حوارات خاصة

السلمي لـ”مكة”: المحاورة الشعرية في تراجع مستمر

عشق الشعر صغيرًا ونظم أولى قصائده في عشق الوطن العربي وانتصارًا لقضاياه ومعاركه الطويلة مع الاستعمار، فكانت فلسطين الملهم الأول والمحاورة الشعرية فنه الأصيل والملعب الذي قلّما ينافسه فيه أحد.

إنه الشاعر عبدالله عيفان السلمي، البالغ من العمر 37 عامًا، والذي تحاوره صحيفة “مكة” الإلكترونية لتأخذ قراءها في جولة للتعرف على شخصيته وتجربته الشعرية والأدبية الثرية، وهواياته في الشعر والمقناص.

وفي مقدمة الحوار، يجيب الشاعر عمّا إذا كانت الموهبة وراثة عن أقاربه أم أنه تعلّمها حتى أتقنها، فيقول “نعم كان خالي شاعرًا رحمه الله، وبدأت في كتابة الشعر وعمري 15 عامًا، وكانت أول قصائدي عن القضية الفلسطينية، ومن هنا انطلقت الموهبة وبدأت”.

وأضاف السلمي “بدأت فن المحاورة الشعرية عندما كنت في سن الـ17، مع الشاعر مستور العصيمي، عام1423هـ، وكانت بداية الشعر بالنظم في مواضيع معينة ولكني غالبًا كنت أميل وأعشق شعر المحاورة”.

وعن مقومات شاعر المحاورة الناجح، قال “إجادة المعنى بحذافيره وربط أبيات الشطر الأول مع الشطر الثاني (الفتل والنقض)، واختيار اللحن الأسهل لطرحه على الصفوف بسياق أجمل والإبتعاد عن النعرات القبلية”.

وحول أجمل المحاورات الشعرية التي شارك بها في حياته، أوضح أن محاورته مع الشاعر رشيد الزلامي رحمه الله كانت الأفضل والأجمل، بالإضافة إلى بعض المحاورات الكثيرة والتي يرى أفضلها مع الشاعر الكبير ملفي المورقي.

وأشار إلى أن من أبرز الشعراء الذين شاركهم ويحب أن يشاركهم في الكثير من المناسبات، هم “مستورالعصيمي وحبيب العازمي وملفي المورقي وتركي الميزاني وصل العطياني حمود السمي وشديد الرياحي وفهد العازمي ومرهب البقمي”.

وعمّا إذا غاب الفتل والنقض عن شعر المحاورة بوقتنا الحالي، قال “لا موجود، وأنا أذكر شاعرًا لعبت معه يقول:

أنا أدور ولد عيفان والله جاب ابن عيفان

وأنا مدري يعدي الضلع ولا ما يعدييبه

ورددت عليه:

أنا أشوفك تدورني وأنا موجود بالميدان

لكن انته شفت الضلع مدري وش تسويبه

وحول أصعب بيت تعرض له السلمي، قال “كثيرة هي الأبيات الصعبة التي وجهت إليّ والحمد لله رددت عليها بكل سهولة”.

وعن مستقبل شعر المحاورة وحضوره بين فئة الشباب، أضاف أن “المحاورة في وقتنا الحالي فيها تراجع كبير عن الأعوام السابقة والشعراء الشباب أقول لهم يجب الالتزام بالآداب العامة في المحاورة وعدم النزول أو الميل للنعرات القبلية”.

وفي رأيه عن شعراء المحاورة تركي الميزاني، وسفر الدغيلبي، وسعود حبيب العازمي ، قال “إن تركي الميزاني شاعر الجماهير بلا منازع وأسأل الله له التوفيق، أما سفر الدغيلبي فهو شاعر قوي وأنا من محبي هذا الشاعر، وسعود حبيب شاعر نظم متميز وهو ملقب بالشاعر السعودي لأنه مثل المملكة في جميع الأمسيات خارج الوطن”.

وتابع “أنا أشجع الشعراء المبتدئين، ولا أجد حرجا في منافستهم ومشاركتهم في المحاورات الشعرية”، مضيفًا إنه في معظم الأوقات يردد بيتا للشاعر عبدالله زويبن رحمه الله:

من عامل الناس في سابق خطاياها

 يقعد بدارٍ خلا ما داج دايجها

وبشأن علاقته مع عالم الانترنت، قال “وسائل التوصل الاجتماعي أرى نفسي نشيطا فيها ككل، وخصوصًا سناب وتويتر”، أما فيما يتعلق بالمسابقات الشعرية بشكل عام، أوضح أنها تساهم في تنشيط الشعر سواء أكان محاورة أو نظمًا وتبرز الشعراء الجديد خصوصًا.

وقال إن من أبرز الشعراء الجدد الذين اختطفوا نظره خلال العام الجاري هو عبدالصمد السلمي.

 وحول سرقات شعر المحاورات، “أقول من يسرق الشعر فقد ارتكب خطأ ولا يسرق الشعر إلا رجل عنده نقص في شعره”، مشدّدا على أن الإقتداء بالشعر ميزة  طيبة ولكن لا تقلد الشعراء وابحث عن نفسك في أقوالك.

واختتم الشاعر السلمي، حواره برسالة إلى صحيفة “مكة” الإلكترونية، قائلًا فيها “صحيفة مكة مميزة بكل ما فيها، وأشكر الإخوان القائمين عليها، والشكر والتقدير لمعد هذا اللقاء ولطاقم صحيفة مكة الإلكترونية والله يوفق الجميع”.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى