المقالات

الصلع .. موضة المستقبل

رأيت قبل أيام شاباً لا يزيد عمره – فيما يبدو – عن 35 عاماً .. وقد تغشاه الصلع بشكل مكثف، فاقتلع معظم شعر رأسه، ولم يبق له سوى شعرات قليلة فوق الأذنين ..
وبقيت أتساءل لماذا الصلع قد بدأ حربه الضروس ضدنا نحن الرجال – شبابًا وشيبانًا – في السنوات الأخيرة .. فقبل حوالي 40 عاماً لم يكن الصلعاء سوى أقلية قليلة وسط الكثرة الكثيرة من كثيفي الشعر.
حتى أنه بقي كل أصلع – فيما أحسب – يتوارى خجلاً من صلعته التي صار “يرنّ فيها الدينار” كما يُقال.

لكن اللافت ….
أن أولئك ما دروا أن الصلع سيكون موضة المستقبل.
هكذا بدأ يتحدث كثيرٌ من خبراء التجميل في العالم، والمختصون فيما اصطلح عليه بـ “نيو لوك”، بحيث سيصبح كل أصلع هو صاحب الجاذبية الأكثر، بينما كثيف الشعر سينقل إلى مراحل متأخرة في ترتيب الجاذبية.
.
عددٌ من الرجال الصلعاء فطنوا إلى حل سريع وبسيط لمشكلة صلعهم .. عندما قاموا باتخاذ قرار شجاع يقهر الصلع ويتحداه … وهو حلق جميع شعر الرأس دفعة واحدة .. ثم اكتشفوا بعد تلك الخطوة العجيبة بأنهم صاروا يتمتعون بجاذبية ملحوظة حسب دراسات عدة، ومنها موقع (ريل مني … ريل ستايل) المتخصصة بأناقة الرجال ورشاقتهم، وصار الواحد من أولئك صاحب كاريزما خاصة، ومظهر يدل على القوة، والدليل على ذلك عدد من نجوم هوليود الذين فعلوا ذلك، وتغيرت النظرة الإيجابية لهم إلى الأفضل.
.
وفي عالم النجوم …. وتحديداً كرة القدم .. فقد أصبح عددٌ من الأسماء المبهرة بدون شعر على رؤوسهم، بعد مرور سنوات لهم مع الساحرة المستديرة .. ومنهم التوأم المصري حسام وإبراهيم حسن، ووائل جمعة صخرة الدفاع في الأهلي القاهري .. وعلى الصعيد الدولي الفرنسي زين الدين زيدان، والبرازيلي الشهير رونالدو، والأرجنتيني خوان فيروك نجم مانشستر يونايتد.
.
ولا ولن ننسى أشهر أصلع .. وهو أيضًا أشهر حكم في تاريخ كرة القدم، ومن أفضلهم على الإطلاق، الايطالي بيبر لويجي كولينا، والذي عرف بصرامته وحزمه .. وهناك أيضا الأصلع السويسري كريستيان جروس مدرب أهلي جدة الأسبق، الذي صنع مجدًا استثنائيًا، وغادر القلعة الخضراء من الباب الكبير.
.
ويعتقد المختصون أن أكبر سبب للصلع وتساقط الشعر هو الوراثة … نعم الوراثة .. ورأيت ذات مرة في صيدلية حارتنا رجلاً يسأل الصيدلي، عما إذا كان لديه منتجًا طبيًا يعيد شعر رأسه الذي تساقط
وإذ بالصيدلي يسأله:
هل والدك أصلع، فأجاب : نعم ..
قال له: (إنسى الموضوع) ..
ما يؤكد أن الوراثة سبب أول في تلك المعضلة.
.
ولكن ثمة انفراجات للمسألة لمن أرد، وهي عملية زراعة الشعر حتى ولو بمبلغ كبير .. أو لبس باروكة تناسب كل شخص .. أو كما قلت في بداية المقال حلق الشعر المتبقي الخفيف، ليتحول الرأس بالكامل إلى أرضية صلبة تتلامع مع أقل ضوء، أو كما يقول البعض ممازحاً لبعض الصلعاء: (إن رأسك تحول إلى مطار دولي) .
.
وثمة مقولات – لكنها غير مؤكدة – أن الصلعاء هم الأذكى وأنهم ألأكثر قراءة وإبداعا في الأدب والثقافة وتعدد المواهب ..
وفي كل الأحوال يظل الواجب على الصلعاء وعلى إخوانهم “أصحاب الصوف” الكثيف فوق رؤوسهم، ألا يفتخر أيًا منهم، أو يحزن .. فكل يعرف نفسه وقدراته ومواهبه .. فـ ليعش أولئك وهؤلاء سعداء بما رزقهم الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com