الرياضيةحوارات خاصة

يماني: لو امتد العمر بالساعاتي لتأسس الاتحاد في العصر الحجري

بعد الجزء الأول من الحوار مع المؤرخ محمد غزالي يماني، الذي أثار جدلًا كبيرًا بين الاتحاديين والوحداويين بأحقية كل فريق منهما بلقب عمادة الأندية السعودية، تنشر صحيفة “مكة” الإلكترونية الجزء الثاني.

ويتطرق يماني، خلال هذا الجزء، إلى الحديث عن مؤلفات وكتابات الدكتور أمين الساعاتي، ويحاول أن يفند الأدلة التي ساقها أكاديميون ورياضيون ومختصون بشأن عمادة الاتحاد، والتي تعترف بها جميع الأطر الرياضية سواء المحلية منها أو الدولية.

ويصر يماني، على الرغم من اعتماد لقب العميد لنادي الاتحاد منذ سنين طويلة، على مخالفة الإجماع بالأدلة التي يسوقها في هذا الحوار.

– دكتور أمين ساعاتي سبقكم في تأكيد العمادة للاتحاد وفي مجلس كامل أزهر – يرحمه الله – وأكد له بعض الوحداويين تأسيس نادي الوحدة في عام 1366 ما تعليقكم ؟

جوابي على ذلك .. لم يثبت أمين ساعاتي بالأدلة القطعية عمادة فريق الاتحاد .. وكل ما ذكره هو كلام مرسل.. وهذا الكلام المرسل توجد الكثير من الأدلة والشواهد التاريخية تثبت عدم صحته. كما أن أمين ساعاتي يناقض نفسه مع كل كتاب جديد يصدره. فهو تحدث أن فريق الاتحاد تأسس عام 1348 وذلك في كتابه الاتحاد في التاريخ الذي أصدره عام 1382هـ، ثم رجع عن هذا القول وقال بأن الاتحاد تأسس عام 1347هـ في كتابه تاريخ الحركة الرياضية الذي صدرت الطبعة الأولى منه عام 1389هـ .

وفي عام 1436هـ ذكر أن الاتحاد تأسس عام 1346هـ وذلك في كتابه نادي الاتحاد والذي شاركه في تأليفه الباعيسى والسيد.

ولو امتد العمر بالساعاتي فسوف نجد أن الاتحاد تأسس في العهد الحجري، من يقرأ كتب الساعاتي يعرف أن هذا الرجل جاهل ولا يعرف مبادئ البحث العلمي فلم يوثق أية خبر عن البدايات.

كما أن ما ذكره عن البدايات من أخبار تتنافى مع ما ورد في جريدة صوت الحجاز التي صدر عددها الأول بتاريخ 27/11/1350هـ. فمثلا قوله: أن أول مسابقة وطنية كانت على نيشان أحمد الناظر وجرت في نهاية شوال 1351هـ وهذا غير صحيح. فأول مسابقة وطنية كانت بين فريقين من فرق مكة المكرمة وهما فريقي أهلي مكة وملايو الحجاز وجرت في شهر شعبان من عام 1350 وحضرها الأمير عبدالله الفيصل -يرحمه الله – .

كما اعتبر الساعاتي أن أول مباراة بين فريقين وطنيين في تاريخ المملكة كانت بين الاتحاد والرياضي وهذا أيضا غير صحيح. فتاريخ مباراة الاتحاد والرياضي جرت في محرم 1351 بينما في شهر ذو الحجة من عام 1350هـ جرت مباراة بين فريق الاتحاد والفلاح وكانت أول مباراة وطنية بين فريقين من جدة وجرى عليها التعليق في العدد الثاني من جريدة صوت الحجاز بتاريخ 5/12/1350هـ.

ولكن سبقها مباريات جرت بين فرق وطنية من فرق من مكة المكرمة وجرى التعليق عليها في العدد الأول من جريدة صوت الحجاز الصادر بتاريخ 27/11/1350هـ.

الساعاتي  يريد أن يمجد في الاتحاد بأي طريقة حتى لو وضع أخبار من عنده، الساعاتي كان يعتقد أن لا أحد سوف يبحث في مروياته ويكشف أنها غير صحيحة وأنها موضوعة فتمادى في وضع الأخبار.

