شدَّد إمام وخطيب مسجد قباء المدير العام لمركز البيان لتدبر معاني القرآن بالمدينة المنورة الشيخ صالح عواد المغامسي، على أنه واجب ديني على كل سعودي أن يذود عن بلاده أمام الأعداء الأربعة: “إيران، وتركيا، وقطر، وجماعة الإخوان”، مشيراً إلى أن تركيا بحاجة لرجل بدل -الأرعن- “أردوغان” ليقودها للسلام، وقطر ستنجب ذات يوم رجلاً يُخرج الأتراك منها.
وشدد في لقاء مع موقع “الردع السعودي” على أنه يجب علينا أن نعلم أن التوبة والتمسك بكتاب الله وسنة نبيه ﷺ والصدق مع النفس والالتفاف حول قيادة المملكة العربية السعودية المباركة التي لها في الأعناق بيعة شرعية، ولها في القلوب محبة وفي الأعين إجلالاً، هو السبيل بعد حفظ الله لأن يدرأ عن بلادنا هؤلاء الأعداء.
ولفت إلى الإجلال والتقدير لجنودنا البواسل في الحد الجنوبي الذين قدموا أرواحهم ودماءهم وجاهدوا في الله حق جهاده ليذودوا عن هذا الوطن، هم يذودون بسنانهم، ونحن نذود على قدر حالنا بسناننا.
وأقسم: “ولو طلب منا الوطن دماءنا والله إنه أرخص شيء نقدمه إليه، وطننا ليس لنا وحدنا، وطننا المملكة العربية السعودية للمسلمين جميعاً؛ فهذا قدرنا ونحن راضون به، وراضون بولاة أمرنا معظمون لهم ومحبون ومجلّون لهم، ونعينهم على الحق وننصرهم فيه وننصحهم بالطرائق الشرعية أن أخطأوا ونحبهم ويحبوننا”.
وفي التفاصيل، قال “المغامسي”: “الردع السعودي واجب علينا بلا استثناء؛ وذلك لأن هذه الدولة كتب الله لها أن جعل فيها الحرمين الشريفين، ثم أفاء الله عليها بحكام عرفوا عظيم المسؤولية التي يتبوأونها، والتفّ الشعب حول قيادته منذ عهد المؤسس، واختار الناس مع المؤسس -رحمه الله- أن تكون راية التوحيد هي الراية التي نستظل جميعاً تحت أفيائها، وهذا الأمر جعل للسعودية من غير منازع الولاية التي تشرئب إليها أعناق المسلمين، وظهر ذلك جلياً في توافد الحجاج والعمّار والزوار نحو بيت الله ومسجد رسوله ﷺ، وصاحب ذلك نهضة تنموية شاملة امتد رواقها في جميع مناطق المملكة بلا استثناء، فعاش الناس بحمد الله في عيش رغيد يؤمون المساجد، ولهم يد طولى على العالم العربي والإسلامي، فما أن تكون هناك معضلة سياسية إلا والسعودية هي الرائد في حلها، ولا تكون هناك معضلة تنموية اجتماعية معيشية إلا والسعودية قيادةً وشعباً تتقدم العالم في إغاثة المسلمين، وذلك مع الدور الرائد لها في هيئة الأمم المتحدة، وفي جميع المنظمات الدولية والاجتماعات القارية، وحسبك أن تعلم أن قمة العشرين ستعقد هذا العام في المملكة العربية السعودية”.
وأضاف: “هذا الأمر لم يقبله البعض إما حسداً أو حقداً أو منازعة أو طلباً للكرسي نفسه والصدارة نفسها”، لافتاً إلى أن القوى المعارضة للعلو السعودي الظاهر يمكن إجمالها حالياً أربعة -إذا استثنينا العدو الأصيل كالدول المعادية أصلاً مثل دولة “إسرائيل”- والتي ينبغي للمواطن السعودي أن يعلم يقيناً أنه يجب عليه وجوباً شرعياً أن يذود عن بلاده”، مشيراً إلى أنه لن يذود عن بلاده حتى يعرف خصومها وأعداءها، ومن يحاولون أن يزعزعوا كيانها ويقوضها أمنها ويذهبوا سلطانها، وهذه القوى المعارضة والخصوم الأربعة: (دولة إيران، وهي أولى الأعداء وأكبرهم التي يناوئون السعودية سلطانها، ودخلت في الطائفية البغيضة”.
وأشار “المغامسي” إلى أن السعودية يوجد بها شيعة وسنة، وكل يأخذ قسْمه كمواطن، ولا ينكر أحد على أحد، أي أن الدولة لا تجبر أحداً على المذهب السني ولا تجبر أحداً على المذهب الشيعي، ولهذا قامت البلاد، وفي مجلس الشورى أعضاء ممن يعتنقون المذهب الشيعي باعتباره مذهباً إسلامياً معترفاً به في المملكة العربية السعودية”.
