الثقافية

سماحة مفتي عام المملكة .. جائزة نايف للسنة النبوية تحقق الأمل والدعم والغاية

الرياض/

أثنى [COLOR=crimson]سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء [/COLOR]على جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة في دورتها الرابعة وجائزة الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود التقديرية لخدمة السنة النبوية وعلومها في دورتها الثانية .

وقال بمناسبة الحفل الختامي للجائزة غدا الأربعاء ( إنه لمن واسع فضل الله وعميم إحسانه علينا وعلى هذه البلاد أن أعزنا بالإسلام وجعلنا خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وأن جعل هذه البلاد المباركة قبلة المسلمين وحاضنة لمسجد نبيه صلى الله عليه وسلم لتكون الدولة الوحيدة في العالم التي تتمتع بهذه الخصوصية ).

وأضاف : هيأ الله سبحانه وتعالى لهذه البلاد رجالاً يهتمون بخدمة الإسلام ويبذلون جهدهم في إحياء سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم والمحافظة عليها، وبذل كل غال ونفيس في سبيل نشرها والاهتداء بنورها، والدفاع عنها مدركين ما للسنة النبوية من مكانة عظيمة في نفوس المسلمين وما عرف لديهم من لزوم اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في كل شأن من شؤون حياتهم .

وتابع قائلا : فالسنة النبوية أحد الوحيين، قال تعالى (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)، وهي المصدر الثاني للشريعة الإسلامية، وهي المكمل لكتاب الله تعالى، الشارح له، المبين لمجمله، المقيد لمطلقه، المخصص لعامه إلى غير ذلك من أوجه البيان، قال تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون). . فسنة النبي صلى الله عليه وسلم واجبة الإتباع كالقرآن، قال تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب) .

وأشار سماحته إلى أن جمع السنة النبوية وتدوينها مر بمراحل وفترات زمنية مختلفة إلى أن استقر أمر التدوين في عصر الأئمة البخاري، ومسلم وغيرهما من أصحاب السنن مشيرا إلى أنه خلال هذه الفترة من جمع السنة النبوية كانت الروايات الحديثية يتم فحصها ونقد متونها، كما كان يتم التحقق من عدالة رجالها، وصحة أسانيدها ، فانبثقت خلال هذه الفترة عدد من العلوم المتعلقة بالسنة النبوية، منها ما يتعلق بروايتها، ونقد رجالها، ودراسة أسانيدها، ومنها ما يتعلق بنقد متونها، ومنها ما يتعلق بعلاقة السنة بالقرآن الكريم من حيث البيان، والنسخ، والتقييد، والتخصيص، وأنواع السنة، وغير ذلك من الموضوعات .

وقال // أصبحت دراسة هذه العلوم والإلمام بها أمراً ضرورياً لكل من يشتغل بالسنة النبوية دراسة واستنباطاً وتدريساً ، وترعرعت هذه العلوم ونضجت عبر السنين بل القرون على أيدي علماء وأئمة تفرغوا لتأصيلها، وتحقيقها، وتدريسها وتأليف الكتب حولها ، فزخرت المكتبة الإسلامية بالآلاف من الكتب والتأليفات في العصور الماضية في مختلف علوم السنة النبوية رواية ودراية ، فكانت هذه العلوم وتحقيق الكتب المؤلفة فيها ونشرها بحاجة إلى عناية من الباحثين وطلبة العلم في المدارس والجامعات ومراكز البحث والتحقيق في وقتنا الحاضر ، وذلك ليستمر العطاء والإنتاج والبحث في هذا المجال، ولأجل العمل على نشر علوم السنة النبوية بين الأجيال الحاضرة واللاحقة من المسلمين، وكذلك الرد على الشبهات المثارة على السنة النبوية ورجالها //.
وأبرز أهمية الجائزة بقوله // كان هذا الأمر بحاجة ماسة إلى دعم وتشجيع وتقدير للمشتغلين بهذه العلوم، والعاكفين والمتفرغين لخدمتها ، فجاءت جائزة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة لتحقق هذا الأمل المنشود، والدعم المأمول، والغاية المقصودة //.
وأشار سماحته إلى أن هذه الجائزة نالت بحمد الله الدعم المالي كما نالت تكريم وتأييد معنوي أيضا من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -حفظه الله-، حيث شكلت لها هيئة عليا يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بنفسه، وتضم عضويتها نخبة كريمة من أصحاب السمو الأمراء، وعدداً من أصحاب الفضيلة العلماء المعروفين برسوخ قدمهم في مضمار العلم والتحقيق.
وألمح إلى شمول الجائزة بتوزعها إلى ثلاث جوائز شملت مجالات أخرى غير علوم السنة النبوية، فكانت جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، وجائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود التقديرية لخدمة السنة النبوية، ومسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ الحديث النبوي، إلى جانب نشاط ثقافي يندرج تحته الكثير من الفعاليات التي حققت الفائدة على المستوى الداخلي والخارجي.
وقال سماحته // يمكن أن نجمل أهمية هذه الجائزة عالمياً ومحلياً في النقاط التالية :
أولاً : أهميتها عالمياً :
– الجائزة تسهم إسهاما في حفظ السنة النبوية، ونشرها بين الناس في مختلف أنحاء العالم.
-والجائزة تساهم في رد الشبه التي يثيرها أعداء الإسلام من غير المسلمين من المستشرقين وغيرهم حول السنة النبوية والتشكيك فيها.

