معاني البذل وقيم العطاء

نحمد الله سبحانه وتعالى.. أنّ منّ علينا بالعيش في وطن معطاء.. تتجدّد فيه قيم البذل والعطاء كل يوم.. وتتجسّد فيه كل أنواع الإنسانية في كل لحظة.. وتقوى فيه اللُّحمة الوطنية بين الجميع مع شروق شمس كل يوم جديد.. وبالتالي ليتدفق العطاء.. ولتتفجر ينابيع الخير .. ويزداد الانتماء والولاء لتراب هذا الوطن الغالي، ولتتواصل مسيرة بلادنا الغالية الإغاثية والإنسانية والخيرية – الحكومية والأهلية والتطوعية والفردية –، بعطاءٍ سخي وغير محدود .. وعزم لا يلين.. ومبادئ ثابتة.. ولتتضاعف الجهود لتعزيز هذه الأدوار الإنسانية، وذلك منذ تأسيس هذا الكيان الشامخ: (المملكة العربية السعودية) ونشأته، وصولاً لهذا العهد الزاهر المشرق؛ عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أيده الله – وسنده وعضده سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – رعاه الله –، حيث تستمد مملكتنا الغالية إلهامها في رسالتها الإنسانية؛ من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، الذي يأمر بإغاثة الملهوف، ومساعدة المحتاج، والمحافظة على حياة الإنسان وكرامته وصحته، ولتشكل هذه المبادئ النبيلة والراسخة، أساساً متيناً لأدوار المملكة المتميزة في العمل الإنساني على كافة الصُعد، المحلية والإقليمية والدولية، ولجهود كثير من الجهات والقطاعات الكبيرة لتعزيز الشراكات المجتمعية في الداخل.
وقد تجلّت هذه المعاني الإنسانية كلها، في تقديم حرم سمو ولي العهد صاحبة السمو الملكي الأميرة سارة بنت مشهور بن عبدالعزيز – رعاها الله – مؤخراً تبرعًا سخيًا بمبلغ عشرة ملايين ريال لصندوق دعم الأطفال المصابين بداء السكري من النوع الأول، التي ينفذها صندوق الوقف الصحي، بهدف تمكين الأطفال المصابين من الحصول على أحدث وسائل الرعاية والعلاج، وتحسين جودة حياتهم، والتخفيف من معاناة أسرهم. ويأتي هذا التبرع الكريم امتدادًا لدور سموها الإنساني في دعم المبادرات الصحية والخيرية التي تعنى بالفئات الأشد حاجة، ولتأكيد الجهود المثمرة للمملكة في تقديم يد العون في الداخل، وفي جميع أرجاء المعمورة وللمساهمة في تحقيق مُستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تهدف لخدمة وبناء المواطن السعودي ودعم الإنسانية، وتتمحور في ثلاثة محاور رئيسة هي: (مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح)، التي تُعدُّ محاور متسقة ومتكاملة، وتعمل جميعها لتحقيق أهداف هذه الرؤية الطموحة الشاملة.
مبادرة حرم سمو ولي العهد صاحبة السمو الملكي الأميرة سارة بنت مشهور بن عبدالعزيز – حفظها الله – لدعم صندوق الأطفال المصابين بداء السكري من النوع الأول؛ ستسهم – بإذن الله تعالى – في توفير مضخات الأنسولين الحديثة، بصفتها أحد الحلول العلاجية المتقدمة التي تمكّن الأطفال المصابين بداء السكري، من ممارسة حياتهم اليومية بثقة وأمان، بما يضمن تحسين حالتهم الصحية ودعم أسرهم في التعامل مع متطلبات المرض.
لتجد هذه اللفتة الإنسانية الرائعة لصاحبة السمو الملكي الأميرة سارة بنت مشهور بن عبدالعزيز – حفظها الله –، وهذه اليد الحانية التي امتدت لفئة غالية من فلذات أكبادنا – قدّر الله لهم أن يُصابوا بداء السكري من النوع الأول –، تثميناً عالياً وإشادة كبيرة بعطاء سموها المتواصل ومبادراتها الإنسانية النبيلة التي تعكس القيم الأصيلة للمجتمع السعودي، وروح التكافل والعطاء التي تحظى بدعم ورعاية من القيادة الرشيدة – أيدها الله –، وذلك من منطلق أن هذا الدعم الكريم، سيحدث أثرًا ملموسًا في تطوير الخدمات الصحية للأطفال المصابين بالسكري، وسيمثل حافزًا لتمكين العمل الخيري الصحي، بما ينسجم مع أهداف صندوق الوقف الصحي، في تحسين جودة الحياة، وتحقيق التنمية المستدامة في القطاع الصحي.
هذا التبرع السخي.. وجزيل عطاء صاحبة السمو الملكي حرم سمو ولي العهد – حفظها الله – يضع لبنة مهمة من لبنات ترسيخ الأعمال الخيرية في بلادنا .. بلاد الخير، ويجسد معاني التكافل المجتمعي في أبهى صُوره، كما يُمثّل دعماً كبيراً لقيم الشراكات المجتمعية، وامتدادًا طبيعياً للدعم السخي وغير المحدود من قيادتنا الرشيدة – أيدها الله – للأعمال الخيرية في المملكة والحث عليها، وتجسيدًا لحرص ولاة أمرنا – رعاهم الله – وسعيهم واهتمامهم بكل ما يحقق راحة ورفاهية المواطن، ومنها الحملة الوطنية للعمل الخيري عبر منصة “إحسان”، وذلك مُنذ انطلاقتها عام 2021م وحتى تاريخ اليوم، التي تحظى بموثوقية وشفافية عاليتين في استقبال وإيصال التبرعات إلى مستحقيها بطرق تقنية عالية الدقة، تضمن يسر وسهولة عمليات التبرع، ولتُسهم في ازدياد إقبال رجال البر والمحسنين على الأعمال الخيرية، وعلى كافة أوجه البذل والعطاء والإنفاق والإحسان، في بلد العطاء.
والله ولي التوفيق،،،

* المُلحق الثقافي في سفارة خادم الحرمين الشريفين في أنقرة

د.م فيصل بن عبدالرحمن أسره

أستاذ الهندسة البيئية والمياه المشارك، بكلية الهندسة والعمارة الإسلامية بجامعة أم القرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى