المحلية

إلغاء أوبريت الجنادرية… الأبعاد والمضامين

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]إلغاء أوبريت الجنادرية… الأبعاد والمضامين…؟[/COLOR] [COLOR=blue]بقلم: مصطفى قطبي[/COLOR][/ALIGN]

أفادت وكالة الأنباء السعودية أن الملك عبد الله بن عبد العزيز أمر بإلغاء الأوبريت الغنائي في مهرجان الجنادرية الذي يبدأ فعالياته الأربعاء المقبل. ووفقاً للمصدر الرسمي أن الملك أمر بإلغاء الأوبريت الغنائي تضامناً ووقوفاً مع الأشقاء من الشعب السوري، وما يحدث من سفك لدماء الأبرياء وترويع للآمنين، إضافة إلى ما حدث في مصر الشقيقة من أحداث أدت إلى وفاة العديد من الأبرياء. كما أشارت الوكالة الرسمية إلى ‘ما جرى ويجري في اليمن وليبيا الشقيقتين من أحداث مؤسفة ذهب ضحيتها العديد من الأبرياء، وما مرت به تونس الشقيقة من أحداث مؤلمة’.

ونحن في “[COLOR=crimson]صحيفة مكة الالكترونية[/COLOR]” لم يكن إعلان إلغاء مهرجان الجنادرية مفاجئة لنا، بل مفاجأة لمن لا يعرفون شخصية الملك عبد الله بن عبد العزيز عن قرب، الملك الإنسان، الذي يدرك بحسه العربي الإسلامي الأصيل، حجم مسؤوليته العظمى ليس فقط في حماية أبناء بلده، بل حماية أبناء كل الشعوب العربية والإسلامية.

أنا لم أتعود أن أورط نفسي وقلمي في مديح… حتى حين يكون المديح حقاً للممدوح، وواجباً على المادح، بيد أن موقف الملك عبد الله بإلغاءه للأوبريت الغنائي، في هذه الظروف الحالكة التي تعيشها أمتنا العربية والإسلامية، ومدى الدمار الذي تشهده عدة دول من عنف وتقتيل وتعذيب وتمثيل بالجثث… فقد كان لقراره الصدى الطيب الذي نزل برداً وسلاماً، وعافية وكرامة على جميع قلوب الأحرار، لا من العرب والمسلمين وحدهم… بل من جميع الراشدين من بني الإنسان.

فالسعودية في تاريخها الطويل لها مواقف مشرفة وجهود مشكورة في تعاونها مع الأقطار العربية والإسلامية منذ أزمان سحيقة. فالملك بقراره الحكيم إنما يبعث برسائل ومضامين تلتقي جميعها عند هدف تعميق الالتزام بمبادىء الإسلام الحنيف اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً وجعله هو المهيمن والحكم والمقياس والمرجع، وهذا ما يلمسه كل مواطن عربي، بحيث أن الملك يعطي القدوة ويستنصر المستضعفين في الأرض، انطلاقاً من العقيدة الإسلامية مصدر قوة هذه الأمة ومعراج رقيّها ومبعث كرامتها من أجل أن تحافظ على موقعها المتميز، وتملي إرادتها بالحق على الباغين والظالمين والطغاة.
فأبعاد ومضامين ومنطلقات إلغاء أوبريت الجنادرية، تتفق كلياً مع التزام العقيدة والسلوك والتعامل بالعدل، فكثير من شعوب الأرض المسلمة تقتدي بعلماء وحكام السعودية في أفعالهم وممارساتهم. والأمم الأخرى تتعرف على الإسلام من خلالهم.

فقد قال كعب الأحبار: ‘مثل الإسلام والسلطان والناس مثل الفسطاط والعمود والأطناب والأوتاد’ فالفسطاط الإسلام والعمود السلطان والأطناب والأوتاد الناس ولا يصلح بعضها إلا ببعض’.
والناس تبع لإمامهم في الخير والشر والناس على دين ملوكهم. قال أبو حازم الأعرج: ‘الإمام سوق فما نفق عنده جلب إليه’.

وفي هذا العصر قيض الله لأبناء السعودية قائداً واعياً من أنفسهم هو الملك عبد الله بن عبد العزيز، وفي عهده تعيش البلاد رفاهية النهضة الحديثة المباركة، وإنها لأمانة الله في يد أبنائه وأحفاده العاملين الساهرين الإيقاظ، وحكومتها قادرة واعية، أواصرها موثوقة، ووشائج قرباها بطمأنينة الإيمان منوطة، ووحدة ساساتها قائمة، وأعمالهم الحضارية الماجدة متواصلة، يواصلون شد العرى وتوثيق الأواصر، فهم جنود أبطال بواسل، مسيرتهم خالدة تحت علم(لا إله إلا الله محمد رسول الله).