كما أبرزت الجائزة أمام العالم قيم الإسلام ومفاهيمه في الأمن والسلام وحماية الحقوق والعدالة والتعاون بين الناس، مما يعد خير دفاع عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وردا على الحملات الإعلامية التي سعت إلى تشويه سيرته والنيل منه.
-كما تعد الجائزة من الركائز الأساسية في التعريف بالإسلام في وقتنا المعاصر وتشجيع المعتنقين لدين الإسلام من غير المسلمين، وذلك بإظهار حقيقة نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة، وأخلاقه السمحة، والجوانب المشرقة في حياته .
ثانيا:أهميتها محلياً:
-تشجيع الدارسين والباحثين والمهتمين بالدراسات المتعلقة بالسنة النبوية وعلومها.
-إخراج التراث العلمي الإسلامي المدفون في خزانات وأرفف المكتبات، من المؤلفات المخطوطة في السيرة النبوية وعلوم السنة، وإخراجها للناس للاستفادة والاستزادة منها.
-إبراز خدمات أئمة الإسلام من المحدثين وعلماء الجرح والتعديل في حفظ السنة النبوية والاحتياط والدقة والتمحيص في نقلها، وسبر أحوال رجالها، ونقد متونها، وشرحها وبيانها، وتقعيد الأصول والقواعد الخادمة لها، وغيرها من الخدمات الجليلة التي اختصت بها أمة الإسلام، ولا يوجد لها نظير في الأمم الأخرى.
-الذب عن السنة النبوية والرد على الشبهات المثارة من قبل المبتدعة وأهل الأهواء.
-نشر السيرة الحقيقية للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم المتمثلة في الرحمة والسماحة والتيسير والرفق والشفقة، ونبذ الغلو والتشدد والتنطع في الدين.
-تشجيع الناشئة من المسلمين على حفظ السنة النبوية في صدورهم،وهذا من أسباب حفظ سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ونشرها بين الناس.
-الدعم المادي والمعنوي الكبير للعلم والعلماء والباحثين في الدراسات الإسلامية وتحقيق التراث حتى أصبحت هذه البلاد من أكبر الدول التي تدعم البحث العلمي المتخصص في الإسلام.
كما أن من أهمية هذه الجائزة ما تتميز به من الشمولية والتنوع في مجالاتها الثلاث ومشاركة جمع غفير من علماء الأمة ومفكريها.
وخلص سماحة المفتي إلى أن مسابقة نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنة النبوية وحفظها شرف كبير وأثر عظيم ودليل على صدق الرغبة في الوصول إلى الحق وإنارة طريق السالكين إليه وأن هذه الجائزة أفضل جائزة بعد جائزة مسابقة القرآن الكريم، لكون السنة النبوية التشريع الثاني بعد الكتاب الكريم الذي هو دستور المملكة العربية السعودية.
ووصفها بأنها باب من أبواب الرقي إلى تحقيق رضوان الله تعالى، وتشجيع الأمة الإسلامية على الاستزادة من علوم السنة، والاستنارة بهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com