وأردف: “العدو والخصم الثاني هي دولة تركيا، ونقصد به النظام الحاكم في تركيا”، مبيناً أنه منذ أن ظهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد أن مكّن له في دولته، ووصل إلى الحكم قلب لنا ظهر المجنّ، فناصب السعودية العداء، ويحاول في كل محفل أن يزعزع كيانها عبر قضايا لا علاقة للسعودية بها، وعبر لجوئه لشذاذ الآفاق الذين نُفوا من ديارهم وبلدانهم وفيهم أصلاً خيانة لأوطانهم، فجمعهم في دولته وفتح لهم القنوات”.
وبيّن “المغامسي” عن خطط “أردوغان” في عدائه السعودية، قائلاً: “لجأ إلى أن يُبين نفسه على أنه الأولى بقيادة المسلمين ويعلم يقيناً أنه لن يتأتى له ذلك حتى يهدم سلطان هذه الدولة، وكلما نشأت بين السعودية وخصومها شيء مما يقع عادة ذهب وناصر الطرف الآخر بكل قواه، وذلك كما نراه الآن في المسألة القطرية وجماعة الإخوان المسلمين، كما تاجر أردوغان بقضية القدس متاجرة شنيعة”.
ونوّه إلى أن الأمة التركية اليوم بحاجة إلى رجل خير من هذا الأرعن -أردوغان- كي يقودها إلى السلامة والنصر والمحافل، مؤكداً أن المملكة العربية السعودية أعظم دولة سنية على الأرض، وتركيا دولة في أصلها سنية، ولو وضع “أردوغان” يده مع السعودية لأصبح الأمر أكثر ازدهاراً ونصراً للمسلمين.
وأشار “المغامسي” إلى ما قاله سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في كلمة معلنة ومتلفزة: “إنه لا خوف على العلاقة السعودية التركية مع وجود الملك سلمان ومحمد بن سلمان، ووجود رجب طيب أردوغان”، موضحاً أن هذه الكلمات لو استثمرها هذا الأرعن -أردوغان- لكانت فصل خطاب فيما نحن فيه، لكنه بكبر وتعالٍ وشيء من الحماقة أدار لها ظهره، ولم يقبلها، وظن جهلاً أنها يد ضعف، وهي في الحقيقة يد قوة وتسامح.
وشدد “المغامسي” في حديثه عن قطر -القوة المعارضة الثالثة للسعودية- على أننا على يقين بأن قطر ذات يوم ستنجب رجلاً سيُخرج الأتراك من أراضيها، مضيفاً: “القطريون هم أبناء عمومتنا، وجيران لنا، لكنهم استقطبوا الإخوان المسلمين، وهم رابع الخصوم والأعداء للسعودية”.
وأوضح: “سيد قطب -رحمه الله وغفر له وعفا عنه- أساء للمسلمين جميعاً عندما وضع شيئاً من الأصول لجماعة المسلمين يقول بالنص: “إن عليك أيها المبايع أن تخرج مما أنت فيه”، وهذا ضمنياً وإن لم يصرّح به تكفير للمسلمين، أي عليك أن تخرج من أسرتك ومن عملك ومن بيعتك الشرعية لولي أمرك، حتى تنضم إلى جماعة الإخوان المسلمين، وذلك بالطاعة العمياء والسعي إلى ما يريدون بأن يكونوا هم الحكّام”.
وواصل: “جعل الإخوان المسلمون “أردوغان” رمزاً، وأيّدته الآلة الإعلامية القطرية والمال القطري، وانضمّت إليهم إيران وهي تبغضهم”، لافتاً إلى أن “أردوغان” وجد في المال والإعلام القطري والدعم الإيراني ما يزيده عجباً بنفسه، فصدّق أكذوبة، وأراد أن يعيد بها مجد العثمانيين.
وعن العثمانيين، أوضح “المغامسي” أنه ربما عبر تاريخهم كله كانت لهم مواقف مشهودة مع خصومهم الأوروبيين في مرحلة ما من الدولة، لكنهم لم يكونوا يملكون من العلم والثقافة ما يجعلون التنمية في العالم العربي تصل إلى مبتغاها؛ بل هم من أسباب تأخر الأمة الإسلامية.
وخلص “المغامسي” إلى القول إنه من “الواجب علينا في المملكة العربية السعودية مواطنين ومقيمين، وعلى المسلمين أن يعلموا أن هذه البلاد كانت وما زالت وستبقى هي العنوان الأسمى والراية الكبرى للمسلمين جميعاً، رضي بذلك من رضي وكره ذلك من كره، وإن مكر الناس يبطله مكر الله، وإن كيدهم ما زال هذه البلاد عن قدرها سيبطله نصر الله لأوليائه وخذلانه لأعدائهم”، مشيراً إلى أن الرئيس التركي “أردوغان” عندما ناصب السعودية العداء صار يتخبط يميناً ويساراً حتى أصبح في شغل عنها، مشدداً على أن الأمة التركية تستحق رجلاً أكمل وأفهم وأقدر على أن يقودها من هذا الأرعن الذي أوردها المهالك.
0