وقبل أيام تلقيت رسالة نصية على هاتفي النقال من إحدى الشركات الغير معروفة تزف لي البشري السارة بإمكانية حصولي على قرض أو سيارة أو أي شئ أحتاجه منهم دون أي شروط أو حتى كفيل وبنسبة عمولة ضئيلة للغاية وهنا دفعني فضولي وحسي الصحفي بأن (أهرول هرولة) نحو مقر الشركة كي أقف على حقيقة الأمر – وماهي حكاية هذا القرض أو السيارة أو الأثاث الذي تقدمه الشركة لعملائها بدون قيد أو شرط أو كفيل أو تحويل راتب أو يحزنون وكلنا يدرك بأن الحصول على قرض في هذه الأيام أصعب من حصوله على لبن العصافير وبيض العنقاء – وأثناء توجهي إلى الشركة كانت (الهواجس) تدور في عقلي – فتارة أقول ربما أن صاحب الشركة فاعل خير أراد بهذا العرض تقديم مساعدات لمن يحتاج من أبناء السبيل – وتارة أقول ربما يكون السبب في تقديم هذا العرض (الآخر حلاوة) يعود إلى الركود أو تصفية أعمال الشركة أو المنافسة إلخ هذه التخيلات.
وصلت إلى مقر الشركة فإستقبلني أحد الاخوة الوافدين من الذين يرتدون أطول(كرافتة) في التاريخ المعاصر بحيث يصل طولها إلى مترين أو أكثر وكانت هذه(الكرافتة) تبدو وكأنما هي ذيل (ماعز) وبعد أن رحب بي أجمل ترحيب بدأ في شرح العرض المذهل.. وإذ بي أمام مفاجأة أكثر ذهولاً من جراء المتناقضات التي ذكرها فهو قد إشترط لكي أحصل على هذا القرض المبارك بأن أحضر كفيلين ملزمين(غارمين) على أن يكونا من موظفي الدولة وكذا مجموعة من المعرفين وشهادة من البنك الذي أتعامل معه إضافة إلى دفتر شيكات مصدق من البنك وخارطة( كروكي) بعنوان منزلي وشهادة من العمدة وهنا أضطررت إلى مقاطعته على الفور خشية من أن يتمادي في شروطه فيطلب مني إحضار شهادة من الجيران والخادمة والسائق والبقال الذي أتعامل معه – يعني بصراحة أن الإعلان الذي وصلني منهم في واد وشروطهم في واد آخر !
ولعل مما يؤسف له في هذا السياق هو جملة الأكاذيب والخدع التي تحتويها معظم الإعلانات التجارية والدعائية والتسويقية فمن يقرأ بعض هذه الإعلانات يستغرب مما تحتويه من عبارات رنانة وتسهيلات لجلب الزبائن ثم مايلبث أن يكتشف كونها مجرد أكذوبة من أكاذيب (خبلاء) الدعاية والإعلان والتسويق الذين يجعلون من الحبة قبة ومن البحر طحين !
حبذا لو تكرمت وزارة التجارة والصناعة والجهات الاخرى ذات العلاقة بالإعلانات بوضع ضوابط منظمة ومشددة لسوق الدعاية والإعلان لدينا بحيث لايتحول إلى سوق للدجل والإحتيال .[/JUSTIFY]