المقالات

عقدة الكمال

انهضوا من عثراتكم، وانفضوا غبارها، واستفتحوا يومكم بالذكر، ثم بالعمل، والجد والاجتهاد، والتفاؤل والإنجاز؛ وتحدوا أنفسكم، فلا أحد ينتظركم، ولا وقت يمهل، والحياة تمضي بسرعة كبيرة.
كم أزهقت وأخَّرت وأجَّلت وعطلت وضيعت “عقدة الكمال” روح الكثير من الأعمال والمشاريع، وكم أباد هذه الوهم عظيم الفوائد والفرائد، وكم ساهمت هذه الرغبة المزيفة في تأخر جُلَّ الإنجازات، أو فواتها وفقدها.
هناك بعض الخواطر تمر على قلوبنا فتوهنها، وعلى شغفنا فتطفئه، ومن تلك الخواطر السيئة والبغيضة، خاطر مُلح كريه، يجري خلف البعض في كل مكان، ويجلس معهم حيث جلسوا، يحثهم على التوقف والكفِّ عن السَّعي خلف حُلم قد يبدو صعب المنال؛ طلبًا للرّاحة الزائفة، وإرضاءً للنفس الأمارة بالسوء والكسل.
ربما تكون “مجرد خواطر” تأتي وتروح، ومن أسبابها الضغط الشديد، أو الشعور بعدم القدرة على مجاراة الزملاء والأصدقاء، أو الظن بأن هذه المرحلة تفوق طاقته، أو بسبب ظرف ما مرّ به هذا الشخص.
حلم الناجحين واحد، وهمومهم مشتركة، لكن لكل منهم طريق عبور خاص به، وما من ناجح أو ناجحة إلا ومروا بصعوبات وتحديات وعقبات، حتى ظن أكثرهم أنهم لن يخرجوا من تلك الدوّامة الظلماء، لكن ثقتهم بالله ثبتتهم، وظنهم الحسن أعانهم، وما تلك الصعوبات والعقبات والعراقيل إلا بمثابة طريق لنكون أكثر نضجًا، وأقوى عزيمة، وأثبت إصرارًا ومواصلة.
كل الأمور معاشر القراء تبدأ صعبة، ثم تسهل شيئًا فشيئًا، حتى قراءتكم للحروف الهجائية كان صعبًا في البداية، ثم أصبح سهلًا مع الوقت.
رويدك فكل ضيق بعده فرج، وكل عسر بعده يسرين، وكل كُربة بعدها فتح وفرح وظفر.
لا تكن هشًا! سهل الانكسار، سهل التحطّم، سهل الاستسلام، أنت أقوى بالله؛ فاستعن به، ثم قاتل وجد واجتهد وابذل الغالي والنفيس من أجل حُلم رسمتَ خريطته طويلًا.
فلنتعاهد على المضي في إتمام البناء، ولو اعترض طريقنا المشقة والتعب والعناء وقطّاع الطريق.
التمام والوصول للنهاية يا قراء أولى من الكمال؛ لأن العبرة بتمام النهايات لا بنقص البدايات.
ومضة:
يقول العلماء: “ستة أشهر من التركيز في شيء معين يمكن أن يغيّر حياتك إلى الأبد”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com