
ديننا الصافي بالقيم السامية دين تقدمي ينبذ الجمود، ويكره التخلف، ويشجب العنف، ويحارب التطرف، ويُدين التفجير والتدمير ومصادرة الفكر، ويزخر قرآننا الكريم بآيات مكثفة, تدعو وتحث على صوت العقل, وإدمان الفكر وتحكيم المنطق والإيمان بالانفتاح، والدعوة للتعايش، ونشر ثقافة الحوار الراقي، القائم على التفاعل الإيجابي المتسامح، أخذًا وعطاءً, مع الطرف الآخر في ارتقاء مشترك, وسيادة واستقلالية دون أن ينزع طرف إلى إسقاط حق الطرف الآخر في الوجود؛ اعتسافًا وتفردًا وتطرفًا، ولكن بُلينا بفئة شيطانية لها فكرمنحرف عن الطريق المستقيم, والنهج السليم, لها أجندات ومطامع للوصول إلى سلطة دينية ودنيوية عنيفة تمارسها على الغير لا تُمثل قيمًا وآفاقا إنسانية تجرى فيها عناصر القمع وثقافة الموت وهدر كرامة الإنسان, يسودها الجمود والانحراف الفكري المتطرف المتمرد الذي عاث في الأرض فسادًا وقتلًا وتدميرًا وتهجيرًا. فديننا يدعو إلى محاربة هذا الفكر دولًا وأفرادًا متكاتفين كالقبضة القوية باسثتمار وسائل التواصل والإعلام المتنوع والمنابر المتعددة في الجامعات والمدارس والجوامع، والمناداة إلى رفض قوى الجمود والتأخر وتوعية المجتمع وتنويره وتحذيره لخلق مجتمع راقٍ. إننا بحاجه إلى عقلية ثقافية تنويرية تمتص هذه التناقضات، وإعادة توجيه الطاقة الحية التي تزخر بها تضاريس الوطن من مفكرين وعلماء في شتى المؤسسات الحكومية والخاصة.
ومضة:
“ثقافة المرء هي التي تحدد سلوكه”
أ.د عايض بن محمد الزهراني

