
(مكة) – عبدالله الزهراني
تتباهى معظم دول العالم فيما بينها بأعداد المثقفين لديها وعشاق الكتب والمعارض الثقافية المتعددة، وجدة إحدى أبرز هذه المدن التي تهتم بالكتاب وعشاق الفكر والثقافة والأدب.
وعلى الرغم من تنظيمها العديد من المعارض المميزة للكتاب، إلا أنّ مدينة المعرفة والعلوم باتت محرومة من المنافسة الدولية.
حيث كشف رئيس لجنة المعارض العربية والدولية باتحاد الناشرين العرب الدكتور محمد المعالج.، في حوار خاص مع صحيفة “مكة” الإلكترونية، عن أن اتحاد الناشرين العرب استثنى معرض جدة من قائمة المعارض الدولية للكتاب.
وأوضح “في الدورة الأخيرة للمعرض، كانت هناك مشكلة بالتنظيم، وبم يكن هناك التزام من طرف إدارة المعرض بالمواصفات المتعاهد عليها في جُل المعارض، والتي منها غياب المرافق الصحية وغياب الدعاية”.
وأضاف أن “الناشر العربي المشارك في المعرض تكبد خسائر كبيرة بسبب سوء التنظيم وسوء تقسيم الأجنحة والمداخل للمعرض، فالأجنحة التي بجوار المداخل هي التي اشتغلت، بالإضافة إلى غياب الجمهور وهو راجع لغياب الإعلان والتعريف بالمعرض”.
وأشار المعالج إلى “ارتفاع سعر أرضية المعرض والتي بلغت 200 دولار، على الرغم من تنظيم المعرض داخل خيمة، وقد عملنا اتصالات بالمنظمين في معرض جدة وأعطيناهم فرصة بعد أن وعدونا بتخفيض المبلغ بنسب قليلة للناشر العربي ولكن للأسف لم يتم الالتزام بهذا الاتفاق من طرف إدارة الحارثي المنظمة لهذا المعرض”.
وتابع الدكتور المعالج : “أيضاً هناك تذمر وتشكي كبير من الناشر العربي في هذه المشاركة حيث أن مشاركته التجارية كانت خاسرة وهذا حال جُل الناشرين العرب، وقد وصلتنا شكاوى كثيرة من اتحادات الناشرين العرب، وكان هذا القرار بأكثرية الناشرين وأغلبية الاتحادات القطرية”.
وبيّن أن “اتحاد الناشرين يعتبر معرض جدة من المعارض المهمة، ونأمل من وزارة الثقافة والإعلام السعودية أن تتبنى هذا المعرض، بالتعاون أمانة المحافظة وبالتنسيق مع اتحاد الناشرين العرب”.
وأبرز أنّ اتحاد الناشرين العرب لديه خبرة ودراية كبيرة في تنظيم المعارض الدولية ولا يتردد في تقديم المشورة للجهات العربية المختلفة التي ترغم في تنظيم معارض دولية للكتاب بما يعود بالفائدة على جميع الزوار والناشرين المشاركين فيه.
وتابع: “قلوب الناشرين العرب مع القارئ السعودي ومع محافظة جدة؛ ولكن للأسف إدارة المعرض الحالية تغلّب المصلحة التجارية على الجهة الثقافية، ونحن نفضل أن تتولى جهات حكومية تنظيم المعرض، لأنه لن يكون لها مصالح تجارية بخلاف الجهات المنظمة الخاصة التي تسعى إلى تحقيق غايات تجارية دون الثقافية”.
ولفت إلى أن 85% من الناشرين العرب رفضوا المشاركة في معرض جدة الدولي، مشترطين بذلك أن تتبناه جهة حكومية لتنظيمه، موضحًا أن الواقع الحالي يمنع معرض جدة من أن يكون الأفضل من نوعه في الشرق الأوسط.
وعن عودة المعرض إلى المنافسة الدولية، أوصى القائمين على المعرض بضرورة مراجعة آليات التنظيم ومراعاة احتياجات الناشرين من مختلف أرجاء الوطن العربي.
وحول تنظيم المعرض في أوقات امتحانات الطلاب السعوديين، بيّن الدكتور محمد المعالج، أن إدارة المعرض ممثلة بشركة الحارثي هي التي تختار التوقيت والموقع ولا علاقة لاتحاد الناشرين العرب في ذلك، مشددًا على أن الاتحاد يعنيه بالأول والأخير نجاح المعرض واستقطاب أكبر عدد من الجماهير.






