المقالات

الزَّي السعودي هويتنا… ومحمد بن سلمان قدوتنا

في لحظة تلتقي فيها الأصالة مع الحضور العالمي، وتتعانق فيها الهوية الوطنية مع مشهد السياسة الدولية، جاء ظهور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان — حفظه الله — خلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية ليقدّم رسالة بليغة لا تحتاج إلى كثير من الشرح أو التأويل ، رسالة متجذّرة في ثرى هذا الوطن، عنوانها الثبات على الهوية، وبطولتها الزّي السعودي الذي ظل، وسيظل، راية نعتز بها في كل المحافل.
وحين قال سموّه: «كان هناك من يراهن أن أرتدي بدلة سوداء في زيارتي، ولكنهم خسروا الرهان»، لم يكن يجيب عن مجرد توقع، بل كان يعلن موقفاً وطنياً راسخاً… موقف قائد يرى في أصالة بلاده قوة، وفي تراثها مصدر عز، وفي هويتها مفتاحاً لحضور عالمي لا يحتاج إلى تقليد أو تكلّف. لقد اختار أن يحمل وطنه معه — لا في الكلام فقط — بل في مظهره، في رموزه، في لبسٍ ينقل للعالم حكاية أمة تعتزّ بجذورها بقدر ما تتقدّم نحو مستقبلها.
اليوم، ونحن نرى ولي العهد يرتدي زياً يمثل تاريخ الجزيرة العربية وعمقها الثقافي، ندرك أن الهوية ليست مجرد قطعة قماش، بل رسالة ممتدة عبر الأجيال ، فالزي السعودي هوية، ووقار، وانتماء… هو «سيرة وطن» تُروى بصمت ، لكنها تبلغ القلوب بصوت أعلى من الكلمات.
وإنّ ما حمله سموه في ظهوره الدولي ليس مجرد وفاء لزيّ تقليدي، بل وفاء لروح وطن بكامله — لترابه وتاريخه وقيمه.
ومن هنا، فإن هذه اللفتة ليست تخصّ القادة وحدهم، بل هي دعوة صريحة للشباب السعودي كي يحافظ على هذا الإرث، ويجعل من هويته جزءاً من حضوره العالمي، لا عبئاً أو تقليداً، بل فخراً ووساماً.
إنّ أصالة الزي السعودي ليست قيداً يحدّ من مسايرتنا للعصر، بل هي الجسر الذي يعبر بنا إلى العالم ونحن ثابتون على أنفسنا، لا نتلون، ولا نتخلى عمّا يمثّلنا، فالمجد لا يأتي لمن ينسى من يكون، بل لمن ينهض وهو أكثر التصاقاً بعمقه وجذوره.
وختاماً…
في كل خطوة يخطوها الأمير محمد بن سلمان على الساحة الدولية، يخطو الوطن معه، وفي كل ظهور له بزيه السعودي ، تظهر الهوية السعودية بأبهى معانيها ، فسلامٌ على قائدٍ يرى في أصالته سلاحاً ، وفي تراثه قوة… وسلامٌ على شباب الوطن حين يقتفون نهجه ، فيحملون هويتهم بثقة ، ويكتبون بها حضورهم بين الأمم.

د. فايز الأحمري

كاتب صحافي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى