المقالات

الحج مواقيت وسكينة

﴿يَسأَلونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُل هِيَ مَواقيتُ لِلنّاسِ وَالحَجِّ وَلَيسَ البِرُّ بِأَن تَأتُوا البُيوتَ مِن ظُهورِها وَلكِنَّ البِرَّ مَنِ اتَّقى وَأتُوا البُيوتَ مِن أَبوابِها وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ﴾ [البقرة: 189]

إذا اتبعنا نص القرآن الكريم العظيم المنزل من رب العالمين وهدي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام لن نظل أبدا ولن نندم طول ما حيينا فهو توجيه رباني ونبوي لا ينطق عن الهوا وهو فصل لكل ما قد يكون فيه إختلاف أو التباس.
هنا أمر الخالق الفرد الصمد بأن تؤتى البيوت من أبوابها وليس من ظهورها مقرونة بالحديث عن الحج والحضور من أجل الحج بشكل معلن وواضع وبأنفس مطمئنة صادق خاشة في وقار وسكينة ، متخلية عن كل أمور الدنيا فلا رفث ولا فسوق ولا حتى جدال صوننا للحج ومشاعر الحجاج ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة. الا أننا نلاحظ في الأونة الآخيرة من يتسلل إلى الحج ويتخفى عن أعين المسؤولين والقائمين على النظام الذي يخدم حجاج بيت الله ، وإذا دخل الحجاج في مناسكهم ظهر عليهم وأربك حجهم وشوش على خشوعهم وضايقهم في الزمن والمكان وكل ما هو معد للحجيج ومخطط لهم من طاقة استيعابية مكانية وجهود صحية وإسعافية وتنظيمية ، رغم أن الله عز وجل في محكم أياته يقول اتوا البيوت من أبوابها ليعلم أهل البيت من هو أتٍ فيأخذون حسابهم فما بالك بألاف المتسللين الى المشاعر بدون مراقبة للذات وإعلام للمسؤولين المنظمين للحج.

كذالك اختيارك أخي الحاج لما تحج وكيف تحج ومتى تحج ؟
هنا سأتحدث عن الآخيرة وهي متى أحج مستعيننا بالله ثم بالزمن المناسب لي بذكره للأهلة.

جو المملكة العربية السعودية غالبه صحراوي شديد الحرارة صيفا وشديد البرودة شتاء وهناك فترتي إعتدال غير أن مكة المكرمة المدينة المقدسة لا تعرف الشتاء أي ليس يأتيها أوقات شديدة البرودة كما أن أشهر الصيف فيها أشهر معدودة لذالك اختر الوقت الذي تراه مناسبا لك من ناحية الطقس والمتلائم مع وضعك في بلدك أينما كنت وكيفما كنت.

فإذا كنت من أهل المناطق الحارة تعال للحج وقت الصيف وإذا كنت من أهل المناطق الباردة أو المعتدلة تعال أيام إعتدال جو مكة المكرمة خاصة أننا في عصور جميلة وتستطيع تعرف طقس المملكة عامة ومكة المكرمة خاصة بسهولة تامة مع وجود وسائل اليوم التي تخدمك في جميع المجالات.
وقد نستعين بالحساب لمعرفة الأجواء ومن خلال الأهلة التي وردت في الآية الكريمة.

فنحن نعرف أن لدينا حساب هجري يعتمد على حركة القمر والسنة خلاله 354 يوما وحساب ميلادي يعتمد على حركة الشمس والسنة خلالها 365 يوما وربع اليوم والفارق بينهما 11 يوم وهذا جعل فريضة الحج تتغير حسب الزمن من فصول البرد الى فصول الاعتدال ونحوه وهنا عدالة ربانية ربما لا ينتبه لها الكثير. المهم هنا هو تأخر ايام الحر بمقدار 11 يوم كل عام أي خلال ثلاث سنوات يتأخر الحر شهرا تقريبا ويتقدم الحج عن أيام الحر مثلا شهرا.
فهذا العام 1446 تعامدت أشعة الشمس على الكعبة يوم الثلاثاء 27 مايو مما يعني أن مكة المكرمة في أوج الحرارة ، وهذا حسب الفارق 11 يوم وبعد ثلاث سنوات سيكون الحج في أيام ربيعية معتدلة الى حدٍ ما.

لهذا اختر وقت يناسبك للحج حسب العوامل المناخية التي تساعدك.

كما أرى هنا قطع الطريق على المتسللين ومن يقف ورآهم بحجة قلت المبلغ المالي للحج بحملات تأخذ نفس المبلغ ومسجلة لدى الجهات ذات الاختصاص وتكشف لهم عدد من جسل لديهم وتقدم خدمة عادية وأقل للحاج خلالها كاشفة الأعداد الفعلية للحجاج ومصرح لهم. ونحن نعلم أن الدولة حفظها الله قدمت وما زالت تقدم الكثير لخدمة للحاج والمعتمر ما لم تستطع أن تقدمه كبار الدول.

هؤلاء ضيوف الرحمن لابد من السهر على راحتهم وهذا ما فعلته المملكة العربية السعودية بلا منة أو مقابل. حفظ الله حجاج وزوار بيته والمملكه العربية السعودية القائمة على خدمته بكل شرف.

عبدالملك ابن عميرة الذويبي

عبدالملك محمد ابن عميرة الذويبي

باحث في علم الفلك والتقويم الزراعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى