المقالات

العيادة البيئية: التهوية الطبيعية… رئة البيت التي لا تُرى

مدير إدارة البيئة بالاتحاد العالمي الإسلامي للكشافة والشباب

في عالمٍ يزداد اعتمادًا على الأجهزة المغلقة والمكيفات الاصطناعية، تبقى التهوية الطبيعية أبسط وسائل الوقاية البيئية، وأقواها أثرًا على صحة الإنسان وجودة حياته.
عندما يصبح الهواء “راكداً”… يبدأ الخطر
نحن نغلق نوافذ منازلنا كثيرًا بحجة الغبار أو الحرارة أو الضوضاء، لكننا لا ننتبه أن الهواء المحبوس في الداخل يتحول مع الوقت إلى مزيج خانق من الرطوبة والغازات والروائح والملوثات الدقيقة.
الهواء الراكد يعني:
• تراكم ثاني أكسيد الكربون
• انخفاض مستوى الأكسجين
• ارتفاع الرطوبة
• انتشار الغبار والعفن
• زيادة احتمالية انتقال الفيروسات والبكتيريا
وهنا يبدأ الجسم بإرسال إشاراته:
صداع، كسل، نقص تركيز، ضيق تنفّس، سعال خفيف، حساسية متكررة.
أعراض قد يفسرها البعض على أنها “إرهاق”، بينما هي في حقيقتها استغاثة من هواء غير متجدد.
التهوية الطبيعية… طبٌّ بيئي بلا تكلفة
حين يمر نسيم طبيعي عبر المنزل، يحدث ما يشبه “غسيل رئوي” للحيز الداخلي:
• يُخرج الهواء المشبع بالملوثات
• يجدد مستويات الأكسجين
• يخفّض الرطوبة
• يقلل الجراثيم والعفن
• ينعش الجسم ويرفع طاقته الذهنية
إنه العلاج الوقائي الأبسط، لكنه الأكثر إهمالًا في حياة الأسر الحديثة.
العيادة البيئية تُشخّص المشكلة
• نوافذ مغلقة طوال اليوم
• الاعتماد الكامل على التكييف
• مطابخ بلا مراوح شفط أو تهوية
• حمامات وأماكن غسيل سيئة التهوية
• شقق صغيرة مكتظة بالأثاث والمفروشات
كل هذه الممارسات تجعل المنزل بيئة خانقة غير صحية، حتى لو بدا نظيفًا ومرتبًا.
وصفة العيادة البيئية لهذا الأسبوع
لتحقيق تهوية صحية داخل البيت:
1- فتح النوافذ يوميًا 20–40 دقيقة على الأقل
2- فتح نوافذ متقابلة لضمان حركة هوائية متقاطعة
3- تشغيل الشفاط في المطبخ والحمام أثناء وبعد الاستخدام
4- تنظيف فتحات التهوية وفلاتر التكييف دوريًا
5- تجنب غلق كل النوافذ عند استخدام البخور أو المنظفات
6- إدخال تهوية شمسية في غرف النوم قبل النوم وعند الاستيقاظ
أما إن لم تسمح الظروف الخارجية بالفتح، فالحل البديل هو إدخال هواء جديد عبر فتحات محددة وتشغيل مراوح طرد بدل الاعتماد على تدوير الهواء داخل الغرفة فقط.
خلاصة العيادة البيئية
التهوية ليست ترفًا، بل حق للرئتين وركن أساسي من الصحة المنزلية.
فالبيت الذي يتنفس… يمنح ساكنيه حياة أصفى، وصحة أقوى، وراحة نفسية أكبر.

د. فهد عبدالكريم تركستاني

مدير إدارة البيئة بالاتحاد العالمي الإسلامي للكشافة والشباب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى