المحلية

“ابو راس” تدعو الى إنشاء جهاز أمني بيئي يتبع لوزارة الداخلية تحت مسمى “الأمن البيئي”

(مكة) – جدة

تطرح  الدكتورة ماجدة ابو راس رائدة العمل البيئي التجارب النموذجية  لجمعية البيئة  السعودية في اعمال الملتقى الأول للجمعيات والجهات التطوعية في مجال البيئة, بحضور ومشاركة أكثر من 40 جمعية بيئية وجهة حكومية , ومنظمات دولية معنية بالبيئة وتنظمه الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة خلال الفترة من 19 – 20 من شهر شعبان  الحالي.

وأكدت الدكتورة ماجدة ابو راس نائب رئيس مجلس إدارة جمعية البيئة السعودية على أهمية انعقاد هذا الملتقى الذي يجمع  القائمين على الشأن البيئي  في واحدة من التجمعات الأكثر أهمية في بلورة مفاهيم العمل البيئي  منوهة   بالدور الكبير  الذي يقوم به معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي  ومعالي رئيس هيئة الأرصاد وحماية البيئة الدكتور خليل الثقفي  من اجل الارتقاء بالعمل البيئي في كل صوره وتجلياته .

وقالت ان الهيئة ترسم من خلال هذا الملتقى استراتيجيات   بيئية  تتوافق ايضا مع رؤية  المملكة العربية السعودية 2030 من خلال  تبادل الآراء والتجارب البيئة , وذلك حرصاً من الهيئة لتعزيز فرص تحقيق التكامل المنشود بين الهيئة  والقطاعات  ذات الصلة بالعمل البيئي, وتطوير الشراكات ا العامة والخاصة  في مجال البيئة, فضلاً عن تفعيل دور المسؤولية الاجتماعية عبر التنسيق المباشر مع جمعيات البيئية.

وشددت الدكتورة ماجدة ابو راس على  الامن البيئي بإعتباره ركيزة اساسية ومحورية تعكس مفاهيم الحس البيئي من واقع تربيتنا ونشأتنا وتعليمنا، وهل اهتمت الإستراتيجيات والخطط والبرامج التعليمية والتربوية في كافة المستويات بتطوير هذا الحس  من اجل تحقيق ما يسمى بالامن البيئي والحفاظ على مكتسبات الوطن وحضارته  وحماية الاجيال  في المستقبل .

وشددت ماجدة ابو راس على ان  التلوث البيئي أصبح يشكل حربا حقيقية (من دون حمل السلاح)، فالغازات المنبعثة من المصانع وعوادم السيارات ورمي المخلفات وتدمير الشعاب المرجانية، وسكب النفط ومياه التوازن من السفن في عرض البحار، واستعمال المبيدات الحشرية من غير رقيب واستنزاف الموارد الطبيعية، والاعتداء على المحميات الطبيعية  يشكل  خطرا حقيقيا يواجه العالم

ولفتت الى ان جمعية البيئة السعودية طوال مسيرتها تعد الجمعية الرائدة في المنظومة البيئية  ليس في المملكة فحسب وانما على مستوى المنطقة والعالم  حيث طرحت سلسلة  من المبادارات  والغعاليات  كان من ابرزها   البرنامج الوطني للبيئة والتنمية المستدامه  بيئتي علم اخضر وطن اخضر  وهو برنامج طويل المدى  ونتج عنه    العديد من   البرامج   التي تستهدف البيئة  ومن ابرزها مدارس الحس البيئي و طرح فكرة  انشاء الشرطة البيئية
ولفتت الى ان الجمعية  تدرس حاليا  مبادرة  تتعلق بالأمن  البيئي  للمحافظة على البيئة بمختلف أوساطها، والاستفادة   من المعطيات الموجودة لدى الكثير من  القطاعات  و الأجهزة سواء البيئية أو الأمنية ، لافته الى ان جمعية البيئة السعودية  تعمل وفق خطة   البدء  مما انتهى إليه الآخرون.

ودعت  ماجدة ابو راس  الى أهمية دعم  مبادرة الامن البيئي و : “تحقيق أقصى حماية للبيئة، ومنع أي تعد عليها قبل حدوثه، ويتم هذا باتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة  وسن تشريعات وأنظمة  يعمل بها .

واشارت الى ان الامن البيئي هو “مجموعة أو جملة من السلوكيات الإيجابية، التي تؤدي إلى الحد والمنع من حدوث تأثيرات سلبية في البيئة  تسبب تلوثها، أو تدهورها أو تخريب بعض مكوناتها، مما يؤدي بالنتيجة إلى اختلال في النظام البيئي المحلي أو الإقليمي أو العالمي، وبالتالي تهديد الأمن البيئي في أحد أو كل هذه الأماكن.

