جدارية شاعر

لغتي

هنا الحُب في إضمامة الروح والمدى
هنا سدرة المعنى هنا الصوت والصدى

قوافلُ عشاقٍ يمرون هكذا
خفافًا يجرُّون المواويل والحُدا

يشدُّون في ذات الدروب رحالهم
ويبنون من سقف المجازات موعدا

على إثْرهم تمضي الحروف تحفُّها
أزاهيرُ أشعارٍ وليلٌ تسرمدا

تغازل خيط الشمس تمتد نحوهُ
تعانق أقمارًا وليلًا وفرقدا

لها في سماوات الخلود مكانةٌ
تلوذ بها الآيات وحْيًا وأبجدا

نبوءةَ أرواحٍ ترانيم ثائرٍ
تقاسيم قيثارٍ صدارةَ مبتدا

إذا قيل من نعني، إذا قيل من فتًى
فهيهات أن أُدعَى وأن أتبلَّدا

نعم، لغتي هذي التي -قَطُّ- ما حلا
ولا زان منطوقي ولا انساب في المدى

يجوب بيَ الآفاق إلا وخِلْتُها
رفيقةَ أحلامي وإشراقةَ الندى

هي السحر في عينِي وأول ما أرى
وآخر لحنٍ في الفضاءات خُلِّدا

تَؤُمُّ لغاتِ الكون طُهْرًا ورفعةً
ومسرًى ومعراجًا ندِيًّا مُعسجدا

وتُروَى السواقي من معين بياضها
فطابت لها نبعًا ورَيًّا ومورِدا

على سانحات الغيم يأتي زفيفها
سنًى وسناءً استهلَّ وأرعدا

فلا عجبٌ إنْ جاد مرعًى ومشربًا
وأزهر طلع الوسم منها وأوردا

فسبحان ربي حين أودع سِرَّهُ
وألهمَنا الآيات والنور والهُدى

وأورثَنا أرضَ المعاني تفضُّلًا
وبوّأنا المجد التليد المُخلَّدا
.
.
#اليوم_العالمي_للغة_العربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com