المحلية

بالسم الهاري

[RIGHT][COLOR=#FF0017]بالسم الهاري !![/COLOR] أحمد سعيد مصلح[/RIGHT] [JUSTIFY]كنا فيما مضى من أزمان حينما نغضب من شخص أو نمازحه نقول له (عساك بالسم الهاري).. لأننا نسمع بالسم ولا نراه ونظنه ضرباً من ضروب الخيال – ولكن حكاية (السم الهاري) هذه أصبحت اليوم حقيقة ماثلة للعيان – نتناوله ضمن الطعام ونشربه مع الماء ونتناوله كدواء وعلاج والجناة ومرتكبي هذه الجريمة ليسوا أعداء لنا حتى يبادروا إلى تصفية الحسابات معنا بهذه الطريقة .. بل هم شركات ومصانع عالمية ومحلية تنتج هذه السموم لتقدمها إلينا على هيئة أدوية ومأكولات وغيرها وتقول لنا (تناولوه بالهنا والشفا) – ومن يتابع ما يحدث والإعلانات التي تصدر بحظرها يدرك هذه الحقيقة المؤلمة التي جعلت كل حياتنا ومستقبلنا ومستقبل أبناءنا وأجسادنا مكدسة بالسموم ويتهددنا المرض والشيخوخة المبكرين والموت والأعمار بيد الله عز وجل! .

يظل الواحد فينا يتناول الأدوية المسموح بها من قبل الجهات الصحية – والتي يصفها الطبيب المعالج وتباع هذه الأدوية علانية – ومما يشجعنا على تناولها أكثر تلك الدعاية الرنانة عن الدواء التي تؤكد لنا بما لايدع مجال للشك بأنه علاج للأسقام والأمراض المستعصية وتلك الوصفات الطبية وبكل اللغات الحية والميتة التي تثنى على العلاج وتصفه بأنه فعال وسحري لعلاج كافة الأمراض السارية والجارية – وانه يشفي السقيم – ويحول كبار السن إلى شباب والشباب إلى صبية والصبية إلى أطفال رضع لأنه يحتوى على مواد سحرية لها مفعول قوي في علاج الأمراض وزيادة نشاط الجسم وأنه قبل السماح به تم تجربته على (فئران التجارب الطبية ) والتي سرعان ما تحولت إلى (أرانب سباق ) جميلة بفضل هذه الأدوية وأثناء تفاعلنا مع هذا العلاج والإقبال عليه بشراهة يشعر المرء منا إذا كان شاباً يافعاً أنه قد أصبح شيخاً هرماً – والطفل بدأ وكأنما هو في الأربعين من عمره وقد تساقطت أسنان مستخدمه وبدا وجهه شاحباً داكن اللون لتأتينا بعد ذلك الطامة الكبرى بصدور إعلان يقضي بحظر تناول هذا الدواء ويطلب منا إيقاف إستعماله لخطورته على الصحة العامة ومصادرته من الأسواق فوراً لأنه يحتوى على مواد ضارة تصيب المريض بالسرطان ومرض الشمرمر والصرع والجدري إلخ .. وهكذا تحول من دواء إلى داء !! ونفس الحكاية تنطبق على بعض المواد الغذائية المنتشرة في أسواقنا والتي تحاط بهالة إعلانية ضخمة تؤكد إحتوائها على فيتامينات وبروتينات إذا تناولها الهزيل تحول إلى أقوى ملاكم في العالم – وأن وجبة واحدة منه كافية لأن يصبح الواحد فينا بطلاً في المصارعة الحرة وسينافس (جون سينا) وبعد فترة من الوقت نتفاجأ بمنع هذه المواد الغذائية من أسواقنا وصدور بيان يؤكد على أن هذه المواد الغذائية تحتوي على شوائب قاتلة وأنها تصيب متناولها بالخرف والزهايمر والقرع والعمى والقرف !! ولاننسى حكاية المياه الصحية التي نشربها كل يوم ويتم تصنيعها في مصانع معروفة ومصرح لها رسمياً ثم يتم منعها وسحبها من الأسواق لثبوت إحتوائها على مواد ضارة .. ونفس الوقت تتسابق السيدات الباحثات عن الجمال والنضارة بحثاً عن مواد التجميل التي تتكدس بها أسواقنا وتحاط بهالة دعائية كبيرة تؤكد بأن إستخدامها يحول المرأة إلى (سندريلا) ثم بعد فترة تفاجأ ضحاياها من السيدات أنهن تحولن إلى (غوريلا ) قبل أن يتم سحبها من الأسواق نتيجة إحتوائها على مواد إستخدمها هتلر أثناء معاركه !! .

على من تقع مسئولية وجود هذه السموم القاتلة في أسواقنا وما الذنب الذي جناه المستهلك حتى تتم معاقبته وإلحاق أفدح الضرر البدني والصحي به عن طريق هذه المواد الضارة – اليس هذا تخاذلاً من الجهات الرسمية المناط بها حماية المستهلك والحرص على سلامته – ثم بكل سهولة يتم حظر ومصادرة وإتلاف هذه المواد والأدوية والمشروبات وكأن شيئاً لم يكن – وأن هناك مئات الآلاف من ضحايا هذه السلع والأدوية ومن يعوضهم عن الأضرار التي لحقت بهم هذا عدا من أصبحوا في عداد الأموات نتيجة تناولهم لهذه الأدوية والمأكولات والمشروبات !! ..
إن الحل ياسادة ياكرام يتطلب قيام الجهات الرسمية المختصة سواءً أكانت وزارة الصحة او هيئة الدواء والغذاء أو وزارة التجارة والصناعة بإلزام الجهات المنتجة لهذه المواد بتعويض المتضررين من إستخدامها وعلاجهم من الأضرار التي لحقت بهم. على حساب هذه الشركات والمصانع . وعدم تسويق أي سلعة أو دواء مالم يخضع لكشف عميق للتأكد من سلامته. حتى لاتصبح بلادنا مرتعاً لنفايات السلع والأدوية ونصبح نحن (فئران تجارب) .[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com