واضافت نائبة رئيس جمعية البيئة السعودية  إن الأمن البيئي يرتبط بالزمان والمكان، ويشمل مساحات مختلفة من الكون (محلية وإقليمية وعالمية) وفترات زمنية مختلفة قصيرة أو متوسطة أو طويلة وفي الفترة الأخيرة تزايد الاهتمام العالمي، بمسألة الأمن البيئي، ويوجد اتفاق بين الجميع أن مسألة الأمن البيئي لا تقل أهمية عن مسألة الأمن الغذائي، أو الصحي، أو المائي، أو العسكري، والاجتماعي، والوقائي، والجنائي، وأن العلاقة متشابكة ومتبادلة بين جميع أشكال الأمن، لأن الأمن أصبح يشكل منظومة متكاملة تشمل معظم العلاقات المحلية والدولية والإقليمية .

ودعت ابو راس  الى  تطبيق مفهوم الأمن البيئي،  عن طريق  تضافر الجهود وتبادل المعلومات والاستفادة من الخبرات؛ ليصل إلى مفهوم الأمن البيئي الشامل.

وافادت ان عدد كبير من الرواد البارزين  في  علم الإجرام:اكدوا   إن للعوامل البيئية دورا كبيرا في تحديد السلوك الإجرامي للإنسان، ولذا ففهم حماية البيئة والحفاظ عليها من أهم الإجراءات الكفيلة بتحقيق أقل لمعدلات وقوع الجريمة.

واشادت الدكتورة  ماجدة ابو راس بدور المملكة  العربية السعودية  وجهودها  الحثيثة  في الحفاظ على بيئتها، كإنشاء الأجهزة المعنية وسن الأنظمة والتشريعات لهذه لأجهزة، والتوقيع على الاتفاقيات والمعاهدات الدولية والإقليمية ، وهو ما تقوم به هيئة الارصاد وحماية البيئة   وهي ولا شك   جهود ملموسة وبارزة للعيان.

ودعت  الى اهمية السعي نحو  التطبيق الفعلي لهذه الأنظمة المتعددة بين الوزارات والمؤسسات البيئية وانشاء   جهاز أمني مدرب ومتخصص في الحفاظ على البيئة بكافة أوساطها (كالأمن الوقائي والجنائي)، فجرائم البيئة قد يكون أثرها أعظم وخطرها أشد؛ إذا لم تتدخل السلطات الأمنية بالحد منها والقضاء عليها، قبل أن يشتد خطرها ويتعاظم ضررها.

ووضعت الدكتورة ماجدة ابو راس  محورين مهمين  من اجل  بيئة   نظيفة  وامنه تتلخص في
1.ضرورة إنشاء جهاز أمني بيئي يتبع لوزارة الداخلية بمسمى الأمن البيئي، يقوم بالمحافظة على البيئة وبتطوير الانظمة والتشريعات البيئية، بما يتواكب مع الوضع الراهن وبما يتوافق مع البرامج المستقبلة، وإسناد ذلك للخبراء الأمنيين بوزارة الداخلية والخبراء البيئيين في هيئة الارصاد وحماية البيئة والاستفادة من الجهات ذات العلاقة.
2.دمج الاعتبارات البيئية ضمن الخطط الأمنية لهذا الجهاز، والتي تهدف إلى الحد من انتشار الجريمة بكافة أشكالها؛ للعلاقة المباشرة والوثيقة بين النواحي السلوكية والبيئية.
3.ضرورة إدراج الاهتمام بالبيئة والحفاظ عليها من ضمن المناهج الدراسية لمختلف مراحل التعليم.

واوضحت الدكتورة ماجدة ابو راس  ان في المملكة  جمعيات ومؤسسات وقطاعات  لحماية البيئة ولكنها تحتاج إلى مشاركة اجتماعية ومؤسساتية لإنجاز واجباتها وأدوارها، نتيجة لارتفاع معدلات التلوث في مدننا الرئيسة.

وقالت اننا نحتاج  الى  التحرك عاجلاً  بصورة عاجلة  عن طريق وضع إستراتيجية بيئية واضحة وتعمل لمدد متوسطة وبعيدة، وبرامج تعالج الحاضر وتقلل من آثار القادم في المستقبل، وتوضح طبيعة المشاركة الاجتماعية،

ودعت ابو راس الى تبني  مراجعة بيئية إستراتيجية ، لتصحيح المسار البيئي بكافة  مجالاته  وان هذه الاستراتيجية  تحتاج الى   إرادة وإدارة ودعم مادي ومعنوي كبير، كما أننا لا نستطيع أن نفعّل تلك الأدوار ما لم نتحسس أهمية الدور البيئي في حياتنا والذي تعالجه إستراتيجية بيئية واقعية مفصلة واضحة مبسطة وصارمة تُعُد من قبل محترفين مهنيين، مدعومة بقوانين وأنظمة وتعليمات تعالج الأمن البيئي الذي نحن في أمس الحاجة إليه.

واختتمت ماجدة ابو راس حديثها الى ان جمعية البيئة السعودية تبنت مئات  من  البرامج التي تخدم المجال البيئيي ونفذت برامج توعوية دؤوبة في مجال انشطتها  من اجل وجود جيلا مثقفا بيئيا في اروقة الجامعات وطلاب المدارس ليكون المجتمع في أحسن حالات الوعي البيئي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى