
الباحة – نفت أمانة الباحة، تغيير أسماء بعض الأماكن والقرى في المنطقة، وإطلاق مسميات دخيلة غير مناسبة.
وقال مصدر مسؤول في أمانة الباحة: “الأمانة وبلديات المنطقة لم تغير أسماء القرى ولن تغيرها، لأن تلك الأسماء مرتبطة بتاريخ المكان وجغرافيته ولها دلالتها، كما أنها أصبحت هوية، وأيضاً لكون الصكوك والحجج للأراضي والمزارع والعقارات مرتبطة نصاً بأسماء تلك القرى، مما يتعذر معه عملياً تعديلها أو طمسها”.
وأضاف المصدر: “أوضحنا عدة مرات أن عدد القرى في المنطقة كبير جداً لأنها منطقة ذات طبيعة قروية زراعية جبلية، وأضفنا أن معايير الحي السكني من حيث المساحة وعدد السكان والمرافق والخدمات لا تتطابق ولا تتوافق مع مساحة وواقع أكثر من 90% من القرى المتناثرة على سفوح الجبال”.
وأوضح المصدر أنه تم إسقاط أسماء الأحياء كمجموعات متجانسة وبأسماء مختارة عن طريق لجان متخصصة، بعضوية مؤرخين وأدباء ومتخصصين، وأصبحت كل مجموعة قرى قليلة متجاورة ومتلاصقة تحت مسمى حي سكني واحد، مع إبقاء أسماء القرى على ما هي عليه ضمن الحي، وهذا ما تؤكده الخرائط الورقية والرقمية وما هو مكتوب على اللوحات المركبة وما يتم العمل به في جميع التعاملات.
وتابع المصدر: “بيّنا أن هذه الآلية تساعد على الاندماج الاجتماعي والتواصل والتعاون بين أبناء القرى المتجاورة، مع توفير خدمات مشتركة لأبناء القرى المتجاورة وترشيد تكاليفها ضمن الحي الواحد من مرافق بلدية وحدائق وملاعب وساحات، وحتى مساجد ومدارس ومستوصفات حسب الحاجة والعدد السكاني”.
وكان الكاتب عبدالحي الغبيشي قد كتب مقالا عبر “مكة” الإلكترونية، بعنوان “أسماء القرى إرث وتاريخ”، منشور بتاريخ 12 سبتمبر، قال فيه: “استكمالًا لموضوعنا تغيير أسماء الأماكن والقرى في منطقة الباحة؛ فهل يحق لنا الاستفسار والتعليق على ما قامت به بعض الجهات كبلدية الباحة مؤخرًا في سياق تنظيمي أو تحديثي من إطلاق أسماء الأحياء على كل مجموعة متقاربة من القرى بمسميات جديدة ليست فيها ما يحتوي على أي اسم من أسماء تلك القرى، حسب الجدول التجميعي فهي مسميات دخيلة غير مناسبة”.
وأضاف الكاتب في مقاله: “مثال على ذلك: أطلقوا اسم قرطبة على (الحصبة والخليف والرهوة)، وكان من الأجدر استبدال الخليف بقرطبة لمكانة الخليف التاريخية والتراثية، وكذلك الناصرية على مجموعة قرى وأحياء الظفير وهي الأشهر، وكانت قاعدة ومقرًا لبلاد غامد وزهران، وكذلك اسم “الغدير” أطلقوه على (الاثمة والشريق والغرباء والفقها)، فلو استبدل السد بالغدير ألم يكن أفضل لشهرة سد وادي الصدر وكونه أكبر من الغدير”.
واستكمل “الغبيشي”: “هذه المسميات الجديدة قد لا تناسب طبيعة الأماكن والسكان، خاصة ممن لا زالوا يحافظون على التاريخ، حيث يرون ذلك طمسًا للهوية التاريخية والحضارية للأماكن!، وذاك مجرد رأي”.