المقالات

الحاسبات مفاهيم وتطبيقات

إلى من تعلَّمت منهم الإصرار والعزم وحب العلم، أتوجه بالشكر والعرفان، وأستهل في البداية بأحد أهم الأقوال التي كانت دافعًا لي في الكتابة عن هذا الموضوع والتي لطالما أتذكرها وأستذكرها، وهي “ضرورة تزويد الجيل الحالي بأساسيات الحاسب” للبروفيسور عبدالله الموسى، من كتابه “مقدمة في الحاسب والإنترنت”، ومن هذا المنطلق كانت فكرة كتابه لتغطية المعارف والمهارات الأساسية في الحاسب، والذي ذكر فيه مفهوم الحاسب الآلي بأنه (تطورات في مجال الدوائر الكهربائية والمنطقية والبرمجيات، والمحاولة الأولى لماكينة العمليات الحسابية وإجراء العمليات الحسابية المعقدة واستخراج الخوارزميات التي تمكن المستخدم من جمع وطباعة النتائج).

إن مفهوم الحاسبات بشكل عام كما عرفه المهتمون بمجال الحاسبات، بأن علوم الحاسب هي دراسة أنظمة وأجهزة الكمبيوتر الحسابية والمنطقية، بينما نجد أن نظم المعلومات هو دراسة الأنظمة التي تقوم بجمع ومعالجة وتخزين وتوزيع وتحليل المعلومات في التنظيم والهيكل التقني والاجتماعي والرسمي، ونجد أيضًا أن المهتمين بمجال الحاسبات قاموا بتعريف تقنية المعلومات بأنها (دراسة استخدامات أجهزة الحاسب الآلي لغرض نقل المعلومات والبيانات بواسطة الشبكات بأنواعها). ونجد أيضًا أن هندسة الحاسب الآلي هي (دراسة دمج مجال هندسة الحاسبات والهندسة الكهربائية لصناعة أجزاء الحاسب الآلي سواء كانت معدات أو برمجيات). كان ذلك بعضًا من المفاهيم الأساسية بشكل عام في الحاسبات.

ومن وجهة نظر علمية تخصصية لمفهوم الحاسبات العلمي من مراجع ومصادر المعلومات الموثقة والتي يعتمد عليها، عرف علم الحاسب بأنه فنون البرمجة والأول وقبل كل شيء التوجه المقبول والبسيط في الرياضيات التطبيقية والنظرية والخوارزميات الرياضية لمجموعة الحلول والمشاكل الواقعية (جراهم وآخرون، 1989م). يوجد العديد من الاختلافات في المسميات والمفاهيم وهيكلة علم الحاسبات وفق علماء ومتخصصين في هذا العلم، وذلك أيضًا في علوم (الحوسبة، الهندسة والمعلومات)، أيضًا في نظم المعلومات، هندسة الحاسب، تقنية المعلومات، علم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمعلوماتية.

إن الحدود الدقيقة والواضحة المعالم في علم الحاسبات متنوعة، لكن من المؤكد أن علم الحاسبات هو دراسة الآلة والمعلومات في شكلها الرقمي (دنن، 2008م)، ومن وجهة نظر علمية متخصصة أخرى، تم تعريف وتقسيم المعلومات إلى ثلاثة فروع منها: المعلومات كعمليات تتضمن إيصال العلم والمعرفة، المعلومات كمعرفة؛ وتتضمن حقائق ومواضيع وأحداث، وأخيرًا المعلومات كشيء تتضمن أشياء مثل البيانات والمستندات (باكلاند، 1991م). وقام (ويتن وآخرون، 2000م) بتعريف نظم المعلومات بأنه (العلم الذي يهتم بدراسة مجموعة العلوم التي تتضمن مزيجًا من المعلومات والأشخاص والعمليات وعرض البيانات وتقنية المعلومات كلها في نمط مميز التنسيق). كما قام (ويتن وآخرون، 2000م) أيضًا بتعريف تقنية المعلومات على أنها (مزيج من الأجهزة والمعدات والبرمجيات مع الاتصالات والتي تحتوي على صور وأشكال وصوت وبيانات وهكذا).

الجدير بالذكر، أن تطوير البرمجيات الواقع ضمن جميع مجالات علم الحاسبات، والتي تتشارك مختلف الخطط الدراسية في مختلف الجامعات تقريبًا مقررات دراسية مشتركة؛ فعلى سبيل المثال (هندسة البرمجيات)، والتي تتطلب في الغالب إلى ثلاث مراحل (تحليل النظام، تصميم النظام، والبرمجة). تتطرق (الموسى، 2010م) بأن هذه المراحل تحتاج إلى أشخاص مسؤولين عنها وظيفيًا بمسميات (محلل نظم، مصمم نظم ومبرمج)، ومرحلة البرمجة والتي تعنى بكتابة الأوامر الحاسوبية بواسطة لغة برمجية هي مرحلة (programming).

إن تطبيقات الحاسبات ومجالاتها مختلفة ومتنوعة وتتطور بشكل ملحوظ. تختلف في استخداماتها باختلاف احتياجات المستخدمين. تتشابه وتشترك مع بعضها البعض لكنها تتكامل لتتلاءم مع أداء وظيفتها الرئيسية؛ لتحقق الهدف الرئيسي من تصميمها وصناعتها. إن الأمثلة على مجالات وتخصصات علم الحاسبات كثيرة تتخذ أشكالًا معرفية، وتتغير مع مرور الوقت؛ فمنها ما يُعنى بقسم متخصص، ومنها ما هو تكاملي، ويعد مهارة مكملة لمعرفة وعلم محدد، لكن الأساسيات تبقى وتستمر. إن تحديات هذا العلم في الحاضر والمستقبل هي تحديات تنافسية شديدة التباين؛ لذلك وقع الاختيار باجتهاد وحيد لجمع مفاهيم وتطبيقات الحاسبات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com