
تحتاج بعض القضايا المتشابكة التي تمس مجتمعنا ولها تبعات جسيمة إلى معالجة متأنية وعميقة؛ فعلاقة المثقف والكاتب بالمجتمع واحترامه لعاداته القيّمة وتراثة المضيء، ودوره في عملية التنوير والتغيير والتطوير واجب وطني في عصر التقنية، كل إنسان مثقف وإن لم تكن الثقافة مهنة له, له رؤية معينة, ومستوى من المعرفة، تُمثل الثقافة قيمًا وفضائل تجرى فيها عناصر الحرية، والتسامح، واحترام العقل، وكرامة الإنسان، وتؤمن بالنقاش الراقي، والحوار الدافئ المتسم بالهدوء والعقلانية.
إن الصراع لقضايا هامشية وسطحية واللغط اللفظي حول الذات بين الكتّاب والمثقفين المنتشر في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، يوسع الهوة ويعمق الخلافات والتناقضات، ويضعف النسيج الوطني لابد لحياتنا الثقافية التنويرية؛ حتى تنمو آفاقها وتتبلور خياراتها المعاصرة، وتصبح لها تأثير في مجمل الحياة بحاجة إلى التسامح بين التيارات والتناقضات، لأن التسامح هو الأرضية الخصبة التي تنمو بها الجذور وتتشابك أغصان المجتمع وتؤرق أوراقه ويشحذ الكاتب والمثقف، عقليته الذهنية، وفكره المستنير، وإمكاناته للوصول إلى الرأي السديد والثقافة الإيجابية المناسبة للمرحلة. .
* حديث شريف عَنْ أَبِي ذَرّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كَانَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ ؟ قَالَ: ” كَانَتْ أَمْثَالا كُلَّهَا “. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: ” وَكَانَ فِيهَا : وَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ بَصِيرًا بِزَمَانِهِ، مُقْبِلا عَلَى شَأْنِهِ، حَافِظًا لِلِسَانِه، وَمَنْ حَسِبَ كَلامَهُ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ كَلامُهُ إِلا فِيمَا يَعْنِيهِ ” .