 خذ مثلا آخر .. كتب الساعاتي أن بعد تأسيس الرياضي عام 1346هـ بأشهر قليلة .. عاد صالح سلامة من الهند حيث كان في بعثة علمية على حساب بيت زينل فدرب الفريق الرياضي. بعثة صالح سلامه إلى الهند على نفقة الشيخ محمد علي زينل رحمه الله كانت في عام 1348هـ. وهذا يعني استحالة أن يكون فريق الرياضي تأسس قبل عام 1348هـ. وعليه يكون من المستحيل أن يتأسس الاتحاد الرياضي الوطني قبل عام 1349هـ.

والدليل المادي الذي نشره الاتحاديون لإثبات أن الاتحاد الرياضي الوطني تأسس عام 1347هـ عبارة عن وثيقة موقع عليها من قبل خمس أشخاص وهم علي عماشة، الحلواني، حمزة بجو، علي دمياطي، حمزة فتيحي. يرحمهم الله وتتضمن الوثيقة أسماء اللاعبين الذين أسسوا الاتحاد عام 1347هـ (حسب زعمهم) ومن ضمنهم علي حسن عماشة.

  العماشة حينما وقع على الوثيقة كتب بجوار توقيعه حارس البحري ثم الاتحاد.. يعني أنه لعب في البحري قبل الاتحاد، ومن المعروف أن البحري تأسس عام 1349هـ، وعليه فالاتحاد تأسس بعد البحري.

الطامة الكبرى قولهم أن علي سلطان أول رئيس للإتحاد في التاريخ، الاتحاديون يقولون إن علي سلطان من أوائل الخريجين من مدرسة اللاسلكي بمكة ومدرسة اللاسلكي حينما بحثت وجدت أنها تأسست عام 1349هـ، إذا لا يمكن أن يكون الاتحاد تأسس قبل عام 1349هـ.

وعندي وثيقة رابعة تؤكد أن الاتحاد تأسس عام 1349هـ. ووثيقة خامسة أن الاتحاد تأسس عام 1349 هـ وهاتين الوثيقتين سوف أظهرهما، أما الحديث عن وثيقة الأزهر التي يدندن أمين الساعاتي وبقية الإعلام حولها فهي تفضح مدى جهلهم في الاستنباط ، الوثيقة واضحة وهي تتضمن:

1-      الوثيقة تتضمن أن نادي الوحدة تأسس عام 1366 وكان اسمه الحزب.. القول كان اسمه الحزب يدل على أن عام 1366 هو عام إطلاق اسم الوحدة على نادي الحزب إلا إذا تم إثبات أن الحزب تأسس عام 1366 مع إثبات أن فريق الحزب فريق قائم بذاته وليس امتداد لفريق آخر.

2-      كما تتضمن الوثيقة قول الشيخ ” ومنذ ذلك التاريخ أصبح اسم الفريق هو الوحدة ” وهذا يدل على أن هناك تاريخ للوحدة قبل عام 1366 ولكن لم يكن اسم الفريق الوحدة. وقد ثبت بالوثائق أن الاسم الأول للوحدة هو المختلط ثم تحول للحزب وفي عام 1366 أصبح اسمه الوحدة.

س: ولكن معلومات الدكتور أمين الساعاتي أخذها من داخل نادي الوحدة وتحديدا من رسالة  بعثها إليه محمد بن شاهين _ يرحمه الله _ كيف تفسر ذلك ؟

تأمل الرسالة التي بعثها محمد بن شاهين إلى أمين ساعاتي والتي كتب تحتها أمين ساعاتي صورة ضوئية تتضمن خطابا من لاعب الوطن وسكرتير الوحدة الأستاذ محمد بن شاهين يصحح فيها موقفه ويقول إن الوحدة تأسس في عام 1366هـ قرأت الرسالة عدة مرات وليس فيها ما ذكر الساعاتي، فليس في الرسالة ما يشير إلى:

1-      أن نادي الوحدة تأسس في عام 1366هـ.

2-      وليس فيه ما يشير إلى أن الشيخ محمد بن شاهين صحح موقفه.

الساعاتي يكذب للأسف، ونص مقال الساعاتي موجود لدي وفيه صورة رسالة بن شاهين وما كتب تحتها الساعاتي، وهذا كتابي عندك ونشرت فيه رسالة بن شاهين للساعاتي ومقال أمين الساعاتي، تزييف الساعاتي للأخبار ليس شيئا جديدا، بل من قديم عرف عنه ذلك.

وجريدة  الرائد في عام 1382هـ ذكرت ذلك عن الساعاتي. وضع أمين ساعاتي للأخبار شيء عرف عنه فليس هناك من يتأكد مما يكتبه الساعاتي ويتأكد من صحته.. خذ مثال أخير على ذلك. .. في مقال في الجزيرة ذكر بأنه هاتف زاهد قدسي رحمه الله تلفونيا في عام 1416هـ وذكًره بمقابلة له أجراها مع كامل أزهر في جريدة الرياضة عام1378هـ.. في هذه الفقرة السريعة كشف أمين ساعاتي عن جهله بالتاريخ. ووضعه للأخبار.

أولا: مقابلة زاهد قدسي مع كامل أزهر تمت في جريدة الندوة وليس في الرياضة.

ثانيا: الرياضة صدرت لأول مرة عام 1380وأسسها المرحوم محمد عبدالله مليباري رحمه الله والسيد فؤاد عبدالحميد عنقاوي أمد الله في عمره.

ثالثا: مقابلة زاهد قدسي وكامل أزهر رحمهما الله جرت في الثلث الأول من عام 1379هـ وليس في عام 1378هـ كما يزعم الساعاتي.

– أستاذ محمد غزالي أنت تتهم بعض الاتحاديين، وهم يتهمونك بالكذب والتدليس والتخريف ما ردك ؟

أولا أنا لا أتهم الاتحاديين أبدا بل أتهم بعض إعلاميي الاتحاد ومؤرخيه، الاتحاديون فيهم الكثير من أهلي وأرحامي، أفتخر  بهم وأعتز. وأناس لهم مكانة وعلم. اتهمت بالكذب والتزوير البعض من مؤرخي الاتحاد ومنهم أمين ساعاتي وعبدالله المالكي وحمد الراشد وعمر الساعاتي؛ كتبهم موجودة وهي شاهد إثبات على ما قلت.

وأنا حين أتهم .. لا أتهم أحدا جزافا .. بل أتهم البعض ولدي الدليل القطعي على ما أقول .. لذلك جميع من اتهمتهم لاذوا بالصمت ولجأوا إلى حجورهم، ولم يجرؤ أحد منهم على أن يتهمني صراحة بالكذب والتدليس والتحريف بل أنا من وصفتهم بذلك.

ولو تجرأ أحد واتهمني بالكذب والتحريف لأقمت عليه دعوى، الوحيد الذي تجرأ على ذكر اسمي هو عدنان جستنيه وقد وكلت المستشار مؤيد سنوسي الذي تطوع بإقامة دعوى على الجستنيه فجزاه الله كل خير.

وعموما أرد على الجبناء الذين يتهمونني بالكذب والتدليس ولا يجرؤون على ذكر اسمي صراحة، أنا لست معاصرا للبدايات .. بل أنا ناقل، ومن استشهدت بهم رجال يعتد بهم مثل الشيخ إبراهيم خفاجي وعبدالله كعكي وعبدالوهاب صبان. وهم رجال أشهر من نار على علم. وفد نشرت شهاداتهم وهم جميعا على قيد الحياة .. وإن توفي منهم البعض بعد نشر شهاداتهم فعليهم رحمة الله.

وبقية الشهادات من الصحف.

وأنا لا أقبل شهادة وردت في صحيفة إلا بعد أن أتأكد من مصداقية صاحبها.

س: ما علاقة المنهج العلمي في موضوع العمادة؟

مهم جدا.. فأنت تكتب عن تاريخ لم تعاصره .. وجميع من عاصروه انتقلوا إلى رحمة الله .. لهذا فيجب على الباحث أن يعرف:

1-      مبادئ البحث العلمي.

2-      طرق جمع المعلومات والأدلة.

3-      شروط قبول الرواية.

4-      كيفية المفاضلة بين الرجال عندما تختلف الروايات.

5-      تصنيف وتبويب وفهرسة المعلومات التي جمعها.

6-      كيفية تحليل البدايات وهذا جمعها واستنباط ما تتضمنه سواء باستخدام طريقة الاستنباط أو الاستقراء أو كليهما.

7-      وغيرها من الشروط.

أنا لم أعش فترة البدايات وهذا لا يعني أنه ليس لي الحق في البحث فيه طالما هناك تاريخ مدون ومعاصر لتلك الفترة وموجود في الصحف. السنة النبوية كتبت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله بأكثر من قرن.

وكذلك السيرة النبوية الشريفة كتبت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله بأكثر من قرن. وهذا لم يمنع العلماء من تدوين السنة النبوية وكذلك السيرة بحجة أنهم لم يكونوا من معاصري فترة النبوة أو فترة الصحابة. وعندما

 أرادوا تدوين السنة النبوية والسيرة الشريفة قاموا أول شيء بوضع ضوابط عمن تقبل الرواية، فاشترطوا شروطا عدة ومنها اتصال السند وعدالة الراوي وضبطه .. إلخ. عدالة الراوي وضبطه شرطان ضروريان في قبول رواية أي راوٍ. للأسف.. مؤرخو الاتحاد الذين قرأت لهم (وأنا لم أقرأ للجميع ) رواياتهم كلام مرسل بل سند أو توثيق.

وأحيانا يستشهدون ببعض المعاصرين الذين لا تتوفر فيهم شروط العدالة والضبط في آن واحد. والمقصود بالعدالة .. أن الراوي لا يعرف عنه الكذب أو وضع الأخبار. والمقصود بالضبط: أن الراوي لا تختلف روايته لحدث معين من فترة لفترة.

والضبط  نوعان، ضبط صدر وهذا يشترط في الراوي قوة الحفظ بحيث إذا تحدث عن حدث ثم أتى بعد فترة ومهما طالت لا تتغير روايته. أو ضبط كتاب .. ويعني أن الراوي يكتب الأحداث .. ومن الكتاب يتحدث. والكتب التي قرأتها لبعض مؤرخي الاتحاد مليئة بالموضوعات وظاهر فيها أثر الميول على الكاتب.فهو يختلق أخبار. أو يتجاهل ذكر أخبار .

س: ما رأيك أستاذ محمد فيما كتبه أمين ساعاتي ؟

أمين ساعاتي ينطبق عليه المثل العربي ” إذا خلى لك الجوي فبيضي وصفري” أمين ساعاتي لم يجد من يتصدى له ويقرأ كتبه ويرد عليها. لذلك قال في التاريخ حسب ميوله وهواه، فهو لم يجد من يتصدى له ويثبت عدم صحة ما كتب عن التاريخ. ومن أتى من بعده من أصحاب الميول الاتحادية كانوا ينقلون عنه وغالبا من غير إشارة أو وضع علامات الاقتباس بسبب جهلهم بأهمية علامات الاقتباس والتوثيق.

وهناك الإمعات بين الصحافيين يكتبون كل ما يكتب الساعاتي من غير تفكير أو انتقاد لما كتب الساعاتي بهدف التأكد من صدق ما كتب. لذا ركب أمين ساعاتي الخيلاء واعتبر نفسه أنه الوحيد الذي له الحق في كتابة التاريخ الرياضي. جريدة عكاظ وأعتقد في عام 1431 أجرت مقابلتين مع محمد رمضان وعبدالله الكعكي وكلاهما في المقابلة ذكرا بأن الوحدة تأسس قبل الاتحاد.

فثار الساعاتي وكتب مقال نشر في حلقتين في جريدة الجزيرة في شهر رمضان المبارك من عام 1431هـ اتهم فيها الرمضان بالكذب وقال بأنه لوث تاريخه الرياضي بكذبة، وعن الكعكي أستنكر عليه أن يتحدث عن التاريخ الرياضي فهو لاعب وحكما وليس مؤرخا. وهذا  أمر يدعوا للدهشة !! فالكعكي  فقط تحدث عن تاريخ عاصره وروى أحداثا عاشها ومن حقه ذلك. (وإن أخطأ في ذكر تاريخ بعض الأحداث وهذا شيء يغفر للرجل بسبب سنه ) ولكنه ذكر أحداث فعلا وقعت والتاريخ المدون يشهد له بذلك. وقد تناولت ما كتبه أمين ساعاتي في الجزيرة عام 1431 وقمت بالرد عليه في كتابي عن الوحدة واحتجت إلى ما يقارب تسعين صفحة: لأرد عليه وأثبت عدم صحة ما ذكر. الساعاتي للأسف يقول ما لا يفعل. يطالب غيره بإتباع المنهج العلمي في حين أنه نفسه لم يتبع ذلك. وكتابي موجود لديك وموجود لدى أكثر من ألف شخصية إعلامية وأكاديمية. كما أن اتهام الساعاتي للرمضان بالكذب أغضبني، فالرمضان كان يمارس الكتابة والساعاتي كان طفلا في المرحلة الابتدائية. كما أن اتهام الرمضان بالكذب: لأنه قال الوحدة تأسست قبل الاتحاد هو في الواقع اتهام موجه لي ولجميع رجالات مكة المعاصرين أو الذين غيبهم الموت الذين يقولون بهذا القول. لهذا وصفت الساعاتي في كثير من تغريداتي (مع تقديم الدليل ) بمثل ما وصف به الساعاتي المخالف له وهو الكذب.

ومن نفس كأسه اسقيه، وبالعودة إلى الكعكي والمقابلة معه في جريدة عكاظ والتي أجراها الصحفي بدر الغانمي (الذي افتقدنا قلمه وقبلها افتقدنا حياديته ). في هذه المقابلة .. جميع الأحداث التي ذكرها الكعكي صحيحة (فقط بسبب السن لم يكن تاريخ بعضها دقيقا ) وأهمها “أنه لعب في المختلط والذي أصبح اسمه فيما بعد الوحدة ” عبارة تدل على أن الوحدة أصلها المختلط.

وكما أثار هذا المقال الساعاتي .. أثار عبدالله المالكي الذي رد على عبدالله كعكي ووصفه بعدم الأمانة وأنه كان يظلم الاتحاد واستشهد بالمباراة النهائية على كأس الملك عام 1384 بين الاتحاد والهلال وانتهت بالتعادل بهدف لهدف ..

وذكر المالكي أن الاتحاد كان متقدما بكورنر مما يعنى فوزه بالمباراة وبالتالي بالكأس حسب النظام الذي كان معمولا به للترجيح إذا انتهت المباراة بالتعادل. ولكن الكعكي اعتبر الفريقين متعادلين في عدد الكورنات التي لكل منهما وبالتالي يلجأ الفريقان لضربات الترجيح، فأضاع الاتحاد الضربات الثلاث بينما سجل الضربات الثلاث فريق الهلال وفاز بالكأس.

واتهام  المالكي للكعكي بظلم الاتحاد وتحيزه للهلال كذب. فأنا أحد الحاضرين لهذه المباراة وكنا نقوم بتسجيل عدد الكورنرات لكل فريق. والمباراة مسجلة في الإذاعة يرجعوا إليها ويحسبوا عدد الكورنرات لكل فريق. لو كان الكعكي غير نزيه لأنحاز مع الوحدة في عام 1384 حيث سجل فريق الوحدة هدف التعادل مع الهلال واحتسبه الكعكي ولم يعترض عليه لاعبو الهلال وذهبت الكرة للسنتر .. فأشار مدرب الهلال للكعكي بأن رجل الخطأ اعتبر الهدف تسللا.. فذهب إليه الكعكي وسأله.. فاتخذ قراره وهو الوحداوي وألغى الهدف. وهنا احتج الوحداويون وانسحبوا.

–        هل كانت هناك ألعاب رياضية في البدايات غير كرة القدم ؟

نعم .. والكثير من الألعاب أول مدينة في المملكة تعرف مدارسها النشاط الرياضي كانت مدينة مكة المكرمة. ففي عام 1356هـ تعاقدت مديرية المعارف لأول مرة مع مدرس واحد فقط للتربية الرياضية.

كان مدرسا وحيدا لجميع مدارس مكة وتم تخصيص حوش في أجياد مع تحديد يوم في الأسبوع لكل ثلاث مدارس أو اثنتين؛ لممارسة التمارين السويدية وبعض اللعبات، فعرفت مكة السلة والطائرة واليد والجودو والجري ومباراة السيف .. الخ.

وكان من البارزين في الألعاب المختلفة حمزة بصنوي وكامل أزهر وحامد هرساني وحمزة غلمان وحسن طفران وغيرهم يرحمهم الله.

بل في عام 1356 أو 1357 أنشئ نادي في مكة للألعاب المختلفة مثل الجودو والمصارعة.. وكل هذا مدون في صحيفتي أم القرى وصوت الحجاز. وكانت في مدينة مكة المكرمة تقام مهرجانات رياضية مدرسية يحضرها نائب الملك على الحجاز أو من ينوب عنه ويحضرها كبار رجالات الدولة وأعيان مكة ووجهائها وعلمائها وأدباؤها وغيرهم من فئات الشعب. الوحيد الذي اطلع على التاريخ المدون هو الدكتور محمد علي القدادي وهو الوحيد الذي تكلم وكتب عن النشاط الرياضي بمكة المكرمة.

– وماذا عن كتاب الدكتور هاشم سرحان في الألعاب المختلفة وتحديدا كرة الطائرة ؟

الكتاب لدي، ولكن بأمانة لم أطلع عليه بتركيز سوى اطلاع مبدئي.. ومع ذلك وجدت فيه الكثير من الحقائق التاريخية. وهو كتاب تاريخي لا يستغني عنه باحث في التاريخ مع كتب المؤرخ الدكتور محمد علي القدادي.

وقد اتبع الدكتور هاشم سرحان المنهج العلمي في تأليفه لهذا الكتاب. آمل أن يطلع عليه مؤرخو الاتحاد ليتعلموا منه المنهج العلمي عند الكتابة عن التاريخ أو عند تأليف أي كتاب .

_من يعجبك من المؤرخين الرياضيين الذين يتبعون المنهج العلمي؟

لم أجد بين من قرأت لهم من اتبع الأسلوب العلمي إلا الدكتور محمد القدادي. وبكل أمانة.. فقد استفدت من كتبه كثيرا. وهناك معلومات أوردها الدكتور القدادي وفرت لي وقتا كبيرا للبحث عنها.

ولكن أنصح المؤرخ القدير الدكتور محمد علي قدادي .. فمن يكتب التاريخ يجب أن يتأكد من صدق الرجال.. الدكتور القدادي من الذين أكرمهم الله بمميزات أخلاقية كثيرة ومنها احترام الكبير وتوقيره .. ولكن هذا لا يمنع من التأكد من عدالة وضبط الرجل قبل الرواية عنه.

وهنا أحب أن أنوه عن كتاب الدكتور محمد علي القدادي “التاريخ الرياضي في عهد الملك عبدالعزيز “، فهذا الكتاب قيم ومهم وتزداد أهميته أنه كتب عن فترة من فترات حكم المؤسس رحمه الله. إذا يجب على هيئة الرياضة طبع هذا الكتاب على نفقتها وتوزيعه على سفارات المملكة في الخارج وإهدائه للوفود الرياضية.. تخليدا لتاريخ المؤسس رحمه الله.

س: ما هو رأيك في الكتب التي أصدرها د. أمين ساعاتي مؤخرا ؟

ليت أمين ساعاتي يتوقف عن إصدار كتب .. فمع كل كتاب يصدر للساعاتي .. نجد الساعاتي يناقض نفسه وتتغير رواياته عن الأحداث. كما أن الساعاتي للأسف في كتبه الأخير تعرض لأخبار شخصية عن بعض معاصري الاتحاد حيث ذكر أن أحد معاصريه قال له أنت تكتب عن (….) فرد أمين: نعم. فقال : له لا

 لا تصدق كل ما يقوله.كما تعرض لأحد رجالات جدة وأعيانهم وقال عنه بما فيه إساءة له وعائلته. آخر كتابين لأمين ساعاتي هما نادي الاتحاد وصدر عام 1436 بمشاركة الباعيسى والسيد تضمن الكثير والكثير من الأخبار التاريخية غير الصحيحة إضافة إلى تحريفه في بعض النتائج. وآخر كتاب له وهو الاتحاد والوحدة فيه إساءة لأمين نفسه وأكتفي بهذا.

-كلمة أخيرة أستاذ محمد غزالي في هذا اللقاء الهام .

جزاك الله خيرا أستاذ عبدالرحمن والشكر والتقدير لصحيفة مكة الالكترونية وإن كانت المقابلة متأخرة جدا .. جدا.. أما الطبعة الورقية.. فأعتقد ميول مؤرخيها تمنعهم من الاهتمام بنادي مكة .. وهي المدينة التي تصدر منها الصحيفة.

وإذا لم تكن الميول السبب فهذا معناه أنه يجب أن يعاد تأهيل القائمين على الصفحة الرياضية لمعرفة أن من مسؤولية الصفحة الرياضية لأي صحيفة، هو الاهتمام في المقام الأول بقضايا أندية مدنهم وأن تكون عاملا في نشر الوعي والانتماء وبين أبناء هذه المدينة بحيث يكون تشجيعهم في المقام الأول للأندية التي تنتمي إلى مدينتهم.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى