تغدو مدينة الرياض عاصمة مملكتنا الحبيبة اليوم واحدة من أكثر المدن جذبًا للزوّار في المنطقة، بعدما تحوّلت ولله الحمد خلال الأعوام الأخيرة إلى وجهة سياحية نابضة تجمع بين سحر التاريخ وقوة الحاضر وتنوع التجارب الترفيهية والثقافية. فالأرقام الرسمية تؤكد هذا التحول الكبير؛ فالمملكة استقبلت في عام 2024 نحو 116 مليون زائر داخلي وخارجي، فيما استقطب موسم الرياض وحده أكثر من 16 مليون زائر، وهو دليل واضح على مكانة العاصمة كقلب نابض للسياحة السعودية. إن ما تشهده الرياض من مشاريع عملاقة وفعاليات عالمية يعكس رؤية وطنية واعية نحو ترسيخ موقعها كإحدى أهم مدن العالم في السياحة والترفيه والثقافة والاقتصاد الإبداعي.
ويمتزج في الرياض عبق التاريخ مع حداثة المدينة المعاصرة بطريقة قلّ أن تتكرر في مدن أخرى. فمن الدرعية التاريخية، مهد الدولة السعودية الأولى المسجل ضمن قائمة اليونسكو، مرورًا بـ قصر المصمك الذي شهد انطلاق ملحمة التوحيد، ووصولاً إلى المتحف الوطني الذي يوثق مسيرة حضارية ممتدة لآلاف السنين… كلها معالم تشكل جسراً حيًا بين الماضي والحاضر وتمنح الزائر رحلة معرفية ثرية. وفي المقابل، تبرز الرياض الحديثة بأفقها العمراني المتجدد، من برج المملكة وبرج الفيصلية إلى الأحياء الحديثة مثل البوليفارد والعاصمة الجديدة التي صارت مقصدًا للتسوق والترفيه والمطاعم العالمية. ولا يمكن الحديث عن السياحة في الرياض دون التوقف عند التجارب الطبيعية الفريدة التي تقدمها، وعلى رأسها حافة العالم إحدى أشهر الوجهات الصحراوية عالميًا، والتي باتت رمزًا لتنوع الجغرافيا السعودية وروح المغامرة لدى الزوار من مختلف دول العالم. كما تشكل حدائق الرياض ومتنزهات وادي حنيفة وبحيراتها الممتدة متنفسًا طبيعيًا للعائلات ومحبي الهدوء. ويتكامل هذا التنوع مع شبكة بنية تحتية متقدمة تشمل الفنادق العالمية والمطاعم الراقية والمراكز التجارية الحديثة والفعاليات الكبرى التي تقيمها العاصمة على مدار العام، من عروض موسيقية إلى بطولات رياضية ومعارض فنية وثقافية. وقد أسهم هذا الحراك الضخم في تنشيط الاقتصاد السياحي وخلق آلاف فرص العمل، إلى جانب تعزيز جودة الحياة لسكان المدينة وزوارها، ليتحول الاستثمار في السياحة إلى أحد محركات النمو المستدام وفق مستهدفات رؤية 2030. إن قضاء الإجازة في الرياض اليوم لم يعد مجرد خيار، بل تجربة متكاملة تعكس روح السعودية الجديدة؛ مدينة آمنة، متطورة، ثرية بالمغامرات والمعرفة، تجمع العائلة وتغري الفرد، وتفتح ذراعيها لكل زائر يبحث عن وجهة تحمل معنى وتقدم محتوى وتترك أثرًا لا ينسى. وفي كل مرة تغادر فيها الرياض، تكتشف أنها مدينة لا تودع أحدًا… لأنها ببساطة مدينة تدعوك دائمًا للعودة.
0






