منتدى القصة

حذاء نظيف

قصة قصيرة

الكل يعلم أنها تفتقر إلى الموهبة التي تؤهلها كي تمسك صفحة كاملة بمجلة مرموقة، رئيس التحرير لديه وجهة نظر أخرى! سرعان ما يعرفونها حين يستدعيها بمكتبه، فيبدأٌ الهمز واللمز بين الزملاء.
هي.. تترفع عما يقال عنها من حكايات مشينة، يكفيها أنهم يخرسون فورا بمجرد أن تهل عليهم، يخشون من وشايتها فتطيح بهم جميعا، فيبدأون وصلات النفاق والتطبيل.

عم أمين الساعي لم يكن مثلهم! هو الوحيد الذي لم يأبه لها قيد أنملة، لا يتردد في الاستغفار أو لوي شفتيه مشمئزا كلما لمح طيفها.

في الليل.. تتجرد من كل شئ، من باروكتها الصفراء، مكياجها الصارخ، وملابسها المثيرة.
تقف عارية أمام مرآتها المشطورة نصفين! تصب لعناتها على رئيس التحرير والزملاء، وأحذيتها التي لا تكف عن الاتساخ مهما توخت حذرها!
أخبروها أنهم لا يرون ذلك الوحل الذي يؤرقها، فأدركت أنهم كاذبون، خاصة حين حدجها عم آمين الساعي بنظرة تهكمية ناظرا نحو حذائها، كادت لحظتئذ أن تسأله عن سر حذائه النظيف الذي لا يعلق به الوحل أبدا!
ولكنها ما أن نظرت بعينيه الساخرتين حتى أمسكت عن الكلام،
ولم تتجاسر على السؤال مطلقا.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com