السياحة والترفيهعام

مرشدون سياحيون: تعدد مناطق الجذب السياحي يعزز مكانة المملكة.. والمرشد وسيلة تسويق لبلاده

تحقيق- جمعان البشيري

السياحة في السعودية هي أحد القطاعات الناشئة ذات النمو السريع وتعتبر أحد أهم روافد دعم الاقتصاد السعودي، بل تمثل أحد المحاور المهمة لرؤية السعودية 2030، بالإضافة إلى نشر المكنوز التاريخي والتراثي والتنوع الطبيعي والثقافي للمملكة التي تعد أرضها مهد الدين الإسلامي، ممّا يجعلها محل جذب سياحي، حيث يقصد المسجد الحرام والمسجد النبوي ملايين المسلمين لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة.

وجاءت المملكة أول الوجهات العربية تفضيلاً من قبل السيّاح المسلمين، ورابعها عالميًا، ضمن قائمة الوجهات العشر الأولى الأكثر زيارة من قبل السيّاح المسلمين، من بين 130 بلدًا، بحسب تقرير المؤشر العالمي للسياحة الإسلامية لسنة 2019م.

وفي إطار جهود هيئة السياحة لتطوير القطاع، اتاحت إصدار رخصة الإرشاد السياحي، والتي ترخص لأي شخص طبيعي مرخص له بممارسة أعمال إرشاد السياح ومرافقتهم في أماكن الجذب السياحي في المملكة، وتزويدهم بالمعلومات اللازمة عنها، وذلك مقابل أجر مالي، على أن تنطبق عليهم الشروط التي وضعتها الهيئة للقبول في برنامج الإرشاد السياحي، لذلك التقت “مكة” الإلكترونية مع عدد من المرشدين السياحيين للحديث عن دورهم وأهميته في دعم القطاع السياحي داخل المملكة.

*محمد عاطف: دور المرشد أساسي للتسويق لسياحة بلاده*
في البداية، تحدث من جدة المرشد السياحي محمد عاطف عن دور المرشد السياحي، قائلا: “يلعب المرشد السياحي الناجح دوراً هاماً في الدعاية والتسويق المباشر للسياحة بشتى مجالاتها في بلده، ويحقق ذلك من خلال المعلومات التي يزود السائحين بها، وقدرته على إظهار أهمية وجمال وتنوع المنتجات السياحية في وطنه، من خلال كسب ثقة السائحين والتعامل معهم بطريقة ترضيهم، حيث إن المرشد السياحي هو الدليل في الرحلة السياحية ومصدر من مصادر المعلومات، حيث ينقل للسائحين صورة جيدة عن العادات والتقاليد والحياة الاجتماعية التي يعيشها السكان المحليين.
كما تحدث عن أحقية الفرد أن يكون مرشداً سياحياً، موضحاً إن الفرد لا يكون مرشداً سياحياً إلا إذا كان حاصلاً على رخصة مزاولة مهنة الإرشاد السياحي ضمن الاشتراطات التي وضعتها هيئة السياحة واجتياز التدريب الميداني من قبل وزارة السياحة.
وتابع قائلا: “يبدأ المرشد بتنمية خبراته بالمعارف والتجارب والسعي وراء تطوير ذاته بالدورات التدريبية في مجال الإرشاد السياحي قبل النزول للميدان لكسب الخبرة وتنمية المهارات والخبرات والعلاقات مع الشركات السياحية، حتى يسوق لنفسه في عدد من الأماكن السياحية، ليتعرف على احتياجات السائح، وهذا ما يزيد من فرص الإرشاد للمرشد السياحي”.

*عبدالله الزبيدي: الأكلات الشعبية محوراً هاماً من محاور الإرشاد السياحي*
كما تحدث المرشد السياحي عبدالله الزبيدي عن علاقة الإرشاد السياحي بالطهي، موضحا أن الطهي ثقافة وفن، ولدينا في مناطق المملكة العربية السعودية تنوع كبير في الأكلات الشعبية التي تعتبر من الموروثات الشعبية والتي يستطيع المرشد السياحي أن يجعلها محوراً هاماً من محاور الإرشاد السياحي، من خلال إشراك السيّاح في هذه التجارب، وذلك يصنع تجربة جميله لا تنسى لدى السيّاح.
وحول أهمية المرشد السياحي خلال الرحلة السياحية، قال في تصريحات لـ “مكة” الإلكترونية: “المرشد هو الذي ينقل المعلومات التاريخية حول الأماكن الأثرية والثقافة بدون تزييف وتحريف، وكذلك هو المسؤول الأول في الرحلة بالوقوف على الأماكن السياحية والتحرك منها والنزول إليها، وكذلك هو المسؤول عن راحة السائح.