إنّ الذي يدفع بالسعودية لتوثيق عراها بالعالم الإسلامي أمور كثيرة، فهو أوّلاً تنفيذ لأمر الله الوارد في قوله تعالى: ‘وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان’ وهو ثانياً وفاء الجزء لكلّه وارتباط الأخ بأخيه في الأسرة الإسلامية كما يقول الله تعالى: ‘إنما المؤمنون إخوة’ وكما يقول الرسول صلى الله عليه وسلّم: ( المسلم أخو المسلم)، (مثل المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى).

والواجب يحتم على السعودية أن تشرك غيرها معها في هذه المكاسب العظيمة كما يقول الحديث الشريف (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).

إن السعودية تحس أنّ في قوة البلاد الإسلامية قوة لها تمكنها من الحفاظ على مكاسبها، والوقوف أمام مؤامرات الأعداء، والحديث الشريف يقول: ‘المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً’ ويقول: ‘يد الله مع الجماعة’. كما أنّ موقعها الجغرافي يفرض عليها أن تمد يد المعونة لكل الدول الإسلامية.

فالإسلام يحرم على المسلم أن يترك أخاه يشقى ثم يقف منه موقفاً سلبياً كما يقول الحديث الشريف: (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم).
إنّ السعودية حين تدعو إلى هذا التعاون وتبذل جهدها الصادق فيه إنّما تصدر عن سياسة حكيمة وإيمان بواجبها في هذه الفترة الحرجة من التاريخ المعاصر، مع احتفاظها بشخصيتها المستقلة وكرامتها التي جاهدت من أجلها جهاداً عنيفاً. تحقيقاً لقوله تعالى: ‘ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين’.

إنّ العمل في مجال لا يتنافى مع مجال آخر إذا خلصت النية ووضح الهدف وكان من ورائه الخير للعرب والمسلمين. والإيمان بذلك كله لا يتعارض مع بعضه، ولا يتصادم وإنّما هي حلقات في سلسلة واحدة، والواقع أنّ المسلمين في العالم كلّه يدينون للسعودية بالحب والاحترام لأنّهم قاموا بجهود جبارة لنشر الدين وتوصيل الحضارة الانسانية الرفيعة إلى العالم أجمع، والحديث الشريف يقول: (حب العرب إيمان وبغضهم نفاق) فوحدة الصف العربي وقوته قوة للمسلمين جميعاً.
والتعاون مع المسلمين لابد أن يكون نابعاً من واقعنا نحن وينفذ بوسيلتنا نحن المسلمين وليس من وحي الأجانب ولا بطرقهم المعروفة بخبثها فإن تعاونا بهذا الشكل الأخير لا يكون تعاوناً على البر والتقوى ولكنه تعاون على الإثم والعدوان.

ونعود في “[COLOR=crimson]صحيفة مكة الالكترونية[/COLOR]” ونؤكد، أن خادم الحرمين الشريفين حينما قرر إلغاء أوبريت الجنادرية، فقد كان مصيباً في قراره، لأنه يستشعر معاناة الشعوب العربية والإسلامية، ويستشعر أيضاً بجانب الشرف الكبير الذي وهبه الله إياه بحماية ورعاية وعمارة المسجدين العظيمين (المسجد الحرام والمسجد النبوي) يستشعر ما يترتب على هذا الشرف الكبير في مبناه العظيم وفي معناه من تبعات ومسؤوليات، لا ينهض بها إلا من أيده الله بمدد من عنده وأفاض عليه من النعم ما يستطيع به تنفيذ كل ما تفيض به عواطفه المتأججة نحو أعظم مسجدين يحبهما الله في هذا الكون، وفي الوقت ذاته يتطلع حفظه الله إلى اليوم الذي يتحقق فيه تطهير المسجد الأقصى المبارك من دنس المحتلين الصهاينة، فما زال بر خادم الحرمين الشريفين ورعايته لثالث الحرمين ومسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ودفاعه عنه موصولاً (والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً).

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أحسن الملك صنعا عندما ألغى مهرجان الجنادرية وعنده أجر كثير. وربنا يحفظ السعودية

  2. القرارات الحاسمة والحازمة والحكيمة يتخذها الرجال الحكاء أمثال الملك عبد الله. ولن تنس الشعوب المكلومة أيادي الملك البيضاء ولا أفضاله عليهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com