قلوة – خمس وثلاثون عامًا قضاها خادمًا لدينه ثم مليكه ووطنه ملحقًا في سماء أغلى وطن متدرب، ثم ضابط طيار على عدد من أنواع الطائرات التدريبية والاستطلاعية والمقاتلة حاميًّا ومدافعًا عن وطنه مقاتلًا ثم موجهًا ضمن صقور الجو البواسل حظي بثقة ولاة أمره ورؤسائه تدرج في العديد من الرتب العسكرية، مثل ماحلق في سماء الكون الفسيح يحلق اليوم بمحبيه في سماء شرف خدمة الوطن طيلة تلك السنوات عبر صحيفة مكة الإلكترونية من خلال زاوية مواقف ومذكرات أمنية.
ضيف هذه الحلقة العميد الطيار المتقاعد حسن مستور الزهراني
أهلًا ومرحبًا فيك سعادة العميد..
– عرّف القراء الكرام على اسمك الكامل من خلال هويتك الوطنية، ومكان ولادتك، ونشأتك وحياة الطفولة؟
حسن مستور أحمد الهيمطي الزهراني.
– اين تلقيت تعليمك في جميع مراحلك الدراسية ؟
بمدارس قلوة الابتدائي والمتوسط والثانوي ثم التحقت بالخدمة العسكرية.
– لماذا اتجهت للسلك العسكري دون غيره من الأعمال ؟
كانت رغبة وطموح وأمنية منذ الصغر.
– لماذا اخترت الطيران الحربي تحديدًا ؟
كانت أمنيتي منذ الصغر والحمد لله تحققت.
– حدثنا عن ذكرياتك مع الطيران، والمواقف الصعبة والطريقة، وموقف لاتنساه ؟
للطيران ذكريات كثيرة وجميلة، ولكن يبقى أول تحليق لي مع مدربي فوق سماء الرياض الحبيبة أجمل الذكريات.
_ ماذا كان شعورك، وأنت تجلس بجانب مدربك لأول مرة لتتلقى التدريب على علوم الطيران ؟
كان الشعور لايوصف، رغم صعوبة الموقف، وما خالطه من رهبة كوني لازلت في بداية التدريب وأول تحليق لي، ولكن بفضل الله ثم بتوجيه المدرب وحماسي تجاوزت كل ذلك.
_
كيف كان شعورك وأنت تحلق لأول مرة فوق أغلى أرض بعد تخرجك كضابط طيار مدافعًا عن دينك ووطنك ؟
شعور الفخر، والاعتزاز ولايمكن للمرء وصفه.
– ماهي أنواع الطائرات التي تلقيت عليها التدريب ؟ وكذلك التي عملت عليها؟
على طائرات إسسنا، سترايك ماستر – جت ستريم، الهوك ثم مقاتل على التورنيدو الاستطلاعية والهجومية.
– أين قضيت خدمتك العسكرية من بعد تخرجك من الكلية حتى تقاعدك؟
بقاعدة الملك عبد العزيز الجوية ثم التحقت بقاعدة الملك خالد الجوية، ومكثت بها حتى التقاعد .
– بصفتك أحد صقور الجو لابد أنك شاركت في معارك قتالية ماهي أول معركة نلت فيها شرف المشاركة ؟
أيام حرب الخليج كنت طالب بالكلية، أما حرب عاصفة الحزم وإعادة الأمل نزلت من الطيران، وكنت أعمل بمركز العمليات بالقطاع الجنوبي وعمليات الإسناد الجوي، ولكن نلت شرف تدريب الذين شاركوا في هذه الحرب.
– وماهي آخر معركة قتالية نلت فيها ذات الشرف ؟
الحرب على الحوثي، ولكن لم أكن مشاركًا كمقاتل جوي، ولكن كنت مشاركًا من خلال مركز العمليات.
– هل هناك سن معين أو رتبة معينة يبتعد فيها الطيار عن الطيران بوجه عام، والطيران القتالي بوجه خاص ؟
ليس هناك سن معين، ولكن الحالة الصحية واللياقة البدنية للضابط الطيار هي من يحدد استطاعته على الطيران.
– ماذا تعني حركة اليد التي يقوم بها الطيار أمام وجهه أثناء استعداده للانطلاق وما الهدف منها ؟تعني أن الطيار وطائرته في أتم الاستعداد الكامل للانطلاق والتحليق.
– عايشت أحداث حرب جبل دخان وعاصفة الحزم، وإعادة الأمل.
كيف رأيت هذه الأحداث، وماذا استفدت منها ؟
كانت أحداثًا مليئة بالفخر والاعتزاز بما سطره رجال القوات المسلحة بمختلف مواقعهم ومهماتهم من قوة وشجاعة، وبسالة ورجولة ضد كل من يحاول التعدي على حدود الوطن.
– من خلال عملكم كضابط طيار في القوات المسلحة لابد من مصادفة بعض المواقف ماهي أبرز المواقف التي لازالت في ذاكرة العميد حسن ؟
حقيقة في الحرب مع اليمن، كنت داخل مركز عمليات الإسناد، وكنت وزملائي نعمل على توجيه طائرات في عملية حيه طائرات موجوده في الجو وأهداف في الأرض متحركة وسريعة، وكنّا نتعامل معها وفي تلك الأثناء زارنا مسؤول، يستفسر عن بعض الأشياء ولم أركز معه؛ كون تركيزي التام مع التعامل مع الحدث مما سبب لي بعض الإرباك، وهذا يعد من المواقف التي عالقة في الذاكرة.
– هناك اختلاف في المهام والمسؤوليات ماهي المهمة أو المسؤولية التي توليتها، ولازلت تفتخر بها حتى الآن؟
أفتخر بكل ماقدمت لوطني، وأفتخر بوجودي بمركز عمليات القطاع الجنوبي، وعمليات الإسناد الجوي، والذي بقيت فيه حتى التقاعد.
– اذكر لنا أهم ماسطره رجال القوات المسلحة من مواقف خلال الاشتباكات القتالية مع العدو من خلال مارأيته كونك أحد القادة العسكريين؟
أبطالنا سطروا أروع المواقف والتضحيات المشرفة التي يفتخر بها كل سعودي في شجاعتهم، وبسالتهم، وإقدامهم المستميت في مواجهة العدو.
– من خلال مسيرتك العملية في العديد من المناطق هناك من يقول إن العمل يختلف من منطقة لمنطقة.. هل هذا راجع للأشخاص؟ والتباين في تطبيق النظام ؟
ليس هناك فرق الوطن واحد، والنظام واحد، ولكن يبقى الفرق في الناحية النفسية.
– ماذا تعلمت من هذه السنوات الطويلة التي قضيتها في المجال العسكري بالقوات المسلحة ؟
تعلمت الكثير في المجال العسكري، والصبر، والحكمة.
– بماذا خرج العميد حسن بعد خدمته العسكرية التي تجاوزت ( 35 ) عامًا ؟
خدمة 35 سنة مابين خدمة فعلية؛ والإضافية خرجت منها بشرف خدمة ديني ثم مليكي ووطني ومعرفة زملاء سأبقى أفتخر بهم مدى الحياة، وكذلك محبة الناس.
–ماذا يقول العميد حسن عن النقد الإعلامي الهادف البنّاء الذي يتم من خلال إصلاح القصور فيما يقدم للوطن والمواطن من خدمات ؟
أنا مع النقد الهادف البنّاء الذي يصب في مصلحة الوطن، والمواطن، ويحقق المصلحة العامة.
– كيف برنامجك اليومي بعد سنوات من العطاء قضيتها في خدمة الدين ثم المليك والوطن ؟
التواصل مع الأهل والاقارب، والأصدقاء، وكل من قصرنا معه في التواصل طيلة هذه السنين لظروفنا العملية،
وكذلك مزاولة بعض الرياضات والهوايات.
– ماذا تريد أن تقول لزملائك الأبطال المرابطين على حدود الوطن الذين كنت من ضمنهم في الذود عن حياضه وحماية مقدراته؟
أقول أنتم رجال الوطن، وحماته قلوبنا معكم الله يوفقكم، ويعينكم ويثبتكم وينصركم.
– بماذا تريد أن تختم هذا اللقاء ؟
أشكر صحيفة “مكة” الإلكترونية، وأشكرك أنت أخي حسن على هذه الاستضافة عبر صحيفتكم الرائدة، وما أنا إلا أحد جنود هذا الوطن، أتمنى أن أكون قدمت جزءًا بسيطًا مما يستحقه وطننا الغالي الذي قدّم لنا الكثير والكثير..