*دانة القرشي: تعدد المزارات بمكة ينعش المجال السياحي*
ومن جانبها، أشارت المرشدة السياحية دانة القرشي من مكة المكرمة لدور الإرشاد السياحي الديني، مشيرة لتجربة بدايتها في مجال الإرشاد السياحي بالعاصمة المقدسة.
وقالت “دانة” في تصريحات لـ”مكة” الإلكترونية: “لا شك أن دور الإرشاد السياحي في مكة مهم جداً لأنها قبلة المسلمين ومهبط الرسالة المحمدية وخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم -، ولا ننسى موسم الحج والعمرة، حيث يأتي الحجاج من كل مكان، وأهل مكة يسعون لخدمة ضيوف الرحمن ومعروفين باستقبال الحجاج؛ فهم يمارسون الإرشاد السياحي الديني بطبيعتهم منذ القدم”.
وتابعت: “والدي – رحمه الله – عمل بقطاع الحج والعمرة، وبحكم ذلك كان يستقبل ضيوف الرحمن بالمنزل وكنت محبة لخدمتهم، ومن هنا بدأ الشغف من الطفولة لهذا العمل لأجل إسعادهم ورسم الابتسامة على وجوههم”.
وحول أهم الأماكن التاريخية الموجودة في مكة المكرمة التي تعمل على إبرازها للسياح، أضافت: “بحكم دراستي الجامعية في تخصص التاريخ والحضارة الإسلامية، فإن مكة المكرمة تحتوي على العديد من الأماكن الدينية والتاريخية والأثرية، ولعل من أهم المعالم السياحية “قصر الملك سعود، وقصر الملك عبدالعزيز، ومسجد الجن، ومسجد البيعة”.

*أماني العرابي: الدورات التدريبية بالمجال السياحي ركيزة أساسية*
فيما تحدثت المرشدة السياحية أماني العرابي لـ “مكة” الإلكترونية، عن دور الدورات التدريبية بالمجال السياحي، موضحة ان لها دورا فعالا وضروريا، ويعتبر من الركائز الأساسية لبداية الإرشاد السياحي، فهو يساعد أولاً في تثقيف المرشد حول كيفية التعامل مع السائح وأيضاً يحقق ارتفاع بنسبة التوظيف على مستوى عالي من الكفاءة وتقليص البطالة وارتفاع جوده الحياة، من خلال جهود وزارة السياحة لتحقيق رؤية 2030.
ولفتت “أماني”، إلى أن عدد الدورات المنفذة التي شاركت فيها بلغ ١٢ دفعة، وعدد المتدربين وصل إلى ١٦٥ متدرباً.

*أشواق السروجي: العوامل المؤثرة في الطلب السياحي بالمملكة متعددة*
كما التقت “مكة” الإلكترونية مع المرشدة السياحية أشواق السروجي، التي أوضحت أهم التحديات التي تواجه مهنة الإرشاد السياحي والمرشد السياحي على وجه الخصوص.
وقالت: “الإرشاد السياحي مهنة ممتعة ولكن ليست بالسهلة، وهناك تحديات يومية سياسية واقتصادية واجتماعية وتكنولوجية تحول دون رضا العميل، فصناعة جولة سياحية استثنائية تعني أن يكون لدى المرشد السياحي أو المرشدة كاريزما جذابة وطريقة مشوقة في نقل المعلومات”.
وأكدت “أشواق”، أن المرشد السياحي يجب أن يتمتع بسرعة البديهة وحنكة في الرد على تساؤلات السيّاح، لافتة إلى أن هناك من يُزاولون مهنة الإرشاد السياحي من غير تصريح رسمي من وزارة السياحة، ولهم تأثير سلبي على ازدهار السياحة لعدم امتلاكهم لمقومات المرشد السياحي والمعلومات الصحيحة عن معالم الوطن السياحية.
وأشارت إلى أن العوامل المؤثرة في الطلب السياحي كثيرة، منها مناطق الجذب السياحي الدينية والتاريخية والمتاحف، وكذلك البيئة الجغرافية والمكونات الطبيعية وتوفر الخدمات والبنية التحتية والأمن والأمان، وكلها عوامل مهمة لقوة التسويق السياحي.

*حسن حُمدي: النجاح الباهر يرفع سقف الطموح*
وفي الإطار ذاته، شرح المرشد السياحي حسن حُمدي من الطائف، أنواع السياحية المتوفرة بالمملكة وأسباب هذا التنوع في السياحة، مشيرا إلى أن المملكة تمتلك أنواع مختلفة من السياحة، مثل: التاريخية، والتراثية، والرياضية والبحرية، والبيئية، والحضارية.
وأوضح أن أسباب التنوع تعود لما تمتلكه المملكة من إرث عظيم في معظم مناطقها، سواء إرث تاريخي أو تراثي، ويعود ذلك للتنوع الجغرافي ما بين المناطق الجبلية أو البحرية، وكذلك التقدم الحضاري والمشاريع الحضارية السياحية التي تواكب تطلعات رؤية ٢٠٢٣.
وأكد “حمدي”، أن عدد السياح الذين تستهدفهم المملكة حتى عام 2030 من منظور سيدي القائد الملهم محمد بن سلمان – حفظه الله-، يصل إلى 100 مليون سائح، لافتا إلى أنه نظراً لما حققته السياحة بالمملكة في الربعين الأخيرين من نتائج غير متوقعة تم رفع سقف الطموح إلى 150 مليون سائح، وهذا دليل على الجهد المبذول والتخطيط السليم.

وتابع: “هذا هدف معقول للغاية بحلول نهاية العقد، في ضوء الاستثمارات الهائلة التي تعمل عليها السعودية حاليًّا، بما فيها مزيد من المنتجعات وشركة طيران جديدة لجلب الناس إلى المملكة، التي تنفق الآن مبالغ ضخمة لبناء الفنادق والمنتجعات على طول ساحل البحر الأحمر، كما تطور المواقع التاريخية بما فيها منطقة العلا الصحراوية والدرعية”.

جمعان البشيري

محرر صحفي - جدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى